نجح أهالي قرية صول بمركز أطفيح من مسلمين وأقباط في احتواء أزمة كنيسة الشهيدين إلي الأبد, حيث وافق الأهالي أمس علي البدء فورا في إعادة بناء الكنيسة اعتبارا من اليوم علي نفقة القوات المسلحة. وذلك في مؤتمر حاشد حضره عشرات الآلاف من المواطنين مساء أمس. وعقدت لجنة الحكماء اجتماعين الأول مع عدد من شباب المسيحيين, والثاني مع عدد من الشباب المسلمين تم خلالهما عرض مختلف وجهات النظر واستمر الاجتماعان لمدة أربع ساعات, وانتهايا بإصدار بيان وافق عليه جميع الأطراف. وقال اللواء عادل القرش نائب قائد المنطقة المركزية بالقوات المسلحة إنه بناء علي مشاعر التسامح التي أبداها شباب القرية لإعادة بناء الكنيسة فإن المجلس الأعلي للقوات المسلحة يقدر شباب القرية وتقرر بناء الكنيسة علي نفقة القوات المسلحة, وتنفذه الهيئة الهندسية بنفس الهيئة ولا ينقص منها شئ, ولا يزيد عليها شئ اعتبارا من اليوم. وألقي الداعية الإسلامي الشيخ محمد حسان بيانا أمام المؤتمر الحاشد الذي حضره الآلاف من أهالي القرية تضمن تحمل القوات المسلحة تكاليف إعادة بناء الكنيسة علي نفس المساحة ونفس الشكل علي نفقتها الخاصة, وقال إن مجلس العلماء الذين يشهد لهم في مصر ولا يريد أي فرد منهم منصبا سياسيا أو دينيا أصدر بيانا تجاه ما حدث وينص علي أن حل المشكلات المتجددة بين المسلمين والأقباط لابد أن يكون حلا فعليا وليس بعقد اجتماعات بين المشايخ والقساوسة وتأتي وسائل الإعلام لتصوير الهلال مع الصليب دون الوصول إلي حل فعلي للمشكلة داعيا المسلمين والأقباط أن يغلبوا المصلحة العامة للبلاد علي المصلحة الخاصة للخروج من هذه الأزمة الحالية, وعدم الاستقواء بالخارج لأنه يشعل نار الفتنة ولا يخمدها, ومشيرا إلي أن الكل يرفض أي تدخل خارجي في شئون البلاد. وشدد علي ضرورة الالتزام بأحكام القضاء الذي لا يشكك أحد في نزاهته في أي نزاع بين المسلمين والأقباط ورفض أي ابتزاز سياسي بالضغط علي الدولة في الظروف الراهنة لتحقيق بعض المكاسب السياسية أو الطائفية, ودعا الأقباط الذين خرجوا من بيوتهم بالقرية للعودة. وأشار إلي أن هذا البيان جاء بعد مراجعة20 عالما من علماء المسلمين, وهم الدكتور محمود عزب, والدكتور عبدالله بركات, والدكتور ياسر برهامي, والشيخ محمد حسين يعقوب, والدكتور صفوت حجازي, والشيخ شوقي عبداللطيف, والشيخ محمد عبدالسلام, والدكتور جمال عبدالهادي, والدكتور مصطفي العدوي, والدكتور ممدوح جابر, والدكتور سعيد عبدالعظيم, والشيخ أبو إدريس, والدكتور أحمد عطية, والدكتور أحمد فريد, والدكتور جمال عبدالرحمن, والدكتور محمد صلاح, والدكتور رأفت عثمان, والشيخ محمد عبدالمقصود. من جانبه أكد محمد كمال أبوالنصر أن هذا اليوم هو أسعد الأيام في حياة أهالي القرية, مؤكدا أنه رسالة من القرية إلي العالم كله, بأن الشباب قادر علي حل مشاكله دون تدخل من أي جهة أخري.