تبني البرلمان الإيراني موقفا متشددا للغاية تجاه أحداث المصادمات الأخيرة ودعا الي توقيع عقوبات علي قادة المعارضة المسئولين عن المظاهرات التي شهدت سقوط قتلي. , ذلك في الوقت الذي واصلت فيه السلطات الأمنية اعتقالاتها في صفوف المعارضة ليصل عدد المعتقلين في أحداث طهران وأصفهان الي ألفي شخص. , وأدان بيان صادر عن البرلمان في ختام جلسة ساخنة ما سماه ب التعليقات المثيرة للاشمئزاز الصادرة عن حكومات غربية بشأن اعتقالات الأحد الماضي, واتهم أعضاء البرلمان المتظاهرين أنفسهم بأنهم معادون للدين وضد الثورة. ودعا علي لاريجاني رئيس مجلس الشوري الإيراني الي إنزال العقوبة القصوي علي من وصفهم ب المعادين للثورة الذين تظاهروا يوم الأحد الماضي, لكنه رأي أنه يجب التمييز بينهم وبين المعارضة الإصلاحية في النظام, ووجه لاريجاني تحذيرا جديدا الي قادة المعارضة, بقوله إن مجلس الشوري يريد أن توقف أجهزة المخابرات والسلطات القضائية أولئك الذين يهينون الديانة وتفرض عليهم العقوبة القصوي, خاصة الذين خربوا الممتلكات العامة, ولم يوضح لاريجاني خلال الجلسة ما يعنيه بعبارة عقوبة قصوي, لكنه أكد أن مجلس الشوري يميز بين الحركات السياسية التي تمثل اليسار في النظام والمناهضين للثورة. وقال ننتظر من هؤلاء السادة الذين اشتكوا من الانتخابات التي أدت الي إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد) أن ينفصلوا عن الحركة المفسدة, لا أن يأتوا مجددا بتصريحات تثقل الأجواء, ملمحا بذلك الي قادة المعارضة الذين يعترضون علي إعادة انتخاب نجاد, معتبرين أن الاقتراع شهد عمليات تزوير. واستمرارا للهجة التهديدات, اتهمت قوات الحرس الثوري الإيرانية في بيان لها وسائل الإعلام الأجنبية المعادية بشن حرب نفسية من أجل الاطاحة بالنظام السياسي في إيران, وأضافت أن هذه الوسائل وضعت أيديها في أيدي المعارضة من أجل الإضرار بمصالح الجمهورية الإسلامية. وفي تطور آخر, أفادت الأنباء الواردة من إيران بأن السلطات الأمنية اعتقلت صحفيين إيرانيين اثنين, هما شمس الواعظين والصحفي الناشط الحقوقي عماد الدين باقي, إضافة الي شقيقة المحامية شيرين عبادي الحاصلة علي جائزة نوبل للسلام عام2003, وعشرة آخرين من ناشطي المعارضة الإصلاحية في طهران وقم. وقالت شيرين عبادي في بيان نشر علي موقع المعارضة الالكترونية رهسبز أمس, إن شقيقتها نوشين عبادي تعرضت للاعتقال, معتبرة أنها محاولة لممارسة الضغط عليها, خاصة أن شقيقتها لا تمارس أي أنشطة سياسية, وأشارت أنباء أخري الي تعرض الزعيم الاصلاحي مهدي كروبي لاعتداء هو وأفراد أسرته من قبل عناصر النباسيج في أحد شوارع طهران. وكانت حملة الادانات الدولية بشأن ما جري في إيران قد تواصلت, حيث أدان الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشدة ما سماه ب حملة القمع العنيفة والظالمة التي تشنها طهران ضد المتظاهرين, مؤكدا للمعارضة أن التاريخ سيقف في صفها, وقال أوباما من هاواي في المحيط الهادي حيث يقضي اجازته إن الولاياتالمتحدة تنضم الي المجتمع الدولي في ادانته الشديدة للقمع العنيف والظالم للمواطنين الإيرانيين الأبرياء. وأضاف: ندعو الي الافراج عن كل الذين سجنوا ظلما في إيران, ووعد بالوقوف مع الإيرانيين خلال الأحداث الاستثنائية, التي تجري في بلدهم, مؤكدا ثقته في أن التاريخ سيكون الي جانب أولئك الذين يطالبون بالعدالة. وقال الرئيس الأمريكي أيضا, إن قرار القادة الإيرانيين بممارسة الحكم بواسطة الترهيب والطغيان لن يدوم, معتبرا أن هذا القرار تتخذه حكومات تخشي تطلعات شعبها أكثر من خوفها من أي دولة أخري. ومن جانبه, قال السيناتور الجمهوري جون ماكين الذي كان خصم أوباما في الانتخابات الرئاسية الأخيرة, إن العنف في ايران مستمر.. أين الإدارة؟, مؤكدا ضرورة الوقوف الي جانب الشعب الإيراني. وفي لندن, أكد وزير الخارجية البريطانية ديفيد ميليباند أن مقتل ثمانية أشخاص علي الأقل في الاشتباكات التي وقعت خلال إحياء ذكري دينية تستدعي التأمل, في إشارة الي ذكري عاشوراء يوم الأحد الماضي, وأضاف أن عمليات القتل هي دليل آخر علي كيفية تعامل النظام الإيراني مع الاحتجاجات. ومن جهتها, رأت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل أن قمع قوات الأمن الإيرانية للمتظاهرين غير مقبول, وأعلن متحدث باسم الخارجية الفرنسية أن فرنسا تعتبر أن تفاقم العنف لا يؤدي الي نتيجة, في قمع المتظاهرين المعارضين في إيران, أما روسيا التي تقيم علاقات جيدة مع إيران فقد عبرت هي أيضا عن قلقها إزاء الاضطرابات ودعت الي ضبط النفس. وفي باريس, دعت مريم رجوي رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الجماعة الإيرانية المعارضة في المنفي التي يوجد مقرها في فرنسا الي فرض عقوبات دولية علي الحكومة الإيرانية بعد الأحداث الأخيرة, وعلي صعيد الملف النووي الإيراني, صرح رامين ميهمانباراست الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية خلال لقائه الأسبوعي مع الصحفيين, بأن إيران منفتحة علي مبادلة اليورانيوم قليل التخصيب في الخارج, لكنها تريد أن يتم هذا التبادل علي مراحل. ومن فيينا مصطفي عبدالله: طالب دبلوماسي اسرائيلي في الوكالة الدولية للطاقة الذرية بفيينا, المجتمع الدولي بتشديد الضغوط علي إيران لحل القضية النووية, مؤكدا عدم استبعاد استخدام القوة ضد طهران لدفعها الي هذا الحل.