محظوظون هم من عاشوا في مدينة الإسكندرية خلال عصرها الفني الذهبي بداية من مطلع القرن العشرين وحتي فترة الثمانينيات والتي شهدت خلالها عروس البحر الأبيض المتوسط رواجا فنيا غير مسبوق, والعديد من المسارح التي أقامها كبار الفنانين وشهدت أعمالهم الفنية, وأصبحت الآن ومع مرور الوقت في عداد الذكريات بعدما تهدم معظمهاوأقيمت مكانها أبراج سكنية. ومن بين هذه كان مسرح السلام, بمنطقة سيدي جابر, شرق المدينة, والذي شهد منذ تأسيسه في خمسينيات القرن الماضي, العديد من العروض الفنية والمسرحيات منها مسرحيات شارع محمد علي, والعسكري الأخضر,والواد سيد الشغال, والعيال كبرت, ومدرسة المشاغبين, والزعيم, وريا وسكينة وغيرها من المسرحيات. وفوجئ مواطنو الإسكندرية, أمس الإثنين, بقيام المسئولين علي المسرح بإحضار عدد من اللودرات,والبدء في هدمه وتسويته بالأرض بهدف إقامة فندق سياحي في موقعه. وأثارت أعمال هدم المسرح حالة من الغضب الواسع بين مواطني الإسكندرية, الذين دشنوا عددا من الصفحات علي مواقع التواصل الاجتماعي, لرفض قرار هدم المسرح وتحويله لفندق سياحي. وقال هشام شلبي, أحد المواطنين: مسرحالسلام يعتبر من أعمده التراث الثقافي في الإسكندرية بشكل خاص وبمصر بشكل عام, وشاهد علي التاريخ الثقافي بمصر, وهدمه خسارة تاريخية لا تقدر بمال.