عندما خرج بائع الفول من المحل ليرد علي مكالمة علي هاتفه المحمول متحدثا لغة غريبة, كان لابد أن يستوقفني لسؤاله عن حكايته الغريبة التي أثبتت أن لا شئ بوسعه الوقوف أمام طموح شاب مصري. فمحمد إبراهيم الذي كان حلم حياته دراسة الطب اجتهد وتفوق لكنه رغم ذلك لم يتمكن من الالتحاق بكلية الطب, لم يستسلم أمام ضياع الحلم بل تقدم بأوراقه إلي جامعة أغوثلونيا وكتاذوجاد اليا في اليونان, ولتوفير نفقات الدراسة قرر محمد استغلال طريقة التدريس هناك التي تعتمد علي امتحان المواد منفصلة وليس تيرمات فترك مدينته طنطا وجاء إلي القاهرة ليعمل في محلات بيع ساندويتشات الفول والطعمية! وعندما يجمع مصاريف المادة يسافر لدراستها والامتحان فيها ثم يعود من جديد للعمل في القاهرة حتي وصل الآن للسنة النهائية محمد الذي أصبح يتحدث اليونانية بطلاقة يقول أنه ينوي افتتاح عيادة في تخصص مخ وأعصاب الذي يدرسه وأوشك علي الانتهاء منه, لكنه في نفس الوقت أحب العمل في بيع ساندويتشات الفول تحديدا ولا يري غضاضة في أن يفتتح محلا خاصا به إلي جوار عمله في الطب.