سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
د. بكر زكي عوض المشرف علي مراكز تدريب الأئمة وتأهيلهم بوزارة الأوقاف: لا أنكر أن قصور الخطاب الديني وراء ظهور جماعات الإرهاب
برامج تدريبية للأئمة والمفتشين لتصحيح المفاهيم المغلوطة
في الوقت الذي تسعي فيه وزارة الإوقاف حاليا لتحرير قلب وعقل الأئمة الذين التحقوا بالوزارة في عهد الإخوان أو من لديهم انتماء للدعوة السلفية عن طريق الحوار والمناقشة للعودة لحضن الدعوة الاسلامية بجانب المضي قدما لصياغة فكر ديني يهدف للارتقاء بالمجتمع ويحصن أبناءه من التطرف والارهاب أكد الدكتور بكر زكي عوض عميد كلية أصول الدين السابق والمشرف علي مراكز تدريب الأئمة وتأهيلهم بوزارة الاوقاف أن التجرد قيد لابد منه من أجل المصلحة العليا للدعوة والترفع عن الخلافات الشخصية وإقصاء بطانة السوء التي تتبع أي الطرفين لتحقيق الغاية المرجوة من تجديد الخطاب الديني وكشف في حواره لالأهرام المسائي أن وزارة الأوقاف وضعت مجموعة برامج في الدورات التدريبية الخاصة بالأئمة والمفتشين لتصحيح المفاهيم المغلوطة يتم التركيز فيها علي بعض الموروثات الثقافية التي لها أصول في تراثنا الفكري وقد فهمت علي غير وجهها كالحديث عن اسقاط الجزية اذا اشترك أهل الكتاب في الجيش وهو ما لا تقبله بعض التيارات الدعوية وتهنئة الأقباط بأعيادهم وبيان مالهم من حقوق وماعليهم من واجبات والتي يتساوون فيها مع المسلم سواء بسواء كحق الحياة والحرية والكرامة والتملك بالدليل والسنة كما اننا نناقش مع الأئمة بعض الافكار التي تتسم بالتشدد بل والمروق عن قيم الاسلام مثل تفسير بعض السلفية الطاغوت لنمكن ابناءنا من الردعلي مثل هذه الافتراءات وندلهم علي الكتب التي تساعدهم علي درئها وإلي نص الحوار في البداية الخطاب الديني أصبح حديث الصباح والمساء..الرئيس وكبار مسئولي الدولة يولون اهتماما به غير انك تستشعر أنهم كمن يصرخ في الصحراء.. لامجيب؟! الاحداث التي نعيشها وبخاصة ما يتعلق منها بالفتن قد رد الكثير منها إلي قصور الخطاب الديني من قبل المؤسسات الدينية من ناحية وغلو الخطاب الديني من قبل القنوات الخاصة, وبخاصة التي زعمت انها قنوات إسلامية من ناحية ثانية, الأمر الذي انعكس سلبيا علي الواقع الاجتماعي وادي إلي ظواهر غير محمودة دفع الكل إلي أن يعودوا إلي المطالبة بتجديد الخطاب الديني وتصحيح مساره وتصويب الكلمة الملقاة, ولما كان الازهر والأوقاف هما المنوط بهما هذا الأمر فإن التوجه إليهما لتحقيق هذه الغاية كان نصب عين ولاة الامر. الأوقاف في واد والأزهر في واد.. والمفقود الخطاب الديني والضحية الجمهور كيف نعالج رأب الصدع بين الأطراف ؟ التجرد قيد لابد منه من أجل المصلحة العليا للدعوة والترفع عن الخلافات الشخصية وإقصاء بطانة السوء التي تتبع أي الطرفين قيد لابد منه لتحقيق الغاية المرجوة من تجديد الخطاب الديني ولابد ان يكون التنافس ثنائيا من أجل النهوض بالدعوة لا من أجل الغلبة والمغالبة, ولابد أن ننزع عقيدة التسلط وفطرته, فلكل فعل رد فعل والناس علي درجة من الوعي الان قد ادركوا من خلالها أن صراعا قد نشب لامحالة بين بعض الرموز في احدي المؤسستين وبين رمز ما في مؤسسة أخري حتي كان الأمر بالامتناع لبعض العاملين في إحدي المؤسستين من التعاون مع المؤسسة الأخري لالشيء إلا من أجل الصراع الشخصي بالدرجة الأولي فكيف يمكن بناء خطاب ديني يحتاج إلي تلاقح الأفكار وقدح العقول في وقت نري فيه التناطح لا التلاقح والقدح لا المدح والنقد الهدام لا النقد البناء وقد امتد ذلك إلي الناشئة من العاملين في الطرفين ايهما أفضل من يعمل في مجال هذه المؤسسة او تلك. الاتهام موجه دائما بأن القصور في الخطاب وراء خروج جماعات الارهاب..ما تعليقكم؟ أمر لا أنكره شخصيا ولوقمنا بدورنا كما ينبغي ماكانت هذه الجماعات والجمعيات وتقصيرنا عن النزول إلي النجوع والأدغال هو الذي جعل التيارات الأخري تجد أرضا خصبة لنشر فكرها وتحقيق غايتها إن المؤسسات الدينية مركزة بالدرجة الأولي علي العواصم فيما يتعلق بالمحاضرات والندوات والمقالات وأما القري الكبري والصغري والكفور والنجوع فلاحظ لها من هذه الانشطة بل انني اطالب بعودة جميع أئمة الأوقاف الذين جاءوا من محافظات الوجه القبلي إلي القاهرة والإسكندرية ومحافظات الوجه القبلي مرة ثانية لان ذلك قد ترك فراغا دعويا مكن التيارات السلفية من أن تجد أرضا خصبة لنشر أفكارها, في ظل عدم وجود الإمام المتمكن القادر علي التبليغ وقد وقع هذا منذ سنين عددا, وأقول كلمة حق إن وزير الاوقاف في المسابقة القائمة الآن حريص علي توطين الأئمة في محافظاتهم وهو يولي محافظات الوجه القبلي عناية خاصة لتدارك السلب الذي وقع فيه الوزارء السابقون أليس الخطاب هو الخطاب مالذي حدث ؟ العبرة ليست بالخطاب بل بمضمون الخطاب فليست العبرة بالإناء وإنما العبرة بما هو في داخل الاناء ولكل زمن مشاكلة وظروفه وأحواله ولابد أن يكون الخطاب متفقا مع الواقع المعاصر الذي نعيشه ولابد ان نقدم حلولا لكل المشاكل, وأن نقدم علاجا للأمراض التي أصابت العقول قبل الأبدان, ولابد من الرد علي الفكر المتطرف بشقية الغلو الديني والتحلل الديني, وكما ننكر علي بعض المدارس الدعوية غلوها فإننا ننكر علي بعض القنوات الفضائية تساهلها وإفراطها وتجريحها للشريعة الإسلامية من جانب وللتراث الإسلامي بالكلية. لن يكون تجديد الخطاب الديني بسب الأزهر صباحا ومساء أو سب الأزهريين عبر الفضائيات وإنما التجديد يكون بتقديم برامج علمية ورؤية مستقبلية لهذه المؤسسات مع المشاركة في المناقشات التي تدور من أجل تحقيق هذه الغاية واسلوب الطعن في قيم الاسلام, وبعض مبادئ الشريعة وأصحاب رسول الله وكتب السنة سيولد تطرفا لامجال لدي اخرين حتي لوكان التطرف ناتجا عن الغيرة مع جهالة الامر الذي سيفضي إلي رد فعل قد جربناه سابقا ولانقره ولانقبله ولاندعو إليه ولكن نخشي من تكرار وقوعه بمثل مايتعلق بوقائع الشرقاوي وفرج فودة ونصر أبوزيد ونجيب محفوظ...إلي آخر ماهي البرامج التي.تعملون عليها لتصحيح المفاهيم للأئمة.؟ أقول من باب الانصاف وشهادة الحق ان الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف اقترح تخصيص6 ساعات في الدورات التدريبية الخاصة بالائمة والمفتشين لتصحيح المفاهيم المغلوطة ويتم التركيز فيها علي بعض الموروثات الثقافية التي لها أصول في تراثنا الفكري وقد فهمت علي غير وجهها فنقوم بتصحيح تلك المفاهيم وهي تحقق ايجابية بالغة المدي علي سبيل المثال الحديث عن اسقاط الجزية اذا اشترك أهل الكتاب في الجيش وهو امر لا يقبله بعض التيارات الدعوية خارج المؤسسات الدينية ولكن نقنع ابناءنا بها ويخرجون بقناعة كذلك نناقش قضية تهنئة الأقباط بأعيادهم ومشاركتهم أفراحهم واتراحهم وبيان مالهم من حقوق وماعليهم من واجبات والتي يتساون فيها مع المسلم سواء بسواء كحق الحياة والحرية والكرامة والتملك والعمل والتعليم والحل والترحال وتولي الوظائف العامة بما في ذلك الوزارات ونقيم الدليل علي هذا من خلال الكتاب والسنة, كما اننا نناقش مع الأئمة بعض الافكار التي تتسم بالتشدد بل والمروق عن قيم الاسلام مثل تفسير بعض السلفية الطاغوت في قولة تعالي لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقي لا انفصام لها والله سميع عليم لأن طاغوت العصر يتمثل في المجالس النيابية والديمقراطية والوطنية والقومية والعلمانية إلي آخره ويجعل هذا كله من مظاهر الشرك لنمكن ابناءنا من الردعلي مثل هذه الافتراءات وندلهم علي الكتب التي تساعدهم علي ورائها كقضية البدعة والتي نوضح فيها للأئمة أن كل جديد لايعد بدعة بل أن الرسول,, حثنا علي أن ننشئ الخير انشاء في بعض الميادين التي لم يقع مثلهم قبل وذكرت لهم أن الصحابة قد انشأوا أمورا تتعلق بالعبادات التي رأها رسول الله ولم ينكرها مادام الغلو منتف والرياء مجتمع فعلي سبيل المثال الصحابة كانوا يصلون ركعتين قبل المغرب بين الأذان والاقامة وعلم,, بذلك فلم ينكرها عليهم بل قال,: صلوا قبل المغرب ركعتين ثم قال لمن شاء من أنه لم يصلها, وبلال بن رباح هو الذي اضاف للأذان قوله الصلاة خير من النوم ولم تكن في رؤيا عمربن الخطاب وحين سمعها الرسول, قال له صدقت والصحابة كانوا يزيدون في تلبية الحج أقوالا بين يدي رسول الله لم يقلها ولم ينكرها عليهم, وخبيب بن عدي هو أول من سن صلاة ركعتين قبل القتل وبلغ ذلك لرسول فلم ينكر ها عليه وكم اضاف الصحابة اذكارا داخل الصلاة سمعها رسول الله, فلما فرغ من الصلاة وسألهم عن القائل واخبروه فبين لهم, فضل هذه القولة قائلا لقد رأيت بضعا وثلاثين ملكا يبتدرون ايهما رفعها أولا. وماذا عن المراكز الثقافية ؟ المراكز الثقافية اتسعت دائرتها من5 مراكز في العام الماضي إلي20 مركزا هذا العام وتم التجديد للعمداء الاكفاء وتم استبدال بعض العمداء الذين أدوا أدوارهم فأحل غيرهم محلهم من أجل تحقيق الغاية المرجوة من هذه المراكز وقد اخترت بعض الكتب بعناية ولكن من خلال التجربة للعامين الماضيين سوف تكون إعادة النظر في بعض المناهج وبعض الكتب في الاعوام القادمة وذلك بالتشاور مع وزير الأوقاف. متي نجني ثمار ما تقدمونه؟ طوعا او كرها الافكار تحتاج لشيء من الوقت حتي يتم تغييرها ولكن الذي نسعي إليه الآن هو تحرير قلب وعقل وفكر جماعة من الأئمة قد الحقت بوزارة الأوقاف في عهد الاخوان المسلمين وكثير منهم عنده انتماء لما يسمي بالدعوة السلفية, وآخرون لديهم انتماء لجماعة الاخوان فإذا ما نجحنا في تقويم فكر هؤلاء فإنهم سيقومون بدورهم بالتحرر من الموروث الثقافي الذي ورثوه عن انتماءات سابقة ليعودوا إلي حضن الأوقاف مرة ثانية ماذا عن دعوة رئيس الجمهورية بشان صياغة الفكر لبناء المجتمع ؟ لا أنكر أن جهدا مشكورا لوزير الاوقاف يبذل الآن من أجل تجديد الخطاب الديني من خلال تشكيل لجان لمعالجة قضية التجديد, وأن الدكتور محمد مختار جمعة يقبل كل نصح يسدي إليه إذا رأي فيه خيرا للدعوة وعندما عرضت عليه رد كل المنصرفين من الدعاة غير الرسميين عن الاوقاف اليها مرة اخري وأن نستقطب من لم يعمل مع الأوقاف من قبل, وذلك من خلال رفع قيمة الخطبة إلي100 جنيه لم يتردد لحظة, وأتمني من أساتذة الأزهر الذين يبحثون عن مساجد الشركات والمصالح والمؤسسات والأندية العودة مرة ثانية لمساجد الأوقاف بعد أن صار البدل مجزيا نسبيا ويبقي الأجر من الله في الآخرة.