التحكم في وظيفة الجهاز الهضمي سبقت هذه الآية الكريمة قوله تعالي وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما أي خضعت وجوه الناس وخشعوا ذلا للحي الدائم بلا زوال ثم تلت ذلك طمأنة المؤمنين بأنه من يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما وفي القاموس( ظلم) ظلما ومظلمة: جاز وجاوز الحد ووضع الشيء في غير موضعه وفي المثل من استرعي الذئب فقد ظلم يضرب لمن يولي غير الأمين وظلم فلانا حقه أي غصبه ونقصه إياه فهو ظالم وظلام وفي تفسير ابن كثير( الظلم) الزيادة بأن يحمل علي ذنب غيره وأما( الهضم) فهو النقص في حسناته وكذلك في تفسير السيوطي( هضما) أي نقصا من ثوابه وفي القاموس( الهضم) هو تحويل عناصر الطعام المختلفة إلي مادة غذائية صالحة لأن يمتصها الجسم و(هضم) فلانا هضما: ظلم حقه ونقصه, ولكي نفهم ما أضافته كلمة( هضما) إلي الآية الكريمة فهناك بعض المعلومات عن الجهاز الهضمي يمكن الالمام بها مثل التحكم في وظيفة الجهاز الهضمي وتشمل: التحكم العصبي ويشمل هذا: الجهاز العصبي المعوي ويشتمل علي عدد كبير من الخلايا العصبية المساوي لعدد الخلايا العصبية الموجودة بالحبل الشوكي بالكامل ويتركب هذا الجهاز من شبكتين: الشبكة العضلية وهي شبكة عصبية موجودة بين الطبقات العضلية للمعدة والأمعاء ووظيفتها الرئيسية التحكم في الحركة العضلية للأمعاء والمعدة. الشبكة تحت المخاطية هي شبكة عصبية موجودة تحت الغشاء المخاطي وتتحكم أساسا في إفرازات المعدة والأمعاء وكذلك في تدفق الدم. الجهاز العصبي الذاتي ويشتمل هذا الجهاز علي: الجهاز العصبي السمبتاوي: من القطع منL2T5 من الحبل الشوكي. الجهاز العصبي البارا أو الجارسمبتاوي: عن طريق العصب الحائر. التحكم الهرموني ويشمل عدد مجموعتين من الهرمونات هما: مجموعة هرمونات جسترين هي عبارة عن ببتيدات متعددة وتوجد علي هيئة أنواع تسميG34 G17G14 بناء علي عدد الأحماض الأمينية المتكون منها الهرمون ويتم إفرازها من خلايا تسمي(cellsG) موجودة بالغشاء المخاطي للإثني عشر وخلايا(cells G) موجودة بالمعدة والأمعاء الدقيقة ووظيفتها إفراز حمض الهيدروكلوريك بالمعدة وتنشيط مركز المعدة ونمو الغشاء المخاطي لها وللأمعاء. وهكذا يتضح أن التحكم في عملية الهضم ليس عملية سهلة وإنما تتطلب جهازا عصبيا وهرمونيا متكاملا وملايين الإشارات العصبية كما يتضح أيضا إعجاز القرآن الكريم في إضافة كلمة( هضما) في هذه الآية الكريمة لطمأنة المؤمنين بأن أعمالهم الصالحة ستبقي لهم خالدة إلي يوم القيامة للثواب عليها وأنها ليست كالطعام يهضم ثم يتم امتصاصه ثم يتم تمثيله ثم يتحول جزء منه إلي طاقة ويتم إخراج الباقي منه لتضيع معالمه بالكامل وهكذا يطمئن المؤمن إلي الإثابة علي عمله الصالح وصدق من قال في كتابه الكريم في سورة طه في الآية112 قبل1400 عام ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما صدق الله العظيم.