لا يملك إلا عافيته, ولا يعرف لنفسه عملا إلا هذا العمل, تباع علي سيارة نقل, يسافر معها إذاسافرت ويعود إذا عادت, يحملها ويفرغ الحمولة, لقاء جنيهات يعيش منها هو وأسرته الصغيرة, هذه دنياه, والأيام تمضي علي وتيرتها الهادئة, بل والرتيبة أيضا, لا يهم, مايهمه فعلا أنه قادر علي العمل والكسب, وقادر علي تلبية متطلبات بيته يذهب أولاده إلي مدارسهم ويعودون, يجدون لقمة يأكلونها, وملابس تستر أجسادهم, حياة صعبة وشاقة قائمة علي الكفاف, لكنها حياة سعيدة بالصبر والرضا بالقليل. مر العمر بحلوه ومره, أصبحت البنت الكبري عروسا في العشرين من عمرها, وصار أخوها الذي يصغرها بعام شابا, أما آخر العنقود ذات العشرة أعوام فهي بهجة البيت وفاكهته, وكبر رمضان, أتم الخمسين عاما ولا يزال يثابر علي العمل ولا يتأخر يوما, حتي لو شعر ببعض التعب, أو راودته نفسه أن يحصل علي بعض الراحة, فإنه لا يطيعها, وكيف يستريح وأفواه تنتظر الجنيهات القليلة لتتناول طعامها, وأسرة في أمس الحاجة إلي كل جنيه يمكن أن يتحصل عليه. و شاءت إرادة الله أن يضطر رمضان إلي راحة إجبارية, لكنها راحة أتعبته أكثر, فذات صباح شتوي بارد في يناير من العام الحالي, وكان يحمل السيارة بألواح من الخشب, فانزلق لوحان وأصابا قدمه اليمني مما تسبب له في كسر بعظم العقب, وتم نقله إلي مستشفي أحمد ماهر التعليمي, وهناك أجريت له عملية جراحية لعلاج القدم, وبعد عشرين يوما خرج علي أن يعود إلي المستشفي للمتابعة يومي السبت والثلاثاء من كل أسبوع. لم يعد رمضان قادرا علي مواصلة العمل وانقطع مصدر الدخل الوحيد, وتبدل حال الأسرة, فبعد الضيق والكفاف أصبحت الحالة أسوأ, لم تعد لقمة العيش متوافرة, ولا مصاريف الأبناء ومدارسهم, فهل تتوقف الحياة؟ هنا جاء دور الزوجة, فاضطرت, وهي التي تجاوزت الأربعين من عمرها وتعاني خشونة في المفاصل ولم تعمل من قبل في أي عمل, إلي الخروج للبحث عن عمل لتساعد في توفير نفقات الأسرة. رمضان عبدالله أحمد يوسف, المقيم4 زقاق يوسف السنجق الدالي حسين الدرب الأحمر, يناشد المهندس عاطف عبدالحميد, محافظ القاهرة, توفير وحدة سكنية له, من المخصصة للحالات الحرجة والقاسية.