لقي211 سودانيا مصرعهم وأصيب109 في أعنف معارك بين الجيش الشعبي لتحرير السودان وقوات الجنرال المنشق جورج أطور منذ اجراء الاستفتاء علي مصير جنوب السودان الذي أظهر تأييد98.2% من الجنوبيين للانفصال عن الشمال. يأتي ذلك في وقت نفت فيه واشنطن عقدت قنصيلتها في جوبا اجتماعا مناوئة للخرطوم فيما أعربت فرنسا عن أسفها لمنع منظمة أطباء بلا حدود من العمل في دارفور. وأعلن وزير الشئون الإنسانية بحكومة جنوب السودان جيمس كوك امس, أن هجمات شنتها ميليشيا منشقة في ولاية جونجلي الغنية بالنفط في الجنوب أسفرت عن سقوط211 قتيلا واصابة109 معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال وقساوسة, وهو ما يمثل ضعف تقديرات سابقة لعدد الضحايا. وأضاف كوك أن الأرقام التي ذكرها لا تتضمن عدد الضحايا في صفوف الميليشيات المتمردة وقال جيش جنوب السودان إن قوات موالية للجنرال أطور وهو ضابط جيش كبير سابق تمرد بعد هزيمته في انتخابات أجريت العام الماضي شنت سلسلة من الهجمات في جونجلي الأسبوع الماضي. واصل المكتب السياسي للحركة الشعبية لتحرير السودان اجتماعاته في جوبا لليوم الثالث علي التوالي, وذلك لمناقشة جملة من القضايا أبرزها استراتيجية الحركة للتعامل مع تنفيذ ما تبقي من بنود اتفاقية السلام الشامل. من جانب آخر, قال الامين العام للحركة الشعبية, باقان اموم, إن الحركة وضعت عدة محاور لحفظ الامن في جنوب السودان وحماية المواطنين خلال الفترة المقبلة. وأوضح في تصريح صحفي أن المحاور تشمل الدخول في مفاوضات مع الاحزاب السياسية المعارضة والمليشيات المتمردة بما فيها حركة المنشق جورج اطور التي خاضت معارك مؤخرا مع الجيش الشعبي في ولاية جونجلي بجنوب السودان. من ناحية أخري نفت السفارة الأمريكية في الخرطوم امس عقد القنصل الأمريكي بجوبا باري والكي اجتماعات مناوئة للدولة السودانية. وتلقت وزارة الخارجية السودانية نفيا من السفارة بشأن ما تردد عن عقد القنصل الأمريكي اجتماعا مع قيادات بالحركة الشعبية وقيادات شمالية لها ارتباط بالحركة لمناقشة استراتيجية لتغيير بنية الدولة السودانية, والتآمر علي السودان. وقال خالد موسي الناطق الرسمي باسم الخارجيةالسودانية إن السفارة أكدت التزام أمريكا بوعودها للسودان وإنفاذ التفاهمات التي تمت بين المسئولين في البلدين وهي ضرورة استتباب الأمن والاستقرار بين الشمال والجنوب وحل القضايا العالقة لاسيما وأن الولاياتالمتحدة بدأت إجراءات مراجعة اسم السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب. وفي رده علي سؤال حول مدي قبول الجانب السوداني للرد الأمريكي, أكد الناطق أن وزارة الخارجية وأجهزة الدولة الأخري تتابع أي نشاط يخل بالتفاهمات والاتفاقات التي تمت في هذا الصدد, موضحا أن بلاده ستتخذ الإجراءات المناسبة حيالها متي دعت الضرورة إلي ذلك. وأعربت فرنسا امس عن اسفها إزاء قرار حاكم ولاية دارفور الجنوبية طرد منظمة اطباء بلا حدود من المنطقة التي تعمل بها منذ عام2008 لتقديم الخدمات الطبية للسكان, مشيرة إلي أن القرار يمنع السكان من الحصول علي الخدمات الطبية اللازمة لهم. وأكدت في بيان صادر عن وزارة خارجيتها, قلقها البالغ إزاء تدهور الأوضاع الامنية والإنسانية في دارفور, مشيرة إلي أنه لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للأزمة في دارفور سواء من جانب الحكومة السودانية أو من جانب حركات التمرد. ودعت فرنسا مجمل الأطراف إلي سرعة إبرام اتفاق في إطار محادثات السلام بالدوحة والتي تجري تحت رعاية الوساطة المشتركة للاتحاد الافريقي والامم المتحدة. وكان وفد الحكومة السودانية توجه امس إلي العاصمة القطرية الدوحة وفد حكومة السودان لمفاوضات سلام دارفور برئاسة د.أمين حسن عمر. وقال عمر- في تصريحات لدي مغادرته مطار الخرطوم- إن الوفد الحكومي يذهب إلي الدوحة انطلاقا من حرصه علي تحقيق السلام وإيجاد تسوية شاملة لقضية دارفور بناء علي طلب الوساطة القطرية.