تطورت الثورة في مصر من تظاهر الي احتجاج الي ان استقرت الي مسمي الثورة.. وهي ثورة بكل معاني الكلمة.. حيث قام بها الشباب اولا وهو القوة النابضة للشعوب ثم انضم اليهم كل فئات المجتمع في جميع البلدان.. لقد كان الناس جميعا في حالة تعبئة جاهزة للحركة. ولكن ظل السؤال الحامل لدهشة بالنسبة للجميع.. في الداخل والخارج: كيف تقوم ثورة بدون قائد ؟ حتي البعض الذين حاولوا ان يصنعوا من انفسهم قادة لتلك الثورة.. سقطوا سريعا.. او علي الاصح لم يعترف بهم فكيف اشتعلت تلك الثورة ذاتيا ؟ الحقيقة التي يمكن ان تستند اليها هي دراستنا وفهمنا للروح المصرية المتفردة.. تلك الروح التي ترفرف في سماء مصر منذ بداية التاريخ وحتي اليوم.. وتماما كمااعتقد المصريون القدماء في ان الروح تظل ترفرف علي الجسد طالما انه سليم لم يتلفه العفن.. ماحدث في تلك الثورة التي لم يكن لها قائد هو ان الكل كان قائدها. حيث التحم الكل في واحد.. وذاب الواحد في الكل.. اي اصبح الكل واحدا والواحد كلا. وهذه سمة اصيلة من سمات الشعب المصري. لقد قرأت في كتب التاريخ الفرعوني عن ثورة.. ربما كانت اول ثورة في تاريخ مصر قام بها افراد الشعب ضد الفرعون واعوانه وكهنته.. حيث كان الشعب يطالب بمشاركته في الجنة في العالم الاخر.. تلك الجنة التي كانت مقصورة علي الفرعون وبطانته.. والتي كان الشعب محروما منها.. دنياواخرة.. اليس هذا ماحدث في ثورة25 يناير لقد بدأت الثورة. ولم تنته. فالمطالب كثيرة والثورةمستمرة طالما ان الروح قد عادت الي الجسد فانتفض وهب مطالبا بحقوقه واسمع صوته كل العالم. وكل الجيران.. و مازال يدوي.. حمي الله ثورة مصر... وحمي ثوارها واهلها المرابطين.. [email protected]