شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي, القائد الأعلي للقوات المسلحة, وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وعدد من ملوك ورؤساء الدول, المرحلة الرئيسية للتدريب المشترك رعد الشمال2016 والذي تشارك فيه وحدات من القوات المسلحة المصرية والسعودية مع20 دولة عربية وإسلامية شقيقة, بالإضافة لقوات درع الجزيرة, والذي استمر علي مدار الأسابيع الثلاثة الماضية. بدأت صباح أمس فعاليات ختام مناورات رعد الشمال2016 بحضور قيادات الدول العربية والإسلامية المشاركة, وذلك بمجمع ميادين التدريب بمدينة الملك خالد العسكرية بمنطقة حفر الباطن بالمنطقة الشمالية بالمملكة العربية السعودية. وأجرت القوات المشاركة في رعد الشمال التدريب الختامي, الذي تشارك فيه20 دولة عربية وإسلامية, بحضور عدد من قادة الدول في مدينة الملك خالد العسكرية شمالي السعودية. وشارك في هذا التدريب300 ألف عسكري من147 دولة عربية و6 دول إسلامية من قارتي آسيا وإفريقيا, ويتوزع التدريب علي قوات برية وبحرية بهدف رفع جاهزيتها علي طرق الحشد والتنقل والتنظيم بين حدود الدول. يشار إلي أن الدول المشاركة في التدريب إضافة إلي السعودية, تشمل: مصر والإمارات والأردن والبحرين والسنغال والسودان والكويت والمالديف والمغرب وباكستان وتشاد وتونس وجزر القمر وجيبوتي وسلطنة عمان وقطر وماليزيا وموريتانيا وموريشيوس إلي جانب قوات درع الجزيرة. بدأت المرحلة بإنزال عناصر الوحدات الخاصة المحمولة جوا من قوة فهد لتنفيذ مهام القضاء علي تنظيم إرهابي معاد يخلق حالة من التوتر وعدم الاستقرار بالمنطقة في ظل الحماية الجوية من طائرات دول التحالف. وقامت عناصر القوات الجوية بتدمير الأهداف المعادية وتنفيذ طلعات استطلاع وحماية لدعم ومعاونة أعمال قتال القوات المشتركة وتدمير الاحتياطات المعادية بمساندة المدفعية ذات القوة النيرانية العالية ودفع المفارز الميكانيكية والمدرعة لاختراق دفاعات العدو وتدميره وتحقيق المهام في العمق بمعاونة الطائرات الهيلوكوبتر المسلح وعناصر المقذوفات الموجهة المضادة للدبابات بمشاركة سبع مجموعات تضم الدول المختلفة هي قوة عمر, قوة عثمان, قوة خالد, قوة العريش, قوة رفح, قوة الباطن بالإضافة إلي قوة سلمان التي تعمل كاحتياطي لتنفيذ الهجمة المضادة وتقديم المعاونة النيرانية للقوات الصديقة حيث تم تقسيم القوات المشاركة من الدول المختلفة في مجموعات متجانسة من مختلف الأسلحة حملت أسماء ذات معان ودلالات هامة تتصل بالثوابت الدينية والوطنية لقوات الدول المشاركة. وقد ظهر خلال المرحلة مدي ما وصلت إليه العناصر المشاركة من مهارات ميدانية وقتالية عالية والدقة في إصابة الأهداف وتدميرها, وسرعة تنفيذ المهام القتالية والنيرانية في الوقت والمكان المحددين وتحقيق التقارب في المفاهيم والعقائد العسكرية والتجانس بين القوات المشاركة مما أثمر عن رفع مستوي الخبرات التدريبية والتكتيكية في التخطيط والتنفيذ وأساليب القيادة والسيطرة. وشهدت المراحل الأولي للمناورة أنشطة مكثفة من الدول المشاركة فور وصول القوات للأراضي السعودية تضمنت استطلاع مناطق التمركز ومحاور التحرك والانتشار وتنفيذ خطط التحميل والفتح الإستراتيجي لنقل القوات برا وبحرا وجوا من مناطق تمركزها إلي أماكن الوصول, وتنظيم محاضرات نظرية وعملية لتوحيد المفاهيم وأساليب القتال لدي القوات المشاركة, كذلك تنظيم مباريات حربية بين القوات المشتركة وفرض مواقف عملياتية مختلفة لتوحيد المفاهيم القتالية بين القوات المشاركة وصولا لأعلي معدلات الكفاءة القتالية والتكامل في الأداء. وتأتي رعد الشمال في ظل رغبة عربية لتحقيق التلاحم والترابط بين الدول العربية والإسلامية وتعزيز علاقات الشراكة العسكرية والتخطيط الإستراتيجي لتنفيذ مهام مشتركة من أجل مجابهة المخاطر والتحديات التي تستهدف أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط, حيث يعد التدريب واحدا من أكبر التدريبات المصرية العربية المشتركة من حيث كم ونوعية الأسلحة والمعدات المشاركة, كما يمثل نقلة نوعية في توظيف الإمكانات المتاحة لدي القوات المسلحة بالدول العربية والإسلامية لتحقيق الأهداف المرجوة من التدريب. حضر المرحلة الفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية وعدد من وزراء الدفاع ورؤساء الأركان للدول المشاركة في التدريب. كما اشتركت في المناورة الختامية ل رعد الشمال طائرات استطلاع سكوت406, مع طائرات بلاك هوك لأغراض القيادة والسيطرة وطائرات أباتشي, الهجومية لتنفيذ الرماية علي قوات العدو الأمامية بذخيرة حية لتدمير قدراته. وكان خادم الحرمين الشريفين قد شهد أمس بحضور الرئيس السيسي وقادة ورؤساء وفود الدول المشاركة في التمرين بمحافظة حفر الباطن, المناورة الختامية لتمرين رعد الشمال والعرض العسكري للقوات المسلحة السعودية والقوات المشاركة في التمرين. وانطلقت فعاليات تمرين رعد الشمال- في27 فبراير الماضي- بمشاركة عشرين دولة عربية وإسلامية منها مصر, ويعد تمرين رعد الشمال واحدا من أكبر التمارين العسكرية في العالم, من حيث عدد القوات المشاركة واتساع منطقة المناورات, وهو ما جعل هذا التمرين يحظي بالاهتمام علي المستويين الإقليمي والدولي. وركز التمرين علي تدريب القوات علي كيفية التعامل مع القوات غير النظامية, والجماعات الإرهابية, وفي الوقت نفسه درب القوات علي التحول من نمط العمليات التقليدية إلي ما يسمي العمليات منخفضة الشدة, كما ركز علي تدريب القوات علي العمل علي عدة أنساق متباعدة الزمان والمكان. وجاء التمرين في ظل تنامي التهديدات الإرهابية, وما تشهده المنطقة من عدم استقرار سياسي وأمني. وتضمنت المناورة الختامية لتمرين رعد الشمال عدة فرضيات عسكرية جوية لاستهداف أهداف أرضية نفذتها طائرات إف16 التابعة لسلاح الجو المصري, والتي تحمل القنابل الموجهة دقيقة الإصابة, حيث استهدفت الطائرات المصرية مراكز القيادة والسيطرة, والتي يتخذ منها العدو موقعا رئيسيا للتخطيط وإعطاء الأوامر للهجوم علي الحدود. كما اشتركت طائرات إف16 المصرية في الهجوم بتشكيل ثنائي مع مثيلتها في نفس الهدف. وتضمت الفرضيات العسكرية- كذلك- عمليات لطائرات إف15- إس التابعة للمملكة العربية السعودية. كما اشتركت في المناورات طائرات ميراج2000 الإماراتية بتشكيل ثنائي, والتي استهدفت مدارج الطائرات التابعة للعدو لتدميرها لمنع طائرات العدو من القدرة علي الإقلاع من قواعدها. ووصف رئيس هيئة الأركان العامة السعودية قائد رعد الشمال الفريق أول ركن عبدالرحمن بن صالح البنيان التمرين بأنه أحد أكبر التمارين العسكرية من حيث عدد القوات المشاركة واتساع منطقة العمليات العسكرية التي تغطي مسرح عمليات المنطقة الشمالية الافتراضي, والذي يتزامن مع تنفيذ التمرين الميداني في قطاعات المسئولية العملياتية للحدود الشمالية لقطاعات قوة حفر الباطن, قوة رفحاء, قوة عرعر, قوة طريف, مشيرا إلي أنه سيتبعه اليوم الجمعة عرض عسكري لجميع الدول المشاركة. وأضاف أن التمرين يهدف إلي تعزيز وحدة الصف ودرء المخاطر التي تواجه أمتنا العربية والإسلامية والمحافظة علي الأمن والاستقرار ورفع مستوي الجاهزية القتالية وقياس القدرة علي إدارة العمليات العسكرية بناء علي ما يتطلبه الموقف العسكري من خلال تعزيز العلاقات العسكرية بين الأشقاء والأصدقاء وتفعيل مفهوم العمل المشترك وفقا للعقيدة العسكرية المشتركة لمواجهة التحديات والتهديدات المحتملة كافة. وأوضح أنه تم خلال التمرين, التدريب علي التعايش ومحاكاة جميع الظروف المشابهة للحرب الفعلية وتحقيق مبدأ القيادة والسيطرة للدول المشاركة في التمرين والعمل تحت قيادة موحدة مشتركة وتخطيط وتنفيذ وتقييم العمليات العسكرية في الحروب النظامية وغير النظامية وتم التخطيط لحشد القوات والانتشار والاستخدام والإسناد والإدامة وإعادة الانتشار للقوات المشاركة إلي دولها, مؤكدا أن التمرين حقق الأهداف التي خطط لها وبذل جميع المشاركين الجهد المميز لتنفيذ المهام والواجبات المناطة بهم, منوها بأن التمرين حظي باهتمام إقليمي ودولي. وقدم رئيس هيئة الأركان العامة, الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين وملوك ورؤساء الدول المشاركة علي تشريف الحفل الختامي لتمرين رعد الشمال, معربا عن شكره لجميع المشاركين من قادة ومخططين ومرءوسين ومشرفين ومنفذين لما بذلوه من جهد متواصل وإظهار التمرين بالمظهر اللائق الذي حقق الأهداف المرجوة منه, سائلا المولي عز وجل أن يديم علي أوطاننا الأمن والاستقرار. واستمع الحضور, عقب ذلك, إلي شرح عن التمرين وتوزيع القوات خلال التمرين, ليطلق خادم الحرمين الشريفين شارة بدء فعاليات المناورة الختامية لتمرين رعد الشمال. وشاهد الحضور فرضيات عسكرية مشتركة اتحدت فيها قوات برية وجوية ودفاع جوي مختلفة من الدول المشاركة, وتحاكي تلك الفرضيات مواجهات محتملة أرضية وجوية لأي عدو وتدمير هذه الأهداف وصد أي عدوان.