لايزال الآلاف من أهالي بورسعيد( الأصليين) يفضلون قضاء الاجازات والأعياد والعطلات الرسمية وسط أجواء الذكريات الرائعة لانتصار مدينتهم علي قوي العدوان الثلاثي في حرب1956 وسطها وعلي أرضها, ومازال الكثيرون بالمدينة الباسلة يتمسكون بإحياء كل المناسبات والفعاليات الوطنية خاصة تلك التي توالت عقب الاطاحة بالنظام الإخواني المجرم بعد ثورة30 يونيو بجنباتها, هي حديقة ميدان الشهداء أو مايطلق عليه البورسعيدية اسم( المسلة). وليس هناك بورسعيدي صغر أو كبر لم يقض ساعات وأياما وليالي طويلة من عمره بحديقة المسلة علي مدار العقود الستة المنقضية.. الجد يحكي للأب والأب يحكي للابن والابن يحكي للحفيد.. عن ميدان المسلة والذي يتوسطه النصب التذكاري لشهداء بورسعيد في حرب1956 وهو عبارة عن مسلة حديثه جري انشاؤها في مواجهة مبني المحافظة شمالا ومدرسة بورسعيد الثانوية عقب خروج آخر جندي محتل من المدينة الباسلة في23 ديسمبر عام..1956 لاحتفالية أول عيد للنصر في نفس اليوم من العام التالي1957 والتي حضرها الزعيم الخالد جمال عبد الناصر.. الجد يروي: هنا اشعل عبد الناصر شعلة النصب التذكاري لأول مره في23 ديسمبر..1956 في الاحتفالية الرائعة في الذكري الأولي للنصر.. في هذا اليوم امتلأت حديقة المسلة بالآلاف من أهالي بورسعيد المنتشين بمجد مدينتهم, وبحضور الرئيس المحبوب عبد الناصر لبورسعيد.. وعلي نهج عبد الناصر توافد مشاهير العالم لوضع إكليل من الزهور علي نصب الجندي المجهول التي تتوسط حديقة المسلة.. وعلي رأسهم: الرئيس الروسي نيكيتا خروشوف والزعيم العراقي عبد السلام عارف والاسطورة محمد علي كلاي وايقونة المقاومة الجزائرية ضد المستعمر الفرنسي جميلة أبو حريد. وعلي مدي العقود الماضية كانت حديقة المسلة قبلة الكثيرين من مواطني المدينة الباسلة.. حتي تلاشي الاهتمام بالحديقه والميدان ومبني المسلة نفسه بالسنوات الأخيرة.. وتراجعت المساحات الخضراء بالحديقه بعدما تحولت لمناطق رمليه جرداء, ونال الاهمال بمبني المسلة والتي شهدت تساقطا لبعض قطع الرخام المكونة للمسلة نفسها وجري تغيير الوان القاعده لتتحول الجدران لمسخ قذر, وتختفي الشعلة وتسقط المسلة والحديقة في براثن القمامة والتشويه المتعمد علي الرغم من كونها الموقع الأكثر ارتباطا بتاريخ بورسعيد وتاريخها فيما بعد انتصار المدينة الباسلة في حرب.1956 وعلي الرغم مما تتعرض له مسلة بورسعيد المماثلة لمسلات الفراعنة..مازال الآلاف يفضلونها علي غيرها من حدائق بورسعيد نظرا لمجانية الدخول لها.. وعدم احتكار أحد تقديم المشروبات والمأكولات لروادها.. s