سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
د. مروة الصحن مدير مركز الأنشطة الفرانكفونية: الفرانكفونية ليست مجرد ثقافة لكنها كيان قوي يواجه الإرهاب.. والعلاقات المصرية الفرنسية تشهد ازدهارا في مجال الثقافة
تلعب الإسكندرية دورا محوريا في دعم الثقافة الفرنسية, حيث تعدعاصمة للفرانكفونية في مصر وإحدي أهم المدن التي تعمل علي نشر الفرانكفونية في دول الشرق الاوسط, وهو مايكتسب أهمية خاصة في الوقت الراهن بما يجسده ذلك من انعكاس للسياسة المصرية الرامية إلي الانفتاح الفكري بقوته الفاعلة في مكافحة الإرهاب, والتطرف, وتغيير المفاهيم الخاطئة من جهة وتعزيز العبور إلي إفريقيا الناطقة بالفرنسية من جهة أخري. ومع زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند لمصر, ثم الاحتفال بمرور3 سنوات علي إنشاء مركز الأشطة الفراكفونية في مكتبة الإسكندرية مع مطلع مايو المقبل, أثير من جديد أهمية النشاط المتزايد له, وحضوره القوي في مجال نشر اللغة الفرنسية, انطلاقا من دور الثقافة في تحقيق التقارب بين الشعوب, لذا كان حوارنا مع الدكتورة مروةالصحن مديرمركزالأنشطة الفرانكوفونية بمكتبة الإسكندرية عن حجم الدعم المصري للثقافة الفرانكفونية, وتعزيز المبادئ التي تتأسس عليها المنظمة الدولية للفرانكفونية من احترام التنوع الثقافي والحضاري, وإلي أي مدي تمثل الثقافة والآداب والعلوم والفكر أساسا لمواجهة الأفكار المتطرفة والمتشددة التي أصبحت ظاهرة عالمية.وإلي الحوار: مع زيارة الرئيس الفرنسي أولاند لمصركيف ترين عمق العلاقات الثقافية بين البلدين؟ لاشك أن العلاقات المصرية الفرنسية تشهد ازدهارا في المجال الثقافي ومن المعروف أن فرنسا تدعم مصر في حربها ضد الإرهاب باعتباره ظاهرة عالمية وعدوا مشتركا, وتعد الثقافة إحدي أهم وسائل هذه الحرب ضد الإرهاب, ومن هنا تقام الكثير من الأنشطة والفاعليات الثقافية المشتركة بين البلدين, وكان من أحدث مظاهر ذلك علي سبيل المثال إطلاق الفاعليات الفرانكوفونية التي استمرت طوال مارس الماضي. لماذا تمثل الإسكندرية حجر الزاوية في تعزيز التعاون الثقافي؟ إن مدينة الإسكندرية علي وجه الخصوص بما تضمه من مراكز بحثية وتعليمية, وتشهده من فعاليات وأنشطة, وبما تمده من جسور التعاون الثقافي مع فرنسا والشعوب الناطقة بالفرنسية هي عاصمة التجمع والثقافة الفرانكفونية في مصر وقد ساعد علي ذلك العمق الحضاري للمدينة, وتمتعها بالأمن بما يجسده ذلك من مناخ ملائم لإقامة الفاعليات والدراسة, ومن ذلك البرنامج الثقافي الذي ينظمه المركز الثقافي الفرنسي بالاسكندرية وجامعة سنجور, وهي جامعة فرانكفونية دولية, ويزداد عدد الطلاب بها سنويا ومعظمهم من الدول الإفريقية لتحدثهم باللغة الفرنسية, بجانب الطلاب المصريين, وأيضا تبرز الأنشطة الفرانكفونية المختلفة التي تضمها مكتبة الإسكندرية بوصفها رابع أكبر مكتبة فرانكفونية في العالم خارج فرنسا, وكانت قد انطلقت بإهداء من الحكومة الفرنسية ضم500 ألف كتاب; ويتم تحديثها سنويا بألف و500 كتاب جديد, ذلك كله إلي جانب الرسالة المهمة التي يضلع بها مركز الأنشطة الفرانكفونية بمكتبة الإسكندرية. وما هي هذه الرسالة؟ إن يصبح أداة محورية للترويج للثقافة الفرانكوفونية علي المستويين المحلي والإقليمي, وأن يدعم شبكة من التعاون مع المراكز والمكتبات والمؤسسات الرائدة. ويتركز نشاط المركز في نشر اللغة والثقافة الفرنسية من خلال تقديم الدعم العلمي والثقافي والتعليمي والفكري لمختلف الهيئات الفرانكوفونية في مصر والمنطقة. لماذا طالبت من قبل المنظمة الفرانكفونية العالمية بتكثيف التعاون مع الدول الفرانكفونية؟ لمزيد من التنشيط للثقافة الفرانكفونية خاصة أن الفرانكفونية ليست مجرد ثقافة إنما هي ذات أبعاد سياسية واجتماعية تلعب دورا مهما في مواجهة الإرهاب والتشدد وتساهم في تصحيح كثير من الأفكار المغلوطة, وفي التقارب بين الشعوب. لكن قد تبرز هنا بعض المخاوف من التأثير علي الهوية الوطنية للدول الفرانكفونية؟ لا... لقد تجاوزنا هذه المخاوف من عقود, ولابد أن نفرق بين الأنشطة التي قد تهدد المساس بالهوية وبين التواصل مع الآخر والتعاون الثقافي والفني معه.