غداة مقتل إيرانيين واصابة العشرات في المسيرات التي نظمتها المعارضة الايرانية للمطالبة باسقاط نظام الرئيس محمود أحمدي نجاد نددت واشنطن وباريس ولندن بالسلطات الايرانية اعربت فرنسا عن ادانتها الشديدة لأعمال العنف التي وقعت ضد المتظاهرين في إيران وادت إلي مقتل شخصين وإصابة اخرين بالإضافة إلي القبض علي عدد من المتظاهرين. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية بيرنار فاليرو أنه منذ عام2009 لم يتوقف العنف والقمع عن التفاقم, فضلا عن اللجوء المتصاعد للعنف من جانب الشرطة ضد المتظاهرين والقبض التعسفي عليهم وقمع المعارضة والصحفيين والمتظاهرين. ودعا المتحدث السلطات الإيرانية إلي احترام التزاماتها الدولية فيما يتعلق بحقوق الإنسان وخاصة حرية التعبير, واطلاق سراح كافة الاشخاص الذين القي القبض عليهم تعسفيا. وفي لندن قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج إن إيران تؤيد حق التظاهر في مصر, لكنها لا تؤمن بهذا الحق في إيران وهذا نفاق ذريع من جانب السلطات الإيرانية. وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره الروسي سيرجي لافروف امس في لندن- قائلا إننا نؤيد حق التظاهر السلمي في مصر وتونس وأماكن أخري. ونأمل بأن يحترم هذا الحق. ونريد أن تحترم كل الدول المعنية, بما فيها إيران, هذا الحق, موضحا أن الحكومة البريطانية تتعاون مع الحكومتين المؤقتين في مصر وتونس وأنها ستعمل علي دعم تنمية الأحزاب السياسية والمجتمع المدني وتقديم مساعدات اقتصادية من أجل التحول من الفترة الانتقالية إلي الاستقرار طويل الأمد والديمقراطية. ومن جانبه أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن المناداة بقيام ثورات في الشرق الأوسط تعطي مردودا معاكسا. مشيرا إلي أن موسكو مقتنعة بأن الدعوات للقيام بثورات تعطي مردودا معاكسا. وأضاف أن روسيا عاشت ثورات كثيرة, وهذا يكفي. مشيرا إلي أن الحل في الشرق الأوسط يتمثل في أن يقوم المجتمع الدولي بتشجيع جميع الأطراف المعنية في أزمة محددة إلي الحوار والبحث عن اتفاقات تناسب الجميع. وأكد لافروف أن الأهم في هذا الشأن عدم التدخل عبر الإسداء بالنصائح, التي تأخذ في بعض الأحيان طابعا حادا. وأشار لافروف إلي أن العقوبات أحادية الجانب ضد إيران تقوض العمل المشترك في إطار مجموعة33 ومجلس الأمن الدولي, لأنه عندما نتفق علي شيء ما فينبغي دعم الموقف المعتمد بشكل جماعي, وذلك فيما يتعلق بالسبل القانونية للضغط والتأثير. وأكد لافروف أن ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني يعتزم زيارة روسيا خلال العام الحالي تلبية لدعوة من الرئيس الروسي دميتري مدفيديف. وحذرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الحكومة الإيرانية من مغبة عدم تبني حرية الإنترنت والمطالب الخاصة بالمعارضين من مستخدمي الشبكة العنكبوتية, وقالت إن المسئولين الايرانيين إذا لم يكفلوا هذه الحرية فإنهم سيواجهون الانقلاب بسبب موجات الاضطرابات هناك. ونقلت صحيفة الجارديان البريطانية علي موقعها الإلكتروني علي شبكة الإنترنت عن كلينتون قولها- في الكلمة التي ألقتها امس أمام جامعة جورج واشنطن- إنه ليس هناك حل سحري أو برنامج إلكتروني يضع حدا للقمع علي الإنترنت لكنها تعهدت في الوقت ذاته بتقديم دعم الولاياتالمتحدة لإنهاء القيود علي استخدام الإنترنت الذي أصبح شائعا وسط المطالبات بالتغيير. وأضافت وزيرة الخارجية الأمريكية لا يمكن أن يفشل الكفاح ضد قمع الإنترنت. وإننا نسلك طرقا شاملة ومبتكرة تتناسب مع الدبلوماسية الخاصة بنا في التعامل مع التكنولوجيا تضمن تمكن المعارضين من الوصول إلي شبكات توزيع الأدوات والدعم المباشر. وامتدحت كلينتون المتظاهرين المناهضين للحكومة في إيران, واصفة الاحتجاجات التي ينظمونها بأنها بمثابة ميثاق يؤكد شجاعة الشعب الإيراني. من ناحية أخري أدانت إيران امس إدعاءات الأمين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو ضد الأنشطة النووية الإيرانية, مشددة علي أن الانشطة الايرانية تتم في إطار معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية. ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست قوله إن إيران شددت مرارا وتكرارا علي الطبيعة السلمية لانشطتها النووية التي تتم في إطار قواعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومعاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية. وأضاف مهمانبرست أن تلك الاجراءات حق لايران وكل الدول الأخري التي كانت ملتزمة بقواعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية, مشددا علي أن كل تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت أن البرامج النووية الايرانية لم تنحرف أبدا عن أهدافها السلمية. من جانبه أكد الجنرال سيرجي لوبوف قائد قوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية امس أن منظومة الإنذار الروسية عن الهجوم الصاروخي قادرة علي رصد إطلاق صواريخ باليستية إيرانية في حال توجهها نحو الدول الأوروبية, لكن إيران لا تمتلك اليوم مثل هذه الصواريخ. وقال لوبوف, في تصريح اليوم, إن وسائل الإنذار الروسية عن الهجوم الصاروخي تسمح بالتقاط الصواريخ الباليستية التي تم إطلاقها من قواعد الصواريخ الواقعة في الولاياتالمتحدة والصين وإيران وغيرها من الدول. وأضاف لوبوف إن موسكو تقوم برصد كل الصواريخ الباليستية التي يتم إطلاقها من القواعد الصاروخية التي تدخل في منطقة رصد محطاتنا.