من مكاسب الثورة المباركة هي المشاركة الاجتماعية والعمل التطوعي للشباب في بناء وتجميل مصر الحديثة وتحقيق التنمية الشاملة وتطوير الفكر المجتمعي وبناء شخصية مصر الحرة ذات المستقبل الناصع وتكوين جيل جديد يمتلك القيادة وتحمل المسئولية وأعباء المهام الجسام لتكون قادرة هذه الشخصية لهذا الجيل المتميز علي اتخاذ القرار المناسب الذي يحل الكثير من الأزمات الاجتماعية التي نتعرض لها يوميا, ويأتي ذلك حينما يستطيع الفرد من شبابنا الناهض تحديد المشكلة وابراز البدائل المطروحة وتحديد القيمة الفعلية لكل بديل مع توقع المخاطر التي ربما تنبثق عن التجربة والممارسة ونعني بهذا استخدام الطريةق العلمية في الأداء والعمل العام, وقد أحسن المهندس عصام شرف رئيس الوزراء الجديد والذي قال في ساحة ميدان التحرير انتهينا من الجهاد الأصغر وبدأنا الجهاد الأكبر في بناء مصر وتطويرها, وهذا التطوير لابد وأن يكون من خلال منهج علمي ودراسات وكفانا عشوائيات في أفعالنا وأقوالنا وسياستنا ولا شك أن الاستفادة من هذه الروح التي صنعها هذا الشباب فخر الأمة وملهم ثورتها علي امتداد الوطن العربي لابد لها أشكال عديدة للتفاعل ومنها المشاركة الفعلية من خلال الشباب ومؤسسات المجتمع المدني والبرامج التطوعية والتدريبية التي تدعم التفاعل الايجابي في تنمية الوطن, وقد فعل الشباب جزءا من هذا حينما قام بتنظيف شوارعه ودهان أرصفته وتجميل ميادينه, لكن لابد من وجود آلية حزبية ومحليات قوية وقنوات شرعية تدعمها الدولة والجهات غير الرسمية من مؤسسات المجتمع المدني والبرامج التطوعية والتدريبية التي تسهم في تفعيل دور التنمية وتطوير الفكر الجماعي وزيادة الوعي وصناعة أمة ذات مكانة عالية وسط الأمم, ولأن المحليات دورها خطير في هذا الأمر فالأولي أن يصدر المجلس الأعلي للقوات المسلحة وحكومة المهندس عصام شرف قرارا بحل المجالس المحلية الحالية التي لم تستطع استيعاب هذا الشباب وتنمي طاقاته في العمل المحلي والتي ربما كانت مجرد خيال مآتة ولم تأت من رحم شرعي علي الرغم من أن تلك المحليات ومجالها هي عصب الحياة العامة ومن المفترض أن يكون لها دور أكبر في قيادة القاعدة ومن خلالها نقضي علي الفساد من بدايته ولأن دور هذه المجالس كان مفقودا علي الصعيد الرقابي أو التنموي أو التفاعل مع رجل الشارع فكانت الأزمة الحقيقية التي قتلت روح المشاركة الاجتماعية والبناء التطوعي لهذه الأمة, فصلاح المجتمع يبدأ من صلاح الفرد الذي يستطيع اكتشاف نفسه كما يقول ارسطو أعرف نفسك ودور تلك المحليات ومؤسسات المجتمع المدني والأهلي هو توفير هذا المناخ من التعاون والنشاط والانفتاح علي القضايا المحلية وأن كانت هناك معوقات أهمها التكلفة وعدم وجود مهارة لتفعيل هذه الإطروحات ودرجة الوعي ونظرة بعض أصناف المجتمع لكن الثورة صنعت التغيير والتجديد وهو ما يتم استثماره في بناء مستقبل جديد وعلينا أن نبدأ!!