علي مسرح الطليعة بالعتبة تعرض يوميا مسرحيةليلة القتلة اول تجرية إخراجية للمخرج الشاب تامر كرم في مسرح الدولة بعد ان اخرج لمسرح الجامعة وحصد عددا من الجوائز عنها في مهرجانات الهواة والمحترفين أيضا مثل المهرجان القومي للمسرح.ليلة القتلة بطولة جيسي وياسمين سمير ومحمد يونس وتأليف الكاتب الكوبي خوزيه تيرانا, وتدور احداث العرض في اطار لعبة تمثيلية بين ثلاثة ابناء, شاب وفتاتان, حيث قرر لالو وبيبا التمرد علي سلطة الأب والأم من خلال هذه اللعبة التي يقوم فيها الثلاثة بتمثيل دورهما وطريقتهما في التعامل مع الأمور واضطهادهما للابن الأكبر لولا في مواقف تافهة أو تخالف رؤيتهما, بينما تدافع كوكا عنهما رغم مشاركتهما في اللعبة التي تثبت تجني الأب والأم علي الأبناء وحرمانهم من حرية التعبير عن آرائهم أو تخطيط حياتهم بعيدا عن هذه السيطرة. وتعتبر هي المرة الثانية التي يقدم فيها كرم نص ليلة القتلة, فسبق ان قدمه مع طلبة جامعة عين شمس في عام2006, وعن الفارق بين التجربتين يقول ان مسرح الجامعة يجري العمل فيه تحت ظروف قاسية وبإنتاج هزيل لايتعدي عشرات الجنيهات وبالتالي لايمكن مقارنته بهذه التجرية, وفيما يتعلق بالمستوي الفني فقد مر علي العرض الأول خمس سنوات اكتسب فيها خبرات جديدة بالاحتكاك والتجارب المختلفة واستطاع ان يصقل موهبته وقدراته كمخرج بشكل افضل. ويضيف قائلا: انني وجدته مناسبا للعرض في قاعة خاصة حيث يعتمد علي ثلاث شخصيات اساسية فقط بالإضافة إلي ثرائه في الافكار والمشاعر الإنسانية, ويضيف قائلا: انا لن احاول الادعاء ان السبب هو ملاءمته لجو الثورة, باعتبار انه يثور علي كل الثوابت التي لاتتغير من خلال فكرة ثورة الابناء علي السلطة الابوية والقهر, مؤكدا ان الأمر مجرد مصادفة, حيث انه بدأ بروفات العرض منذ عدة أشهر وقبل قيام الثورة بفترة. وأشار إلي ان الافتتاح تأخر نحو70 يوما حيث كان من المقرر بدء العرض في يناير الماضي, عقب انتهاء مسرحية آخر حكايات الدنيا بينما توقفت البروفات لبعض الوقت بسبب أداء تامر كرم واحدي بطلات العرض لامتحانات نصف العام بالمعهد العالي للفنون المسرحية وبعدها قامت الثورة وتوقف المسرح علي اثرها اكثر من شهر, وبعد تخفيف الحظر عادتآخر حكايات الدنيا لاستكمال الليالي العشر المتبقيةمن مدة عرضها, ويختتم حديثه قائلا: انه لايؤمن بفكرة ركوب الموجة في التعامل مع الفن لأن الفن الجيد يفرض نفسه في كل الاحوال, لذا لم يحاول استغلال عرضليلة القتلة وتحويله لوسيلة لمجاراة الثورة خاصة ان فكرته التي تعتمد علي ثورة الابناء والبحث عن ذاتهم بعيدة عن سطوة الاهل قد تتحمل ذلك, علي الرغم من محاولة بعض مديري المسارح اقناعه بذلك ودعوته لتغيير اسم المسرحية إليليلة الثورة لجذب الجمهور, لكنه بعد التفكير في الامر تراجع عن هذا, ويضيف قائلا: ان الفن الجيد لاينساه الجمهور حتي بعد مرور الزمن, اما العروض اللحظية التي ترتبط بالثورة فهي في رايه محدودة بمساحة معينة من ذاكرة الجمهور وكأنها امسية فنية وانتهت, بالإضافة إلي انه بعد مرور فترة كافية لتقييم الثورة قد تظهر مساوئ تجعل هذه العروض بلا معني.