مشاريع وأحلام وشكل جديد للتليفزيون, والقضاء علي الروتين والواسطة, وعودة المذيعين من أبناء ماسبيرو إلي بيتهم, كل ذلك كان علي أجندة نهال كمال في حوارها مع الأهرام المسائي: * ما هي كواليس اختيارك رئيسة للقناة الأولي ثم رئاسة التليفزيون المصري؟ * بالنسبة لمنصب رئيسة القناة الأولي كان الموضوع تيسير أعمال, لأنني في الأصل نائبة رئيس التليفزيون, وهذا المنصب لم يأت إليه أحد, فكان يجب أن يأتي أحد ليصبح رئيسا للتليفزيون ويتقدم إليه كل من يري في نفسه المؤهلات كرئيس قناة, وبعد ذلك يتسلم وظيفته أولا, لذلك كان يجب أن يتولي أحد المناصب حتي يحصل العاملون علي حقوقهم لأنها توقفت مؤقتا, وأيضا لكي تسير حركة البرامج كعادتها. * وما هي رؤيتك للتليفزيون خلال الفترة المقبلة؟ * أتمني خلال الفترة المقبلة أن يتخطي الإعلام المصري هذه الأزمة, بالإضافة إلي الصراعات الداخلية حيث تم إهدار الحقوق, وعلينا أيضا أن نواكب الأحداث ونقوم بعمل توعية سياسية للشعب المصري كله, لأننا فوجئنا أنه يوجد عدد كبير من المشاهدين لا يعرفون ما هي التعديلات الدستورية؟ ولا يعرفون لماذا نعم أو لا؟ لذلك يجب التوعية لأننا مقبلون علي انتخابات برلمانية ورئاسية فيجب التمهيد للمشاهد لأن هذه هي الرسالة الحقيقية للتليفزيون, والابتعاد به عن الأسباب التي تثير الفتن الطائفية, خاصة أننا لا نسعي للربح, كما أن الشعب المصري يحتاج في الفترة الحالية أن يصبح يدا واحدة انطلاقا من الإحساس بالعدالة والكرامة, بعيدا عن الظلم, وأيضا بعيدا عن التفاوت الكبير في الأجور بين العاملين خاصة في التليفزيون علي المستوي الداخلي, وأيضا أتمني أن يكون لشباب الثورة مكان كبير علي الشاشة, لأنهم من صنعوا هذه الثورة والإنجازات العظيمة, وأريد عودة الطيور المهاجرة للشاشة. * كيف يعود التليفزيون إلي الريادة مرة أخري بعد ابتعاد المشاهد عنه؟ * لكي أعيد الثقة يجب أن نتبني الأسباب التي قامت من أجلها ثورة25 يناير, وأن نؤمن بالعهد الجديد, خاصة أنه لا توجد التحفظات القديمة, ووجود رقابة للحفاظ علي الأسباب التي تثير الفتن الطائفية بين الناس, كما يجب رفع الوعي الشعبي, والبعد عن الأشخاص الذين يريدون الحصول علي المكاسب دون جهد, وأيضا يجب تقديم رسالة خدمية للجمهور, لأن التليفزيون المصري هو تليفزيون الشعب, وليس ملكا لفئة معينة, ومن حقه أن يشاهد نفسه خلاله إلي غير حذر أو منع. * وماذا عن عودة الطيور المهاجرة الي ماسبيرو؟ * سيعودون.. وبالفعل عادت مني الحسيني, وستقدم برنامجا علي القناة الثانية قريبا, ولن أعلن عن الآخرين حتي أتأكد بالفعل أنهم وافقوا علي العودة. * هل ستتم إعادة اختيار المذيعين في التليفزيون؟ * صعب للغاية في الفترة الحالية أن أعيد اختيارهم, لأنه يوجد كثير من المذيعين توقف عملهم في الفترة الماضية, وأيضا لأن التليفزيون المصري ليس قطاعا خاصا, وبالتالي يجب أن يتم توظيف العاملين في مكانهم المناسب. * كل منصب جديد يورث صاحبه تركة ثقيلة بما فيها من مميزات أو مساوئ.. فما هي التركة الثقيلة في التليفزيون المصري؟ * من المساوئ التي واجهتها علي المستوي المهني هي إحساس العاملين بالظلم وتفاوت الأجور, وعدم تكافؤ الفرص, وحصول قلة قليلة علي الشاشة في الأوقات المتميزة, أما علي المستوي الإداري فهي الصراعات الكثيرة علي المناصب الفارغة, خاصة في وجود أشخاص كثيرين لم يأخذوا حقهم, لكن هذه المناصب سيتم اختيارها بالقانون عن طريق الإعلانات, بحيث تتوافر في شاغلها المعايير المناسبة كالكفاءة, والقبول, وليس بالفرض علي العاملين كما كان يحدث قديما بغض النظر إذا كانوا يقبلونه أم لا. * ما هي أهم الأشياء التي كانت تجذبك للتليفزيون المصري؟ * القناة الأولي مثلا بها برامج نادرة تعجبني, كما أنها ظلت لفترة طويلة تقليدية وروتينية للغاية, وبالتالي هناك ناس كثيرون هربوا من العمل دون ذكر أسماء محددة للبرامج. * ماذا عن الأفكار التي تقدمت بها من قبل للتليفزيون؟ * هناك أفكار اقترحتها كانت مرتبطة بي كشخص لا يصلح أن يقدمها أحد غيري, أما الآن فسأعطي مساحة كبيرة بحيث تجد الثورة مكانا لها علي الشاشة, ويكون التليفزيون ملكا لإبداعات شباب الثورة, ونتخلي عن طريقة التفكير التقليدية, ونحرر فكرنا, لأن التليفزيون المصري نبض الشارع المصري. * ما الدور الذي تنوين القيام به تجاه الثورة؟ * يجب أن يأتي شباب الثورة ليتحدثوا عن أفكارهم, ويوجدوا في كل برامج الشاشات التليفزيونية لأنها ملكهم وملك إبداعاتهم وطموحاتهم وأفكارهم الجديدة التي حققت هذه المعجزة, وهي الطفرة العصرية, خاصة أنه توجد مسارح كثيرة لهم, وأيضا أغاني وطنية, ووجود شعراء وكتاب يكتبون لهم وعليهم من كل لون, ويجب أيضا أن نجد مكانا للثقافة علي الشاشة, خاصة أنها تثير الفكر, وتنير للشعب رؤية وحياة, وقد تم استبدال الأغاني والمسلسلات والأفلام بها فأدت إلي غياب الوعي, لذلك تجب استعادة هذا الوعي بالثقافة للناس البسطاء حتي في الطبقات الفقيرة. * كيف ستتناولين الانتخابات البرلمانية علي شاشة التليفزيون؟ * سيتم تناولها من خلال العناصر الجاذبة علي الشاشة التي تفيد المشاهد وتناسب عامة الشعب من خلال اللقاءات البسيطة من غير فلسفة وتعقيد أو تعال, وأيضا تدريب الكوادر علي ذلك بحيث يصبح المذيعون والمذيعات مواكبين للأحداث وللتطور والمصطلحات الجديدة, والإحساس بكل الأشياء التي تحدث من حولهم. * برغم تغيير فريق عمل مصر النهارده فإن هناك اعتراضا علي بعضهم وعلي شكل البرنامج الحالي؟ * كل شخص في البداية يلقي الهجوم, لكن رأيي الشخصي أن البرنامج في حاجة إلي طفرة وتطوير لأنه كان مرتبطا بشخصيات لها شعبية وجماهيرية, ومن الطبيعي أن يحدث هذا الهجوم. * معني ذلك أنك تفكرين في الاستعانة بشخصيات جماهيرية من خارج التليفزيون؟ * لا.. لابد أن يكونوا من العاملين في التليفزيون.