أعلن إدوارد ماكميلان, نائب رئيس البرلمان الأوروبي لشئون الديمقراطية وحقوق الإنسان, انه اكتشف خلال زيارته الحالية لمصر عدم استعداد الحكومة المصرية لاخضاع الانتخابات القادمة للرقابة الدولية إلا أنه أعرب عن أمله أن تكون الانتخابات القادمة حرة ونزيهة قائلا إنه لمصلحة مصر استعادة ثقة المجتمع الدولي وأن تفكر مرة أخري في موضوع الرقابة الدولية. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده وفد الليبراليين الأوروبيين بالقاهرة أمس لدعم بناء المؤسسات الديمقراطية. وأضاف نائب رئيس البرلمان الأوروبي أن الانتخابات أمر مهم جدا بالنسبة للحياة الوطنية, ولذلك يجب أن تجري وفقا لمقاييس عالية, وأشار إلي أن الفساد كان أكبر طارد للاستثمار سابقا ولذا فإن الديمقراطية تتلازم مع الاستقرار الاقتصادي. ومن جانبه قال د.جاي فيرهوفشتات, رئيس رابطة الليبراليين والديمقراطيين من أجل أوروبا(ALDE), إن السبب الأساسي لحضوره إلي مصر هو تهنئة المصريين علي ما حققوه من انجاز وإن ما حدث نموذج يحتذي في العالم الذي سيتغير وجهه بفضل الأحزاب الليبرالية. وأشار إلي أن الليبراليين الأوروبيين كانوا يخافون علي مصر وتونس لأنه مع حدوث أي شيء في شمال إفريقيا كان يقفز إلي أذهاننا عودة الأصولية العربية, وهو تحليل كان خاطئا لأننا اكتشفنا أننا بصدد ثورات ديمقراطية للحصول علي حياة كريمة اجتماعيا واقتصاديا وسيادة القانون وكلها مطالب مشروعة. وأضاف أنه من خلال مؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية أسسنا علاقة وطيدة مع الأحزاب في مصر قبل الثورة وعدنا بعدها ننظر إليهم كنظراء لنا لاطلاعنا علي ما يجب فعله لأن مصر جارة لأوروبا وبحاجة للدخول في قلب سياسة الحوار الأوروبي وأن ما يحدث في مصر سيعد نموذج الدول أخري تشهد تحولا بالمنطقة. ولذا كان الحديث عن الدعم الديمقراطي الذي ينبغي أن يقدمه الاتحاد الأوروبي ومعرفة مقترحات الأحزاب لما يمكن أن يقدمه الاتحاد الأوروبي في هذا الشأن. وقال فيرهوفشتان إننا زرنا رئيس الوزراء المصري, ووزير الخارجية, وأوصلنا رسائل من أصدقائنا الليبراليين في أوروبا بضرورة منح الأحزاب الديمقراطية الوقت الكافي للاستعداد للانتخابات لأنه بدون هذا لن تكون هناك انتخابات إلي جانب ضرورة فتح حوار حقيقي مع قوي المعارضة في مصر, خاصة أن مصر مازالت في مرحلة انتقالية. وأضاف أن اهتمام الليبرالية الدولية ليس أمرا غريبا ويعد دليلا علي أهمية مصر في العالمين العربي والإسلامي ولأنه عندما تثور مصر وتتحول لدولة ديمقراطية حقيقية ستؤثر علي كل العالم العربي والإسلامي. ومن جانبه قال أسامة الغزالي حرب, رئيس حزب الجبهة الديمقراطية, إننا نرحب بالرقابة الدولية علي انتخابات مجلسي الشعب والشوري والرئاسة وهي من الأولويات لتكون الانتخابات حرة ونزيهة ودليلا علي ثقتنا بأنفسنا. وأشار إلي أهمية التوعية السياسية إلي جانب القضاء علي الأمية في الفترة القادمة, مشيرا إلي أن الديمقراطية الحقيقية في مصر سوف تساعد علي جذب الاستثمارات وإعادة الانضباط للمجتمع من خلال القانون. وأعرب الغزالي عن سعادته بموقف الجيش المصري من الثورة وحمايتها للديمقراطية وحقوق الإنسان في مصر. وهدأ الغزالي من المخاوف التي أثيرت لدي البعض من بطء عملية التحول في مصر قائلا إن هناك تغييرات شاملة في النظام السياسي وإن ما حدث في مصر هو زلزال حقيقي تم بأقل قدر من الخسائر مقارنة بالدول الأخري. وحول ظهور الجماعات السلفية من جديد في المشهد السياسي المصري, قال وائل نوارة, عن حزب الغد, إن دورنا كأحزاب ليبرالية ومدنية أن ننزل للناس ونظل واثقين في شعبنا لزيادة عمليات التصويت لزيادة المشاركة وتقوية الأحزاب الليبرالية, ولا نسمح لأحد بأن يركب الثورة, والمفروض أن ينضم كل مصري إلي حزب وفقا لتوجهاته السياسية.