ارتفع عدد ضحايا الاحتجاجات غير المسبوقة التي تشهدها ليبيا ضد نظام العقيد معمر القذافي وتدخل اليوم أسبوعها الثاني إلي ألف قتيل وآلاف الجرحي. فيما فقد النظام الليبي سيطرته علي شرق البلاد التي يوجد فيها أغلب البترول الليبي. يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه جماعة أطلقت علي نفسها اسم' ثورة السابع عشر من فبراير', سعيها إلي إقامة ليبيا موحدة مستقلة ووضع دستور جديد للبلاد. وذكر راديو هيئة الإذاعة البريطانية' بي بي سي' أنه جاء في البيان الاول للمجموعة, الذي تلاه فرج الترهوني الذي تم تقديمه في لقطات وضعت علي الانترنت بصفته ممثلا لثوار السابع عشر من فبراير, أن مختلف فئات وشرائح المجتمع انضمت للثورة التي أسقطت الطغمة الديكتاتورية الممثلة في معمر القذافي وأبنائه ولجانه الغوغائية الدموية. وجاء في البيان أنه بالنظر لما قامت به هذه العصابة من إطلاق النار بكافة أنواع الأسلحة واستخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين العزل المسالمين من أبناء الشعب الليبي واستخدام فرق الموت من المرتزقة الأجانب لقمع هذا الشعب, وبالنظر لعدم شرعية هذه العصابة التي استولت علي السلطة في انقلاب عسكري مشبوه ضد نظام دستوري معترف به دوليا, ونظرا لما قامت به هذه العصابة من جرائم وحشية وانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان وحرياته, فإننا نعلن بناء دولة ليبيا الموحدة الحرة المدنية كاملة السيادة. وطالب البيان بوضع دستور يستمد شرعيته من إرادة الشعب وثورة17 فبراير ومستندا إلي احترام حقوق الإنسان وضمان الحريات العامة والفصل بين السلطات واستقلال القضاء وبناء المؤسسات الوطنية علي أسس تكفل المشاركة الواسعة والتعددية والتداول السلمي الديموقراطي للسلطة. ودعا جميع قوي المجتمع الدولي إلي التدخل لوقف ما وصفه بالمجازر وجرائم الإبادة الجماعية التي تشهدها ليبيا في طرابلس وباقي المدن والقري الليبية, معلنا قرب تحرر العاصمة طرابلس من الطغيان. وفيما قال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني إننا لايمكننا تصور المستقبل في ليبيا في ظل الاحداث والظروف الراهنة, وليست لدينا أية فكرة عما قد يحدث بعد سقوط معمر القذافي. وتوقع- في تصريح أمس- قدوم موجة كبيرة قوامها300 ألف مهاجر غير شرعي في حال سقوط النظام في ليبيا إلي السواحل الايطالية. وفي هذا الصدد, كشفت مصادر عسكرية إيطالية أن هناك سفينة قاذفة للصواريخ علي وشك الابحار من ميناء تارانتو( جنوب شرق) إلي الشواطئ الجنوبية للقيام بدوريات حراسة قبالة الساحل الليبي. وفي مؤشر علي تزايد عزلة القذافي أعلن عدد من الدبلوماسيين الليبيين في الأممالمتحدة وعدة دول انفصالهم عن قيادة القذافي. وعلقت بيرو العلاقات الدبلوماسية مع ليبيا. وقالت قناة الجزيرة إن وزير الداخلية الليبي عبد الفتاح يونس العبيدي انشق عن القذافي. وعرضت لقطات فيديو للعبيدي في مكتبه وهو يتلو بيانا يحث فيه الجيش علي دعم الشعب ومطالبه المشروعة.