القوات المسلحة تنظم زيارة لعدد من الملحقين العسكريين إلى إحدى القواعد الجوية    مدير «تعليم دمياط» يتفقد مدارس السرو.. ويؤكد على أهمية توفير بيئة صحية    وزيرة التضامن تشارك في جلسة حول برنامج «نورة» والصحة الإنجابية للأمهات    ضمن مبادرة بداية.. مياه الغربية تواصل تقديم الأنشطة الخدمية    الحكومة: صرف 6 دفعات جديدة من «صندوق إعانات الطوارئ» للعاملين بالمنشآت الفندقية بطابا ودهب ونويبع    22 طن مساعدات مصرية للشعب اللبناني.. وعودة 298 مواطنا مصريًا لأرض الوطن    محافظ أسيوط: تكثيف الجهود لمواجهة الحرق المكشوف للمخلفات الزراعية    وزير الصحة: وصول عدد خدمات مبادرة «بداية» منذ انطلاقها ل62.7 مليون خدمة    محافظ بنى سويف يعقد اللقاء الأسبوعى بالمواطنين.. تعرف على التفاصيل    لتجنب سيناريو ماونتن فيو.. 3 خطوات لشركات التسويق العقارى لمكالمات الترويج    قرارات حكومية جديدة لمواجهة المتاجرة بالأراضي الصناعية (تفاصيل)    الضرائب: استجابة سريعة لتذليل عقبات مؤسسات المجتمع المدني    رئيس الوزراء: الدولة نجحت في تخفيض معدلات البطالة رغم التحديات    الرئيس الإيراني: "بريكس" فرصة لدول العالم لعدم ربط مصيرها بمصير الغرب    هاريس وترامب .. صراع البيت الأبيض في الأيام السوداء    الصحة العالمية: نقل 14 مريضًا من شمال غزة خلال بعثة محفوفة بالمخاطر    لايبزيج ضد ليفربول.. 5 لاعبين يغيبون عن الريدز في دوري أبطال أوروبا    وزير الدفاع الأمريكي: هناك أدلة على أن كوريا الشمالية أرسلت قوات إلى روسيا    ريال مدريد يعلن إصابة كورتوا قبل مواجهة برشلونة    إحالة مزارع إلى المفتي لقتله شخصا بسبب مبلغ مالي في سوهاج    الأرصاد الجوية: الطقس معتدل ليلًا والقاهرة تسجل 28 درجة    مصرع مسن في حادث سير بطريق مطار الغردقة    العثور على جثة رضيع مجهول الهوية بجوار مستودع بوتاجاز في الشرقية    مصرع شخص وإصابة 5 آخرين فى حادث انقلاب تروسيكل داخل مصرف ببنى سويف    مصدر ب«الأعلى للآثار»: قبة «مستولدة محمد علي باشا» ليست ضمن الآثار | خاص    برغم القانون.. الحلقة 29 تكشف سر والدة ياسر والسبب في اختفائها    ذكرى ميلاد صلاح السعدني.. محطات في حياة «عمدة الدراما»    أوركسترا القاهرة السيمفوني يقدم حفلا بقيادة أحمد الصعيدى السبت المقبل    الثلاثاء.. مؤتمر صحفي لإعلان تفاصيل الدورة التاسعة لمهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي    منها برج العقرب والحوت والسرطان.. الأبراج الأكثر حظًا في شهر نوفمبر 2024    «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا».. موضوع خطبة الجمعة القادمة    محافظ المنيا: تقديم خدمات طبية ل 1168 مواطناً خلال قافلة بسمالوط    وزير الصحة يشهد توقيع اتفاقية لدعم مرضى سرطان البروستاتا    إيهاب الكومي: أبوريدة مرشح بقوة لتولي رئاسة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم    "ساعة فاخرة وهاتف".. سرقة أحد مسؤولي بايرن في برشلونة    "فولفو" للسيارات تخفض توقعاتها لمبيعات التجزئة لعام 2024    رئيس الوزراء لأعضاء منظومة الشكاوى الحكومية: أنتم "جنود مخلصون".. وعليكم حُسن التعامل مع المواطنين    طارق السيد: فتوح أصبح أكثر التزامًا واستفاد من الدرس القاسي.. وبنتايك في تطور واضح مع الزمالك    مسؤول أمريكي: بلينكن سيلتقي وزراء خارجية دول عربية في لندن الجمعة لبحث الوضع في غزة ولبنان    التعليم تعلن تفاصيل امتحان العلوم لشهر أكتوبر.. 11 سؤالًا في 50 دقيقة    التحقيق مع تشكيل عصابي في سرقة الهواتف المحمولة في أبو النمرس    الصحة الفلسطينية تعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان على قطاع غزة إلى 42792 شهيدًا    لأول مرة.. هاني عادل يفتح قلبه لبرنامج واحد من الناس على قناة الحياة    أطلق النار على زوجته ليتهم ابنه.. كيف كشفت الشرطة حيلة مزارع سوهاج؟    لماذا العمل والعبادة طالما أن دخول الجنة برحمة الله؟.. هكذا رد أمين الفتوى    منها انشقاق القمر.. على جمعة يرصد 3 شواهد من محبة الكائنات لسيدنا النبي    «الإفتاء» توضح حكم الكلام أثناء الوضوء.. هل يبطله أم لا؟    من توجيهات لغة الكتابة.. الجملة الاعتراضية    «إعلام بني سويف الأهلية» تحصد المركز الثالث في مسابقة العهد للفئة التليفزيونية.. صور    "إيمري": لا توجد لدي مشكلة في رد فعل جون دوران    نجاح عملية جراحية لاستئصال خراج بالمخ في مستشفى بلطيم التخصصي    تلبية احتياجات المواطنين    غدا.. "تمريض بني سويف" تحتفل باليوم العالمي لشلل الأطفال    افتتاح فعاليات المؤتمر السنوي الثالث للدراسات العليا للعلوم الإنسانية بجامعة بنها    موعد إعلان حكام مباراة الأهلي والزمالك في السوبر المصري.. إبراهيم نور الدين يكشف    «ماذا تفعل لو أخوك خد مكانك؟».. رد مفاجيء من الحضري على سؤال ميدو    الخطوط الجوية التركية تلغى جميع رحلاتها من وإلى إيران    مدرب أرسنال يصدم جماهيره قبل مواجهة ليفربول بسبب كالافيوري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الظل

أخبرني صديق: في إحدي زياراتي إلي ألمانيا, دعيت إلي زيارة مبني البوندستاج البرلمان الألماني. مررنا عبر بوابات تفتيش إليكترونية. شرحت لنا مرافقتنا شيئا من تاريخ المبني العتيق. علي أحد الحوائط دونت أسماء من تولوا منصب المستشارية,
وقعت عيوننا علي حجر من دون اسم. تساءلنا. أجابت, إنه لهتلر, وقفت مآسيه حائلا دون ذكر اسمه. ثم أردفت قاد هتلر ألمانيا والعالم إلي دمار شامل, لو كان بإمكاننا أن نقتطع هذا الجزء من تاريخنا لفعلنا.
بعد جولة قصيرة, أخبرتنا بأننا نستطيع أن نتجول في المبني حيث شئنا. بينما انتشر الرفقاء, وقفت مكاني لا أعي كيف أتجول في البوندستاج من دون رقيب. اقتربت منها. تلفت حولي متوجسا. همست لها: أتيت يا سيدتي من خلفية أمنية, ربما أتفهم سيري وحيدا في الشارع, لكنني لا أتخيل تجوالي في مبني رسمي من دون ظل ثقيل. نظرت السيدة نحوي بإشفاق, وبنفس النبرة همست, تأمين مبني لا يعني أن يلاصقك رجل شرطة, ثم رفعت عينيها إلي أعلي حيث ثبتت كاميرات صغيرة في أنحاء المكان, فحركت رأسي في ارتياح وابتسمت, فرجل مثلي يسكن عقله المخبرون والمفتشون يصعب أن يستشعر الطمأنينة وحيدا.
جبت المبني, عبرت بوابات وسرت في ردهات, هذه مكتبة, وتلك مكاتب أعضاء البرلمان مقسمة بحسب انتماءاتهم الحزبية, وخلف هذا الزجاج المحصن يوجد مكتب المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل. يتصدر نسر عملاق القاعة الرئيسية, رمز ألمانيا الموحدة, ذلك الذي صممه العراقي الأصل, الألماني الجنسية ريان عبدالله الموصلي, صاحب أكثر الشعارات شهرة: فولكس فاجن, آودي, بوجات وغيرها.
في صمت ومنذ سنوات عديدة يقلب الشرق علي نار هادئة في انتظار تمام النضج. ارتفع أزيز غليان القدور, وانفجرت بما فيها لتدرك النار أهل الدار ومن في الجوار. في هدوء, يتساقط لحم المدن العربية قطعة قطعة. تمتد ألسنة النيران عبر الحدود, تكتوي أوروبا بإرهاب أعمي, يري انتصاراته في غزوات مباغتة علي العزل. باتت أوروبا تفتش في أصابعها وأصابع من يمدون أيديهم إليها عن طلقة رصاص أو نصل خنجر. بينما في الضفة الأخري ينبشون العقول بحثا عن أفكار ممنوعة ليصادروها والعقول.
وحدي ووجهي العربي نواجه رجل الشرطة في قسم الجوازات بالدولة الأوروبية. ينقل الرجل عينين رماديتين بين وجهي المتعب وجواز السفر. يقلب صفحاته في هدوء. بلطف, أفهمته أن جواز سفري يعفيني من الحصول علي تأشيرة دخول. أعاد الرجل النظر في الأوراق, وضع ختم المرور وسلمني الجواز في كسل. لم أخط خطوات حتي استوقفني آخر, أظهر بطاقة الشرطة, وطلب أن اتبعه جانبا. بعد بضعة أسئلة روتينية ونظرات ارتياب احترافية, أخذت أوراقي, وحقيبتي, ووجهي العربي المشبوه ومضيت انتظر محطات توقيف أخري. هنا وهناك. تنتشر عيون الكاميرات, تتابعنا, تسجل سكناتنا وحركاتنا, ينتشر رجال الشرطة والجيش مدججين بالسلاح والعتاد. في الشارع. في المقهي. في المسرح. في المتحف. في المترو. للمرة الأولي استشعر قلق أوروبا. أسمع أنفاسها المتوترة. تري, هل أحست بما يعانيه العرب. هل أدركت أن النار إذا ما اندلعت أكلت أبناءها والجيران.
ملامح صارت مشتركة بين الشرق والغرب. أيضا, أصبحت وجوهنا العربية مشاريع اتهام, عقب صديقي في أسي. مرت لحظات صمت متبادل. نظرت خلفي, فإذا ظل ثقيل يرافقني. تنهدت في ارتياح, ثم تمتمت الحمد لله, لم أفقد ظلي بعد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.