ذكرت في المقالات السابقة الفكر الصهيوني السياسي لتقنين أوضاع اليهود في الدخول الي فلسطين او التواجد علي ارضها وسأوضح في هذا المقال موقف العرب أصحاب الارض من ذلك الغزو والفكر العدواني؟ بدأت اول مظاهر المقاومة الفلسطينية للهجرة والاستيطان اليهودي عام1919 بعد وصول العلياء(الهجرة) الثالثة وتصاعدت المقاومة العربية والفلسطينية واخذت شكل المد الثوري( من1927 حتي1937) الذي تدرج حتي وصل إلي قمة الثورة في1936 وذلك لأن بصدور( المشئوم) وعد بلفور عام1917 لم يكن أحد يتصور علي كافة المستويات..حكاما او شعوبا..سياسيين او عامة..مدي وأبعاد المؤامرة الصهيونية المدعومة من الغرب والمخططة والمرسومة ضد العرب وحتي نهاية العشرينات من القرن الماضي لم يكن قد تبلور بين العرب إدراك عام عن تحقيق وادراك حجم الخطر الصهيوني علي العالم العربي لذلك فرغم ارتفاع معدل الهجرة إلا أن النشاط العربي ظل قاصرا علي عقد المؤتمرات ورفع رسائل الاحتجاج الي سلطات الانتداب وتشكيل الجمعيات وبعث الوفود إلي لندن عاصمة قوة الانتداب والإعلان عن رفض الوعد المشئوم والمطالبة بمنع الهجرة اليهودية وإنشاء حكومة فلسطينية وانتخاب لجنة تنفيذية برئاسة موسي كاظم الحسيني لقيادة الحركة الوطنية الفلسطينية حيث قامت المقاومة الفلسطينية لأول مرة ومن خلال تبني وإحداث الاضطرابات والإغارة علي المستعمرات اليهودية وقتال حراسها واغتيال جوزيف ترميلدور في مستعمرة تل الحي( وهو يهودي روسي كان يعمل في الجيش الروسي وفقد إحدي ذراعيه أثناء اشتراكه في الحرب الروسية اليابانية واشترك مع القوات البريطانية في معارك الدردنيل وانتقل الي فلسطين ومن المؤيدين لاستخدام العنف ومن معتنقي الفكر الارهابي لتحقيق الاستيطان لإقامة الدولة المزعومة) واستمرت الحركة حتي1923 حين دخلت المقاومة العربية فترة الانحسار بسبب عوامل خارجية وداخلية منها تردد زعماء قيادة الحركة الوطنية الفلسطينية المكونة من كبار الملاك ونجاح سلطات الانتداب في تأجيج الصراع بين عائلتي الحسيني والنشاشيبي علي الزعامة والقيادة إلا أنه قد حدث تفجر في الصراع عام1925 وأضربت فلسطين إضرابا شاملا احتجاجا علي زيارة لورد بلفور إلي القدس لافتتاح الجامعة العبرية وكذلك بلغت الأحداث عام1928 حدا كشف حقيقة خطة الصهيونية أمام نظر العرب بعد أن تأكد ووضح أن تزايد النشاط الصهيوني سيؤدي إلي ضياع فلسطين, ولذلك فمنذ عام1929 ولمدة عشرة أعوام واجه الاستعمار البريطاني والصهيوني بفلسطين فترة من أحرج الفترات نتيجة لانطلاق الثورات العربية وازدياد الاحتجاجات والإضرابات والتي لم تتوقف إلا مع بداية الحرب العالمية الثانية عام1939 ولولا الفكر والسياسات الملتوية للصهيونية السياسية والبريطانية والتي نفذتها واتبعتها سلطات الانتداب البريطاني بكل تحيز للمستوطنين اليهود, بالإضافة الي المواجهة الوحشية التي اتسمت بكل قوة وعنف ضد الفلسطينيين العرب أصحاب الارض والتي واجهتها القوي العربية الثائرة في فلسطين منفردة ودون دعم عربي واضح ومباشر مع قصور القيادات العربية علي الساحة العربية كلها لاستطاعت هذه الثورات ان تحقق نتائجها وتجني ثمارها وتمكنت من القضاء علي الأطماع الصهيونية وإفشال المخطط الغربي الصهيوني للاستيلاء علي ارض الميعاد وإقامة الوطن القومي لليهود في فلسطين. أما الأسباب المباشرة التي جعلت النزاع يتخذ طابع الحدة والمجابهة.. فستكون في المقال القادم إن شاء الله.