أعلن رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج وضع استراتيجية وطنية لمحاربة تنظيم الدولية الاسلامية الجهادي المنتشر خصوصا في مدينة سرت(450 كلم شرق طرابلس). وقال في خطاب ان الانقسام السياسي في البلاد أدي الي حال من عدم الثقة بين الليبيين, لذا نسعي ونتطلع الي تنظيم الجهود بهدف خوض معركة الوطن للقضاء علي داعش في سرت والمناطق المجاورة, بمشاركة جميع الاطراف. واضاف قررنا ان نبدأ اتصالاتنا بالتنسيق مع وزير الدفاع وجميع قيادات الاركان والقيادة العامة للجيش وبكل القيادات العسكرية في الشرق والغرب والجنوب, لنطلب منهم وضع الترتيبات اللازمة لمباشرة عملية تحرير سرت, وتحديد المتطلبات المالية والفنية العسكرية, وكذلك ايجاد غرفة مشتركة للعمليات تضمن مشاركة القوات المسلحة الليبية في كل أنحاء البلاد. وتلقي حكومة الوفاق الوطني التي تتخذ من طرابلس مقرا دعم الاممالمتحدة وعدد كبير من البلدان, خصوصا الغربية منها, والتي اعلنت استعدادها للمساعدة في التصدي لتنظيم( داعش). لكن في شرق البلاد لا تزال الحكومة الموازية تعمل بدعم من القوات المسلحة الموالية لها بقيادة اللواء خليفة حفتر. وتخشي الحكومة الليبية الجديدة من ان يشن حفتر هجوما احاديا ضد تنظيم( داعش), ما قد يؤدي الي وقوع اشتباكات بين جماعات مسلحة مختلفة وزج البلاد في حرب أهلية. وشدد السراج علي اننا لن نسمح بأن تكون معركة تحرير سرت خاضعة للمساومات السياسية والمكاسب الانية, فقد ان الاوان لاجتثاث داعش من كل انحاء البلاد, مشيرا الي ان حربنا ليست بالولاءات لاشخاص او تنظيمات حزبية كانت او فكرية, انما حربنا باسم ليبيا والولاء فقط للوطن. وحيا السراج جهود ابناء الوطن الشرفاء الذين حاربوا ويحاربون هذا التنظيم في بنغازي ودرنة والسدرة وصبراتة وغيرها من مدن ليبيا, لافتا الي اننا نواجه عدوا لا يعترف بحدود الوطن, وهو من ينتهك سيادتنا ويقتل ابناءنا بايدي الغرباء. واردف فلننس خلافاتنا, ولنعمل علي توحيد الصفوف, والاستعداد يدا بيد لمعركة تحرير سرت, معتبرا ان تفشي الارهاب المتمثل في تنظيم الدولة الاسلامية مسألة حرجة جدا لنا جميعا, وليبيا اصبحت ساحة مستباحة له, وشاهدنا كيف اصبحت له خلايا ومجموعات في كل مكان, لذا بدأنا وضع استراتيجية ومشروع وطني لانهاء هذه الآفة والقضاء عليها بسواعد ليبية, وليس عن طريق اي نوع من التدخل الاجنبي. فنحن لسنا بمعزل عن العالم لكن سيادة ليبيا لا تنازل عنها. ودعا مجلس النواب بصفته طرفا من اطراف الاتفاق السياسي الي ضرورة استكمال استحقاقاته, لانه الجسم التشريعي الوحيد في البلاد, طالبا من كل التشكيلات المنبثقة من الاتفاق السياسي التزام الصلاحيات الممنوحة لها بلا اي تجاوز من شأنه ارباك المشهد وزيادة التوتر والخلاف. وتأمل القوي الغربية بان يتيح تثبيت سلطة حكومة الوفاق الليبية منع التنظيم المتطرف من جعل ليبيا قاعدة خلفية جديدة لعملياته. ويسيطر التنظيم علي مدينة سرت وعلي مناطق قريبة ويسعي للتمدد نحو منطقة الهلال النفطي.