الشعب يطالب بالقصاص العادل من المفسدين الذين استباحوا الوطن وثرواته لعقود من الزمن, وكانت الأموال المهدرة والمنهوبة كفيلة بتغيير الحياة فوق أرض مصر بطولها وعرضها. والقصاص لا يعني الانتقام, وإنما بالقانون والعدالة الناجزة التي تبقي للثورة نقاءها وخصوصيتها عن بقية ثورات الدنيا علي مدي التاريخ. وخروج المليونية إلي ميدان التحرير والميادين الأخري في المحافظات, يعني أن هذا الشعب يحافظ علي ثورته ومطالبها, وهو في الوقت نفسه حريص علي سلامة الوطن ومسيرته. لا تعارض بين مواقف الجيش المصري البطل والشعب, وكيف يمكن أن يحدث هذا التعارض, وقد قام أبطالنا في القوات المسلحة بحماية الثورة منذ ولادتها, وتعهد بتحقيق أهدافها كاملة غير منقوصة, والمجلس الأعلي يريد الحفاظ علي الصورة النقية التي استطاعت الثورة أن ترسخها لمصر في الوجدان العالمي.. فالملايين من المصريين الذين واجهوا الرصاص الحي كانوا بلا أسلحة من أي نوع, وقد واجهوا الموت بصدور عارية, ولهذا سقط النظام عندما أدرك أن الشعب كله قد أصبح في صفوف شباب التحرير عندما رأي دماء الشهداء. والسلاح البشري أصبح, كما ذكرنا من قبل, هو السلاح الذي لا يقهر, فما بالنا وقد أصبحت القوات المسلحة هي الحامية لأبناء الثورة وهي التي تعمل بكل المسئولية والصمت والكبرياء علي تنفيذ مطالبها من خلال القنوات الشرعية وفي مقدمتها القضاء العادل. ومع تلاحق سقوط رموز ورءوس هذا الفساد الذي أذهل الجميع بحجمه ومدي تغلغله وانتشاره طوال السنوات الماضية, فإن الثقة كاملة بأن الملاحقة لن تستثني أحدا مهما يكن, مادام ثبت تورطه في نهب ثروات مصر. لا تقلقوا علي الثورة, فالله هو الحافظ لمصر والجيش البطل يحميها, والشعب لن يقبل بأقل من تحقيق أهدافها كاملة غير منقوصة. muradezzelarab@hotmailcom