شدد عشرات الآلاف من المحتجين أمس علي مطالب المعارضة باستقالة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في وقت يأمل فيه سفراء دول خليجية في ايجاد حل لها خلال محادثات في السعودية المجاورة. واجتمع سفراء الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي مع شخصيات يمنية معارضة في السفارة السعودية في صنعاء لتوجيه الدعوة إليهم بعدما قبل صالح وساطة المجلس أمس الاول. وقال محمد قحطان المتحدث باسم أحزاب المعارضة عقب الاجتماع انهم لا يتوقعون الا كل شيء طيب من الدول الشقيقة ولكنه أضاف ان التطرق للتفاصيل سيستغرق بعض الوقت. وقال احمد الصوفي مستشار صالح لقناة العربية إن الرئيس لن يتخلي عن دوره التاريخي قبل انتقال السلطة واصفا الامر بانه قضية مهمة. وتقول مصادر بالمعارضة إن المحادثات متعثرة لأن صالح يناور لضمان عدم محاكمته هو أو أحد من أفراد أسرته في اتهامات بالفساد أثارتها المعارضة. وقال المعلق السعودي جمال خاشقجي إنه يستبعد أن تكون السعودية تبحث عن خليفة فخطة السعودية هي كسر الجمود القائم. وأضاف أن غاية ما تسعي إليه المملكة هو الاستقرار في اليمن ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بتنحي صالح وبدء عملية دستورية مشابهة لتلك التي تحدث في مصر. واستأنف عشرات الالاف التظاهرات في تعز جنوبي العاصمة أمس واطلقت قوات الامن الرصاص في الهواء لمحاولة تفريقهم ولم ترد أنباء عن سقوط ضحايا. وتصاعد التوتر هذا الاسبوع في المواجهة التي بدأت في فبراير شباط باعتصام محتجين خارج جامعة صنعاء. أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني حرص دول المجلس علي بذل الجهود اللازمة للحفاظ علي أمن اليمن واستقراره وسلمه الأهلي ووحدته الإقليمية..وقال:إن هذه الجهود لن تكون بأي حال من الأحوال بديلة عما يراه الشعب اليمني بكافة مكوناته. وذكر الزياني في تصريح أمس أن الأمانة العامة للمجلس تابعت في هذا الصدد ماتناقلته وسائل الإعلام بشأن وساطة مجلس التعاون في اليمن.. لافتا إلي أن وساطة المجلس من هذا المنطلق تتطلب قبول كافة الأطراف المعنية دون استثناء. وأضاف:أن المجلس لايزال في انتظار موافقة بعض الأطراف قبل تحديد أي موعد للاجتماع لتوفير الأجواء المناسبة لنجاحه. علي الصعيد السياسي رحبت روسيا الاتحادية بقبول السلطة والمعارضة في اليمن لمعالجة الأزمة التي تشهدها الساحة السياسية اليمنية حاليا عن طريق الحوار. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف- في تصريح صحفي اليوم الاربعاء بالعاصمة( موسكو) نقله راديو الجمهورية اليمنية- إنني أنظر إلي هذا القرار بايجابية لأننا دعونا علي الدوام إلي معالجة المشاكل في اليمن وغيرها من الدول عن طريق الحوار. وأعرب لافروف عن أمله في أن يواصل مجلس دول التعاون الخليجي مساعي الوساطة لتسوية الوضع في اليمن, مؤكدا ثقته في أن تلك المساعي ستؤدي حتما إلي نتائج إيجابية محددة. وأضاف أن قضية الإصلاحات في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يجب أن تعالج عن طريق المفاوضات وليس باستخدام القوة, واستطرد قائلا' من الواضح أن الإصلاحات نضجت ولا يجوز التباطؤ حيالها لأن السكان يريدون اتخاذ خطوات فعالة لتسوية المشكلات الاقتصادية والاجتماعية وضمان التعددية السياسية. وكان الرئيس اليمني قد رحب مجددا اليوم بالجهود التي تبذلها دول مجلس التعاون الخليجي من أجل حل الأزمة السياسية التي تشهدها اليمن حاليا, مؤكدا حرصه علي أن يتم حل الأزمة من خلال الحوار مع المعارضة اليمنية لتجاوز هذه المرحلة. وفي نفس السياق, رحب تحالف أحزاب اللقاء المشترك المعارض بالدعوة, وأكد الناطق الرسمي باسم التحالف محمد قحطان استعداد التحالف للمشاركة في محادثات برعاية خليجية. أصدرت الخارجية الروسية بيانا أمس أعلنت فيه معارضتها استخدام القوة لحل المشكلات السياسية في اليمن. وجاء في البيان أن هناك مماطلة في استئناف الحوار بين السلطة الحالية والمعارضة في اليمن. وأشار البيان إلي أن روسيا تواصل بدورها دعمها لتطبيع الوضع في الجمهورية اليمنية مع الحفاظ علي وحدة أراضيها واستقلالها وانها تقف بحزم لحماية المدنيين من جميع أشكال العنف.