ها هو العام الدراسي قد بدأ بعد إجازة صيفية أعقبت موسم امتحان ذي صخب عال ونحن نأمل في عامنا الدراسي الجديد أن يكون ذا شأن مختلف وأن يمر بسلام علي أبنائنا وعلي المعلمين أيضا الذين يتحملون العبء الأكبر والأصعب في تنشئة الجيل المنشود الذي يأخذ بيد أمتنا إلي النهضة المرغوبة وقد اخترت أن أوجه كلامي إلي المعلمين لما لهم من منزلة عالية ولما لهم من تقدير عظيم لم يحصلوا عليه بعد, فهم يعانون من الإجحاف والغبن سواء من تلاميذهم الذين لا يعطونهم التقدير والتبجيل المستحق أو من غيرهم من المحيطين بهيئة التدريس من مسئولين وأصحاب قرار يبخلون علي المعلمين بشيء يسير مما يستحقونهورغم الإجحاف الذي يعانيه المعلم من طوائف شتي في المجتمع إلا أني أتوجه إليه لأن مهمته عظيمة ورسالته نبيلة فلا يلتفت إلي المهاترات المحيطة به وليثق أنه لو أخلص النية لله فسينال الأجر ممن لا يظلم لديه أحد, أقول لهم: أيها المعلمون أنتم أصحاب رسالة فاستشعروا عظمتهاوكونوا علي إيمان بأهميتها ولا تضنوا عليها بغال أو رخيص. أيها المعلمون أنتم قدوة لطلابكم خاصة وللمجتمع عامة فكونوا حريصين علي أن يكون أثركم في الناس حميدا باقيا وأنتم أصحاب رأي وموقف من قضايا المجتمع ومشكلاته بأنواعها كافة ويفرض ذلك عليكم توسيع نطاق ثقافتكم وتنويع مصادرها والمتابعة الدائمة للمتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. أيها المعلمون أنتم شركاء الوالدين في التربية والتنشئة والتقويم والتعليم لذلك كونا حريصين علي توطيد أواصر الثقة بين البيت والمدرسة وإنشائها إن لم تكن قائمة وتشاوروا كلما اقتضي الأمر مع الوالدين حول كل ما يهم مستقبل الطلاب الذين هم الأمل المبتغي. أيها المعلمون إليكم صفات المعلم المحبوب المؤثر في تلاميذه فاحرصوا كل الحرص علي الوصول إلي معظمها فما لا يدرك جله لا يترك كله. الصدق: تاج علي رأس كل معلم إذا فقده فقد ثقة الناس واحترامهم له,فعلي المعلم أنيكون صريحا صادقا, لا يختال ولا يرائي يقول الحق ويؤيد الحق, ويعترف بخطئه إن أخطأ ويتراجع عنه بكل سرور. التواضع والحلم: خلق حميد يضفي علي صاحبهإجلالا ومهابة ورفعة ومن أثار التكبر: جحود الحق والغرور بما لديهمن العلم أو ترك طلب العلم أو سوء التعامل مع الزملاء والمتعلمين وعدم القدرة عليتحقيق الأهداف المرسومة و نفور الطلاب منه. الأمانة في العمل:المعلم في عنقه أمانة فلذات أكبادنا وبيده تربيتهم وتشكيلهم حسبما يريد ومن ثم تزيد مسئوليته في غرس القيموتمكينها في قلوبهم وإعدادهم ليكونوا مواطنينصالحين, وعليه أن يدرك أن الطلاب مهما صغر سنهم يعرفون معني كل حركة يتحركها المعلمومغزي كل عمل يأتيه وإن كانوا يظهرون الجهل والسذاجة في أغلب الأحيان, كما أن منالأمانة نقل المعلومات الصحيحة لهم وحفظ أسرارهم. ولعل من أروع ما مررت به أن وجدت صفحة علي الفيسبوك عنوانها موقف لا تنساه من معلمك ففوجئت بالدكتور عماد بكار الذي كان تلميذي منذ بداية التسعينيات في السعودية كتب:لا أنسي موقفه عندما كتبت موضوع تعبير في اختبار نهاية العام واستحققت عنه الدرجة الكاملة وعندما ظهرت النتيجة وجدت درجتي اقل بدرجتين وأعلم أني لم أخطئ في كلمة واحدة وأني استحققت الدرجة كاملة فوجدته يبحث عني وذهب بي للكنترول وأصر علي تصحيح درجتي رغم ما واجهه من مشاكل لأنه أخبرني بدرجتي الحقيقية ولكنه لم يتأخر عن إرجاع حقي واستحققت المركز الأول علي المدرسة.