لم يعد المسلمون الامريكيون كما كانوا عليه قبل جيل مضي, ففي عام2000 صوت نحو78% منهم لصالح الرئيس الامريكي السابق جورج دبليو بوش وبحلول عام2008 صوت نحو89% لصالح الرئيس الحالي باراك أوباما. ووفقا لمعهد( بيو) الامريكي للابحاث فإن عدد المسلمين الامريكيين يمثل3.3 مليون شخص أي1% من سكان الولاياتالمتحدةالامريكية, وهم بالكاد يشكلون دائرة التصويت الحاسمة في الانتخابات الامريكية القادمة. وأفادت جماعات الدعوة الاسلامية في أمريكا ان اعدادا كبيرة من المسلمين الامريكيين سجلوا رقما قياسيا لاستعدادهم للتصويت في الانتحابات الرئاسية هذا العام. يشعر المجتمع المسلم المحافظ في الولاياتالمتحدةالامريكية بالقلق منذ هجمات سبتمبر عام2011 وما تبعها مما يسمي بالحرب علي الارهاب والتي أسفرت فعليا عن احتلال العراق وأفغانستان لتصبح علامة علي التحول السياسي الدرامي داخل الولاياتالمتحدةالامريكية. ووفقا لمجلس العلاقات الاسلامية الامريكية( كير) صوت غالبية المسلمين الامريكيين عام2004 لصالح جون كيري وزير الخارجية الامريكي, وفي عام2012 بلغ عدد المسلمين المؤيدين لمرشح ديمقراطي66% وصوت نحو85% من المسلمين لاعادة انتخاب أوباما. ومع ظهور دونالد ترامب المرشح الجمهوري الاوفر حظا في الانتخابات الامريكية القادمة الذي دعا لحظر دخول المسلمين الولاياتالمتحدةالامريكية, والسناتور الجمهوري تيد كروز الذي يدعو لنشر دوريات في الاحياء الاسلامية لمنعهم من التطرف علي حد زعمه تغيرت نظرة المسلمين الامريكيين للانتخابات الامريكية وبات عليهم الاستعداد لدرء الخطر المحدق بهم. ونقلت صحيفة( كريستيان ساينس مونيتور) عن ربيعة أحمد المتحدث باسم مجلس الشئون العامة الاسلامي(MPAC) وهو مجموعة مناصرة للمسلمين الامريكيين انه أصبح من الصعب أن ينتمي المسلمون الامريكيون للجمهوريين بينما ينتقدهم قادة الحزب الجمهوري ويخاطبوهم باعتبارهم أعداء علي الاراضي الامريكية. ويسعي المسلمون الامريكيون لتسجيل أكبر عدد من الناخبين حتي يصل التصويت الاسلامي لارقام قياسية ليكون صوت المسلمين مسموعا في صناديق الاقتراع وتؤكد صحيفة( ساينس مونيتور) أن ترامب يلعب دورا أساسيا في ذلك. ونقلت الصحيفة عن يلفريدو روبز الناشط الامريكي المسلم الذي نظم مسيرات ضد ترامب في جنوب ولاية فلوريداالامريكية( يمكننا ان نقرر نتيجة الانتخابات الامريكية. ويأمل الناشطون تسجيل نحو200 ألف مسلم في ولاية فلوريدا للتصويت في انتخابات العام الحالي. ونقلت الصحيفة عن ليلي عبد العزيز مديرة الشئون الحكومية في مجلس العلاقات الاسلامية الامريكية بولاية فلوريدا أن موقف الجمهوريين من المسلمين ستكون له تداعيات في صناديق الاقتراع. وعلي الرغم من الحماسة التي تحيط بانتخابات2016 فإن الناشطين المسلمين يعترفون بأنهم بحاجة لوضع استراتيجية لتعظيم تأثيرهم من خلال بناء تحالفات مع الاقليات والجماعات السياسية المؤيدة للمسلمين بشأن المخاوف المشتركة مثل الحريات الدينية والعرقية. ففي مارس الماضي علي سبيل المثال انضمت رابطة الطلاب المسلمين بشيكاغو مع اتحاد الطلاب السود وشكلوا تحالفا للاحتجاج ضد ترامب. ونقلت الصحيفة عن خالد بيضون أستاذ القانون بجامعة باري الامريكية ان المجتمع المسلم داخل امريكا متنوع فهو افريقي وعربي وأسيوي وأمريكي. وأضاف ان7 أو8 ملايين شخص من هؤلاء يمكن أن يكونوا هدفا استراتيجيا في ائتلاف يعالج القضايا الاوسع نطاقا مثل ربط الاسلاموفوبيا بالعنصرية ضد السود داخل المجتمع الامريكي. وهناك هدف أساسي للمسلمين في انتخابات الرئاسة الامريكية هذا العام وهو اجبار المرشحين الامريكيين علي وضع المسلمين في اعتبارهم كقوة سياسية لا يستهان بها داخل المجتمع الامريكي, كما أن هدفهم المستقبلي هو وجود مرشحين يمثلون المجتمع الاسلامي داخل أمريكا.