أكد د. نبيل العربي وزير الخارجية حرص مصر علي عقد القمة الإسلامية علي أراضيها في موعد يتم الاتفاق عليه فيما بين الحكومة المصرية ومنظمة المؤتمر الإسلامي. أخذا في الاعتبار ما تشهده مصر حاليا من تحول ديمقراطي وما يترتب عليه من إجراءات دستورية وانتخابات برلمانية ورئاسية, مؤكدا استعداد مصر لعقد هذه القمة فور انتهاء عملية الانتخابات الرئاسية لتكون أول قمة دولية تستضيفها مصر بعد الثورة وبرئاسة الرئيس المنتخب. جاء ذلك خلال استقبال الدكتور نبيل العربي أمس الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي علي رأس وفد كبير من مسئولي المنظمة الإسلامية. وأشار د. نبيل العربي إلي أن مصر أتمت كل الاستعدادات لاستضافة مقر منظمة تنمية المرأة التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي وذلك فور الانتهاء من الإجراءات القانونية اللازمة لقيام المنظمة. وأوضح وزير الخارجية أن مصر كانت وستظل ملتزمة بالمشاركة بفعالية في كل اجتماعات منظمة المؤتمر الإسلامي, معتبرا الدائرة الإسلامية إحدي الدوائر الأساسية في سياسة مصر الخارجية ومنظومة أمنها القومي, مؤكدا عزمه المشاركة في مجلس وزراء الخارجية المقبل في كازاخستان. وصرحت السفيرة منحة باخوم المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية بأن الجانبين تناولا, خلال المباحثات, أوجه تفعيل وتطوير سبل التعاون بين الدول الأعضاء في المنظمة, كما بحث الجانبان الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة, والمستجدات الإقليمية في ليبيا وسوريا واليمن, فضلا علي القمة الإسلامية التي كان مقررا عقدها في شرم الشيخ مارس الماضي وإمكان عقدها في مصر في أقرب فرصة. وبشأن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة أكد وزير الخارجية أن مصر لن تألو جهدا من أجل إيصال المساعدات الإنسانية إلي أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق في غزة, مشيرا إلي ترحيب مصر الدائم بأي دور يمكن أن تلعبه منظمة المؤتمر الإسلامي في هذا الصدد. كما بحث د. نبيل العربي مع أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي المستجدات الإقليمية في كل من ليبيا واليمن وسوريا, حيث أعاد الوزير المصري التأكيد علي أهمية حقن الدماء والتوصل سريعا إلي حلول مرضية لجميع الأطراف والوقف الفوري للتقاتل والتناحر بين أبناء الوطن الواحد. ومن جانبه أكد الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو, الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي, أن التقارب المصري الإيراني يصب في المصلحة الإسلامية العليا, مشددا علي أن مصر وإيران من أكبر الدول الإسلامية وهما دولتان إسلاميتان لهما مكانتهما الرفيعة في منطقة الشرق الأوسط, ويجب أن يكون بينهما تكامل وأن تتطور العلاقات بينهما إلي ما يصب في خدمة الاستقرار في المنطقة وتحقيق التكامل في العالم الإسلامي. وفي رده علي سؤال حول المخاوف من تحول الثورات الشعبية في بعض الدول العربية إلي حروب طائفية بين السنة والشيعة, قال أوغلو عقب لقائه أمس مع الدكتور نبيل العربي وزير الخارجية إن المنظمة ترفض أن تتحول الخلافات المذهبية إلي صراع سياسي, مشيرا إلي أن القمة الإسلامية في عام2005 ساوت بين المذاهب الإسلامية الثمانية أربعة مذاهب سنية والمذهبين الجعفري والزيدي من الشيعة ومذهبين آخرين هما الظاهري والرباطي, لافتا إلي أن مؤتمر القمة هذا يعد بمثابة إجماع أمة. وأشار أوغلو إلي أنه بحث مع العربي الأوضاع الأخيرة في المنطقة والثورة في مصر, لافتا إلي أنه عبر لوزير الخارجية عن شعورنا بسعادة كبيرة عما حدث في مصر, وقال إن ثورة25 يناير لها مكانتها الكبيرة في تاريخ المنطقة ولها وزنها في تاريخ الثورات, فهي أول ثورة شعبية علي هذا النحو, حيث شهدت تحرك الملايين من الشعب المصري في اتجاه التغيير, وفي اتجاه الديمقراطية وبناء دولة جديدة ومجتمع جديد. وأشار أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي إلي أن المباحثات مع العربي تناولت أيضا الأوضاع في دول العالم الإسلامي, والإعداد لمؤتمر وزراء خارجية المنظمة في يونيو المقبل, لافتا إلي أن المباحثات تناولت أيضا القمة الإسلامية التي كان من المقرر عقدها في شرم الشيخ وتم تأجيلها بسبب تطورات الأحداث في مصر, وقال ناقشت مع الوزير العربي الموعد الجديد للقمة الذي من المتوقع أن يكون بعد انتهاء الفترة الانتقالية وإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية.