تكشفت أمس ملامح المأساة التي خلفها زلزال الجمعة الذي ضرب اليابان في أسوأ كارثة يواجهها البلد الآسيوي وثالث أكبر اقتصاد في العالم منذ الحرب العا لمية.. كما تضررت ثلاثة مفاعلات نووية مما وضع العالم أمام أسوأ كارثة نووية منذ التسرب الإشعاعي الذي شهده مفاعل تشرنوبل الروسي عام1986. ووضعت تصريحات المسئولين اليابانيين صورة قاتمة لمرحلة ما بعد الزلزال, حيث توقعوا ارتفاع عدد قتلي الزلزال المدمر وموجات تسونامي إلي أكثر من عشرة آلاف فيما لا يزال مصير مناطق عديدة ضربها الزلزال مجهولا مما يؤشر إلي ارتفاع عدد الضحايا إلي أرقام مخيفة.من ناحية أخري, قدرت خسائر اليابان الاقتصادية بنحو35 مليار دولار مما يجعلها أكثر الخسائر في التاريخ.واعلنت شركة إير وورلدوايد المتخصصة في تقييم مخاطر الكوارث امس إن الخسائر المؤمن عليها التي تكبدتها اليابان جراء زلزال هذا الأسبوع يمكن أن تصل إلي35 مليار دولار مما يجعلها من بين أكثر الخسائر تكلفة في التاريخ.ويقترب هذا الرقم من إجمالي خسائر الكوارث علي مستوي العالم التي تكبدتها صناعة التأمين العالمية في2010 ويمكن أن يكون محفزا يدفع الأسعار للارتفاع في سوق التأمين بعد أعوام من الهبوط. وقالت إير وورلدوايد إنها تقيم الخسائر في نطاق بين41,5 و43,6 مليار دولار. وحذرت الشركة من أن تقديراتها مبدئية وقالت إن نماذجها لا تشمل تقييما لتأثيرات أمواج المد البحري العاتية التي أعقبت الزلزال أو أي خسائر محتملة من اضرار نووية.وتواجه اليابان ازمة انسانية متنامية بعدما ترك زلزالها المدمر وامواج المد الناجمة عنه ملايين الاشخاص بلا مياه او كهرباء او منازل او تدفئة. ومع توقع المسئولين امكان تجاوز عدد القتلي عشرة الاف حشدت البلاد جهود الانقاذ لتوزيع الطعام والمياه والوقود وانتشال الناجين العالقين من المباني والمنازل المدمرة. وجري اجلاء350 الف شخص.وقال فوتوشي توبا رئيس بلدية ريكوزينتاكاتا: الماء والطعام والبنزين والكيروسين جميعها يشهد نقصا. وقالت وزارة الصحة والعمل والرعاية الاجتماعية ان1.8 مليون اسرة في انحاء البلاد بلا طاقة و1,4 مليون بلا كهرباء.فعلي سبيل المثال اجلي نحو140 الف شخص من مناطق حول محطة الطاقة النووية في كورياما بمقاطعة فوكوشيما. وجري فحصهم لمعرفة مدي تعرضهم للاشعاع المتسرب من المحطة لدي دخولهم مراكز الايواء.وعلي صعيد آخر, أكدت روسيا أنها ستشارك في أعمال البحث والإغاثة الإنسانية لضحايا الزلزال المدمر في اليابان عن طريق إرسال فريق متخصص في هذا المجال.وقالت المتحدثة باسم وزارة الحالات الطارئة الروسية إيرينا أندريانوفا في تصريح لوكالة أنباء نوفوستي ان اليابان وافقت امس علي استقبال فريق روسي مدرب في مجال البحث والإنقاذ للمشاركة في أعمال البحث عن المفقودين والإغاثة الإنسانية بمنطقة الزلزال المدمر.وأضافت أن طائرة من طراز' إيل-76' تابعة لوزارة الحالات الطارئة الروسية بصدد التوجه إلي اليابان وعلي متنها أفراد من فريق الإنقاذ الروسي والمعدات اللازمة لتمكينهم من أداء مهمتهم هناك. وأشارت إلي أن فريق الانقاذ الروسي الذي يعد أول مساعدة تقدمها موسكو لليابان في مجال الإنقاذ والإغاثة الإنسانية سيبقي هناك أسبوعين. وعلي صعيد متصل, نقلت وكالة أنباء جيجي اليابانية عن شركة طوكيو الكتريك باور تيبكو قولها امس إنها تستعد لضخ مياه البحر الي المفاعل رقم2 في محطة فوكوشيما دايتشي النووية. وتقوم تيبكو وهي أكبر مرفق كهربي في اليابان بالفعل بضخ مياه البحر الي المفاعلين النووين رقمي1 و3 لتبريد قلب المفاعلين وتخفيف الضغط داخلهما.