تمر الأيام وتعدي السنين وتظل كنافة عطية المدهش هي الأشهر في أسوان, فمن عاش في هذه المدينة لايستطيع بسهولة أن ينسي هذا الرجل الذي ابتدع أطرف الإفيهات التي أطلقها علي منتجاته البلدية من الكنافة والقطايف والبسبوسة وبلح الشام لجذب المزيد من الزبائن عطية المدهش الأسواني الأصل هو في الأساس واحد من أصحاب مطاعم الفول والطعمية بشارع المطار الذي يعد أحد أهم شوارع أسوان التجارية, حيث كانت سينما بدر الصيفية قبل هدمها أحد أهم معالمه علي الإطلاق, ولأن المدهش ملاصق تماما لهذه السينما الشعبية الشهيرة فقد سيطرت عليه النزعة الفنية وكان يدعو لشراء منتجاته من الكنافة باسم كنافة هانم, والقطايف باسم الراقصة الكبيرة قطايف, والبسبوسة باسم الفنانة القديرة بسبوسة, وينادي بلح الشام بالأستاذ حمام وهكذا والطريف أنه وبعد وفاة عطية الأب توارث أبناؤه وأحفاده هذه المهنة المؤقتة التي يعملون فيها علي مدي40 عاما في شهر رمضان من كل عام وفي ذات المكان, فرغم حركة التطوير والتوسعة التي طالت الشارع الكبير في عهد اللواء سمير يوسف المحافظ الأسبق, إلا أن الأبناء يصرون علي نصب شادرهم في الميدان بعد دفع الرسوم المقررة ويصرون أكثر علي وضع ذات اللافتات القماشية التي كان والدهم يعلقها منذ عشرات السنين وتتميز كنافة المدهش البلدية كما تقول الحاجة فاطمة المدهش بأنها كنافة طبيعية ذات مذاق ألذ وأطيب من تلك الألية التي تدخل في صناعتها مواد أخري, وتقول إن خلطة العجينة البلدي لاتحتاج إلا لدقيق وماء ونفس حلو, وتضيف النفس هو سر الصنعة في كنافة عطية المدهش, وتابعت أبدأ في إعداد الشادر في منتصف شهر شعبان بتركيب الفرن القديم الذي وكما تقول نحرص علي الاحتفاظ به وتشغيله ثم وضع الصينية الصاج وتلميعها وتجهيزها وتعليق الزينات استعدادا للشهر الكريم,موضحة أن أهالي أسوان الأصليين والقدامي يفضلون شراء الكنافة البلدي علي القطايف وإعدادها في البيوت,حرصا منهم علي تواصل عادة أصيلة لديهم من عادات الشهر العظيم,وتعد فترة مابعد صلاة الظهر وحتي السحور هي أوقات ذروة البيع. ومن أمام الفرنين ووسط طقس حار لايتحمله بشر وقف الشقيقان رشيدي ورأفت محمد رشيدي وهما يرشان عجين الكنافة, فيقول رشيدي انا بقالي20 سنة هنا وبأرش الكنافة وأضبط العجين من أيام المرحوم عطية المدهش الأب, ويضيف الرمية الواحدة ويقصد العجين بتاخد3 ساعات شغل, وعن تأثير درجة الحرارة والصيام علي العمال,قال شقيقه رأفت ربنا بيقدرنا وبيمنحنا القوة, فنحن نعمل أمام الفرن في درجة حرارة تصل إلي45 درجة مئوية, وعملنا يقوم علي رش العجين من خلال كوز مخروم علي الصاجة لمدة ثواني وسرعان ما نرفعه ونمسحها ثم نضع قليلا من الزيت عليها وهكذا, وتابع العمل يبدأ من8 صباحا ويستمر طوال اليوم علي فترتين لأن معظم من يعمل في هذه الصنعة إما موظفون أو يعملون في مجالات أخري وعن الأسعار الحالية للكنافة والقطايف يقول ممدوح المدهش أنا بعمل مع ولاد عمي كل عام طوال الشهر الكريم, وعمي كان بيحرص علي جذب الكنافة والحلويات بأسماء الفنانين لأنه كان فنان حلويات بطبعه, وعن الأسعار يقول نحن لانهدف للربح بقدر مانحرص علي العادة الرمضانية التي ورثناها, وللأسف ارتفع سعر كيلو الكنافة من12 إلي14 جنيها بزيادة بلغت جنيهين عن العام الماضي ونفس الأمر بالنسبة للقطايف.