43 عاما علي انتصار الجيش المصري في6 أكتوبر إلا أن هذا الانتصار لم يأخذ حتي الآن حقه سينمائيا إلا في6 أفلام فقط معظمها تم إنتاجه في فترة السبعينيات عقب النصر وهو ما يطرح سؤالا حول الاهتمام بإنتاج أعمال تجسد هذه الحرب وسبب عدم تحرك صناع السينما حاليا لتقديم أعمال عنها خاصة مع وجود أجيال لا تعرف شيئا عن هذا النصر إلا من خلال بعض الأغاني والأفلام القليلة جدا التي جسدتها بشكل سريع, بالرغم من أن حرب أكتوبر شهدت العديد من البطولات الفردية والجماعية التي يمكن تجسيدها, ومع سؤال عدد من المهتمين بهذه الفترة أو من عبروا عنها سينمائيا أكدوا أن المشكلة تكمن في الإنتاج فلا يوجد منتج يتشجع لتقديم عمل فني عنها, رغم توافر أعمال مكتوبة ومنها من حصل علي الموافقات, إلي جانب الفترة الزمنية التي تستهلكها ويري المنتج أن الأولي إنتاج عملين أو أكثر في تلك الفترة من الأعمال المضمون نجاحها سينمائيا. أوضح المخرج محمد راضي أن لدينا أدباء وكتاب علي أعلي مستوي والمخرجون مستواهم متميز, وقادرون علي تقديم أفلام حربية خاصة علي تاريخ مصر, لكن المشكلة لا يوجد المنتج الذي يستطيع أن يدخل هذه التجربة لأن ميزانيتها عالية وربحها غير مضمون بالرغم من وجود سيناريوهات جاهزة وموافق عليها ومقدمه في إدارة الشئون المعنوية التي بدأت تشجع الإنتاج وتساهم في المعدات والذخائر. وقال مخرج أبناء الصمت إن كل كاتب ومخرج يريد أن يمجد هذا النصر لكن لا يوجد المنتج الذي يخوض هذه المغامرة, مؤكدا أن الفترة الزمنية لا تؤثر علي تقديم هذه الأعمال فحتي الآن تقدم أمريكا والدول الأوروبية أفلاما عن الحرب العالمية الثانية وقصصا وأفلاما رائعة ونحن لدينا حرب أكتوبر ثرية وبها ملاحم وقصص واقعية, مضيفا: سوف يعرض اليوم ولأول مرة فيلما حائط البطولات علي التليفزيون في أكثر من قناة, كما أنني تقدمت بفيلمين وأخذت الموافقة عليهما الأول المحارب الأخير إخراج إيهاب راضي وأيام المجد إخراجي وسوف نبدأ التصوير بعد شهرين لأن المعارك الحربية تحتاج استعدادات أكثر. وأضاف المخرج علي عبد الخالق أن المؤلفين ليس لديهم ما يمنعهم من الكتابة وهناك أعمال كثيرة مكتوبة عن أكتوبر بعضها حصل علي الموافقة من الشئون المعنوية, لكن المشكلة مشكلة إنتاج فمن المنتج الذي سيخوض هذه التجربة ويجب أن يكون منتجا جادا حتي تقدم له القوات المسلحة الدعم بالأسلحة وغيره, خاصة أن الدولة لا تنتج الآن, إذا فالمنتج سيكون القطاع الخاص وهو يريد المعدات بأجر رمزي لأن بأجرها الفعلي التكلفة ستكون مرتفعة, كما أن لدي المنتج تخوفا أن الأفلام لا تحقق نجاحا فبالتالي لا تحقق ربحا ومن الممكن أن تكون هذه النوعية من الأفلام الحربية غير مطلوبة وسط الأفلام التي نراها أو شبه أفلام التي نراها فيفضل المنتج العمل في المضمون ولا يدخل تجارب لا يعرف نتائجها. وقال صاحب أغنية علي الممر: إن موقف منتجي السبعينيات كان مختلفا فكانوا أكثر اهتماما بقضايا الوطن في السبعينيات بعد العبور فبعد أن حقق الجيش المصري انتصاره سارع المنتجون في هذه الفترة بعمل أفلام عن الحرب وهم لا يعلمون هل ستنجح أو تسقط, وكان طلبهم من الرئيس السادات أن يسمح لهم بالتصوير في الأماكن الحقيقية رغم أن مخلفات الأسلحة الإسرائيلية مازالت موجودة وعدم وجود أماكن للإعاشة فكانت أفلام سريعة لكنها جيدة للتعبير عن الانتصار لأنهم أرادوا التعبير عن هذه الفترة مثل رمسيس نجيب, وحلمي رفلة, لكن المنتجين حاليا يبحثون عن المضمون والدخول في مغامرة غير مضمونة يبعدهم عن الفكرة. وأوضح أن هناك عنصرا ثالثا يؤثر علي إنتاج هذه الأعمال وهي الفترة الزمنية التي يتم إعداد العمل فيها حتي خروجه للنور ففي فيلمي يوم الكرامة حضرت له سنة وأربعة شهور, وسافرت إلي الإسكندرية19 مرة ومرحلة التنفيذ كانت ما يقرب من7 شهور فعندما ظهر للنور كان مر علي إعداده ما يقارب من3 سنوات, لذلك يفضل المخرج والمنتج إنتاج ثلاثة أعمال في3 سنوات أكثر من تقديم عمل واحد, بالرغم من أن انتصار أكتوبر مازال يدرس في الأكاديميات العسكرية والسياسية لأنه حدث غير مسبوق. وأشار عبد الخالق إلي أنه حتي الآن يتم إنتاج أفلام عن الحرب العالمية الأولي والثانية في السينما الأمريكية رغم طول الفترة الزمنية, وقد قرأت من فترة أن وزارة الدفاع الأمريكية ترصد قرابة4 مليارات دولار لدعم الأفلام الحربية الأمريكية وهذا مؤشر مهم أن السينما الأمريكية طوال تاريخها السينمائي تروج أن الجندي الأمريكي جندي لا يهزم وأن التكنولوجيا الأمريكية لا تهزم وهذا جنبها حروبا كبيرة بسبب ما سوقوا له بينما علي أرض الواقع الصومال هزمت أمريكا في3 أسابيع وحطمت هذه الأسطورة, فالسياسة الأمريكية متفهمة قوة السينما. وطالب الدولة أن تضع في هذه المرحلة السينما علي رأس أولوياتها فهناك أجيال لا يوجد لديها خلفية علي الحرب غير الأغاني و6 أفلام قدموا عنها لكن لا يعرفوا شيئا عن البطولات, مضيفا أن حظ الأفلام التي تناولت نصر أكتوبر سيئ فالجيش في فترة من الفترات قرر أن ينتج عددا من الأفلام في التسعينيات وكلف أسامة أنور عكاشة بأن يكتب فيلما كان سيخرجه شريف عرفة وفيلم آخر يكتب قصته أنيس منصور وكان مفترض يخرجه حسام الدين مصطفي, لكن إحدي الجرائد شنت حملة حول عكاشة متسائلة كيف يكتب عملا عن الانتصار وهو يكره السادات فوقف المشروع, وفي المرة الثانية التي فكر الجيش بجدية أن يعمل فيلما عن أكتوبر من إنتاجه الشخصي قبل ثورة يناير بشهور كان قائد بالشئون المعنوية قابلني لأنهم يريدون إنتاج فيلم عن أكتوبر وطالبوا بترشيح مؤلف أنا وغيري من المخرجين لكن قيام الثورة أوقف المشروع. وبخصوص فيلم علي عبد الخالق وبدأت الضربة الجوية أوضح أن الفيلم يبدأ من أكتوبر72 حتي أكتوبر73 فينتهي عند بداية الضربة الجوية, الفيلم كان يحكي عن الاستعدادات السياسية والحربية من أجل الحرب, ولم يكن الفيلم كما روج عنه البعض أنه يتحدث عن مبارك فالشخصية التي تتعلق بمبارك في الفيلم لا تتعدي11 مشهدا منها مشهدان صامتان, فالأبطال الأساسيون في العمل هم الرئيس السادات والفريق سعد الشاذلي, وعندما قامت الثورة وتغيرت القيادات خاصة في جهاز السينما لم يكمل المشروع حتي إنني رفضت تقديمه رغم تشجع البعض حتي لا يتهم الفيلم أنه كان يتحدث عن مبارك وتم تغيير الأحداث بسبب الثورة. وقالت الناقدة ماجدة موريس إن الإنتاج هو السبب الرئيسي لعدم وجود أفلام عن النصر, خاصة مع عدم وجود دعم الدولة ولا وجود لمنتج كبير, فالموقف الإنتاجي في مصر تسبب في قلة الأعمال في الثلاثة عقود الأخيرة خاصة أن الأفلام الوطنية تحتاج لكلفة عالية, لوجود معارك حربية وملابس وأسلحة وهذا ليس في مقدرة منتج خاص مازال يعمل, في نفس الوقت الدولة التي ساهمت في إنتاج الناصر والطريق إلي إيلات من خلال قطاع الإنتاج لا تنتج الآن, فبالطبع لن نري أفلاما حربية في هذا الإطار بسبب إمكانات التصوير والسيناريو قد تحتاج الأفلام مخرجا مخصصا للمعارك هذه الكلفة لابد أن تكون في ذهن الدولة وهي تعد لائحة دعم السينما.