أعلنت مجموعة البنك الدولي أن أسعار المواد الغذائية العالمية قد ارتفعت بنسبة36% عن مستوياتها المسجلة قبل عام, فضلا عن استمرار تقلبها, مما دفع المزيد من الناس إلي براثن الفقر. جاء ذلك في تقرير' مراقبة أسعار الغذاء' الذي صدر عن مجموعة البنك والذي أرجع السبب في هذا الارتفاع إلي عدة أمور منها ارتفاع تكلفة الوقود من جراء الأحداث التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وفي هذا الصدد, قال روبرت زوليك رئيس مجموعة البنك الدولي' علينا أن نضع توفير الغذاء علي سلم أولوياتنا, وأن نحمي الشرائح الفقيرة والمتأثرة التي تنفق معظم دخلها لتوفير الطعام'. و قال زوليك إن أسعار المواد الغذائية ارتفعت بنسبة زادت علي10% في مصر, وفقا لأحدث إصدار لتقرير البنك المعني بمراقبة أسعار الغذاء. جاء ذلك في ملاحظات لزوليك إيذانا ببدء فعاليات اجتماعات الربيع للبنك الدولي لهذا العام, والتي استعرض فيها الزيادات الحادة في أسعار السلع الأساسية علي مستوي العالم, مما ألحق الضرر بالكثير من الدول.. لافتا إلي أن اندلاع الأزمات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لم تكن السبب في ذلك رغم أنها كانت أحد العوامل المؤدية لتفاقم الأوضاع. وفي استعراضه للمخاطر والتحديات الجديدة, قال زوليك' قد نكون ماضين في طريقنا للخروج من براثن أزمة, هي الأزمة المالية والاقتصادية, ولكننا نواجه مخاطر جديدة وتحديات عاصفة يجسدها ارتفاع أسعار الغذاء وتقلباتها, وارتفاع أسعار الوقود وآثارها المتلاحقة علي أسعار المواد الغذائية وتوافرها اللازم لتحقيق الاستقرار, ومجموعة الأحداث المتسارعة التي تموج بها منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا, والاضطرابات والقلاقل في كوت ديفوار, والكوارث الطبيعية المتواترة, وارتفاع التضخم في دول الأسواق الصاعدة وبعض المخاطر المتعلقة بتسارع النشاط الاقتصادي بأكثر من اللازم وبلوغه مستويات محمومة, وقضايا الديون السيادية في أوروبا'. ونوه رئيس مجموعة البنك الدولي بأن الأرقام الواردة في تقرير' مراقبة أسعار الغذاء' تعطي صورة تبعث علي الجزع للضغوط الطاحنة المستمرة علي كاهل الفقراء في العالم. وأعلن زوليك في ملاحظاته عن دعم البنك للشبكة المعنية بالمساءلة الاجتماعية في العالم العربي, والتي تضم منظمات المجتمع المدني, من خلال تقديم منحة قدرها3,5 مليون دولار. ولفت زوليك من خلال مراجعة أسعار الغذاء إلي أن الفقراء في العالم لا يملكون ترف الانتظار.. مشيرا إلي أن ساعة الجوع علي واجهة مبني البنك التي تتبع عدد الجوعي في العالم توضح أن هناك حوالي مليار شخص يعانون نقص التغذية.. ويتزايد هذا العدد بواقع68 شخصا كل دقيقة, أي أكثر من شخص في الثانية, وقال' إن الوقت ليس في صالحنا, ويجب علينا أن نسابق الزمن لنعوض ما فات إذا أردنا ألا نخسر جيلا بأكمله'. ووفقا لأحدث إصدار من تقرير' مراقبة أسعار الغذاء', فإن حدوث زيادة أخري بنسبة10% في الأسعار العالمية للمواد الغذائية يمكن أن تدفع10 ملايين شخص آخرين تحت خط الفقر المدقع البالغ25 ر1 دولار أمريكي للفرد في اليوم, أما إذا ارتفعت الأسعار بنسبة30% فقد يؤدي ذلك إلي سقوط34 مليون شخص آخر تحت خط الفقر.. أضف إلي أن هناك44 مليون شخص سقطوا بالفعل في براثن الفقر منذ شهر يونيو الماضي نتيجة للزيادات المتلاحقة في الأسعار.. وتشير تقديرات البنك الدولي إلي أن هناك نحو1,2 مليار شخص يعيشون تحت خط الفقر المدقع.وقد ارتفع مؤشر البنك الدولي لأسعار الغذاء, الذي يقيس الأسعار العالمية, بنسبة36% عن مستواه المسجل قبل عام, ولا يزال قريبا من مستوي الذروة التي شهدها عام..2008 وتشمل أكثر المنتجات زيادة في الأسعار مقارنة بمستواها قبل عام: الذرة(74%), والقمح(69%), وفول الصويا(36%), والسكر(21%) علي الرغم من استقرار أسعار الأرز.. وفي دول كثيرة, واصلت أسعار الخضروات واللحوم والفاكهة وزيت الطهي ارتفاعها, مع ما يمكن أن يترتب علي ذلك من آثار سلبية علي الفقراء نتيجة لنقص التغذية. وأوضح تقرير' مراقبة أسعار الغذاء' الذي أصدره البنك الدولي أن السبب في ارتفاع أسعار المواد الغذائية يعود إلي سوء الأحوال المناخية في الدول الرئيسية المصدرة للحبوب, وفرض قيود علي الصادرات الغذائية, والاستخدام المتزايد للحبوب في إنتاج الوقود الحيوي, وانخفاض المخزون العالمي من الغذاء.