هم أصحاب دونالد ترامب وصحبه, وغالبية مسانديه.. تعرفهم بسيماهم من كثر الكبر والعنصرية والعنطزة.. موجودون في كل تجمعاته.. يطربون للكلمات المهينة لكل من عاداهم, أصبح وكأنه المنقذ من الضلال لهم هم الرقاب الحمراء.. عندما يقول اخرجوا معترضا لما يقول, يقومون بضربه وطرده بطريقة لم تعهدها الانتخابات الأمريكية من قبل. هم أنصاف وأرباع المتعلمين بالولاياتالمتحدة الكثير منهم علي وشك الاغتراب عن التطورات التكنولوجية المتسارعة في زمننا هذا, ربما أكثر من مواطني دول العالم الثالث, لأن معظمهم لم يحصل إلا علي شهادة اتمام الدراسة الثانوية أو أقل. هم في أمريكا الآن يرون المتعلم المهاجر من آسيا وأوروبا وكل بقاع الأرض يحصل علي وظائف هامة وهم لا يحصلون عليها, فتضيق عليهم الدنيا بما رحبت عندما جاء ترامب, أدرك أنهم فرصته في الوصول إلي سدة الحكم فاستخفهم فأطاعوه.. فوصل الأمر إلي ما وصل اليه مثلما يشاهد العالم له الآن في عجب واستغراب. في تجع حاشد له بولاية كارولينا الشمالية, اعترض شاب أسود علي ما يقوله ترامب فأمر بطرده, وفي أثناء عملية إخراجه لكمه عجوز أبيض في الثامنة والسبعين من عمره لكمة أوقعته أرضا.. بعدها صاح ترامب وعلي وجهه نظرة عنصرية.. وكأنه يلقي الزيت علي النار: قذر قذر.. لماذا يسمح لهم بفعل تلك الأشياء. هل يستطيع أحد منكم شرح ذلك لي؟ عندها انفجر الحضور في تأييد ما قاله وكأن القوم جمهور نازي يستمع إلي هتلر قبل نشوب الحرب العالمية الثانية مباشرة. من أجل دعم أولئك غير المحدود يفوز ترامب.. أصبح بهم وبعزوتهم في مأمن من القائمين علي الحزب الجمهوري والذين يعلمون علم اليقين أنه بهذه الطريقة لن يفوز الحزب أبدا علي المستوي القومي الأمريكي لن يستطيع مرشح عنصري أن يكتسب الأصوات الكافية لفوزه في الانتخابات الرئاسية في مواجهة المرشح الديمقراطي في نوفمبر القادم, نتيجة كثرة الأقليات غير البيضاء.. ونتيجة لكثير من الليبراليين من أصحاب البشرة البيضاء.. مثلما حدث في انتخابات2008 و2016 التي فاز فيها أوباما علي المرشحين الجمهوريين جون ماكيين, وميت رامن. يطلقون علي هؤلاء لقب رقبة حمراء.. هي كلمة مشخصة ولها تاريخ ومعني في الولاياتالمتحدةالأمريكية.. كاسم تعني الكلمة في القواميس اللغوية: فلاح فقير وغير متعلم وخصوصا في منطقة الجنوب الغربي من الولاياتالمتحدة.. كما تعني أيضا: شخص شديد الرجعية.. وتعني أيضا مؤسسة متعصبة وشديدة الرجعية. في التاريخ الحديث للولايات المتحدة تعني الكلمة: شخص أبيض من الجنوب الأمريكي رجعي وفقير شديد المحافظة والعنصرية كما أن التسمية في أيامنا هذه لا تقتصر علي الفقراء الجهلة.. ولكنها أيضا تشمل المتعلمين ذوي البشرة البيضاء من العنصريين والمحافظين..الكلمة الآن تعني وصفا سلبيا لأي شخص يوصف بها. هناك نظرية تاريخية ترجع أصل الكلمة إلي حكاية حدثت في ولاية فرجينيا الأمريكية, وهي أن أصحاب الإقطاعيات في الجنوب أحسوا أنهم في حاجة لتبرير تفوقهم من خلال التقليل من شأن الفقراء غير المتعلمين من البيض أمثالهم من أجل هذا قاموا بصياغة كلمة رقبة حمراء علي هؤلاء الذين يعملون تحت شمس الجنوب الحارقة والتي تجعل رقابهم البيضاء حمراء.. هناك نظرية أخري لمفهوم الكلمة مفادها أن عمال المناجم بغرب ولاية فرجينيا قاموا عام1920 بتنظيم أنفسهم من خلال مقاومة أصحاب المناجم الذين كانوا يأكلون حقوقهم, فقاموا بارتداء أشرطة حمراء حول رقابهم من باب التضامن بينهم, ومن هنا جاء أصل الكلمة كما تقترح تلك النظرية. وأيا كانت النظرية فإن المفهوم الآن في الثفافة الأمريكية يعني أنها كلمة تصف شخصا عنصريا متعاليا علي كل ذي بشرة غير بيضاء.. هؤلاء هم غالبية قاعدة ترامب التي يرتكز علي دعهما ومساندتها المطلقة في سعيه للوصول إلي البيت الأبيض. الجامعة البريطانية في مصر