اعتبر وزير الخارجية السودانية والمرشح لانتخابات الرئاسة في جنوب السودان لام اكول أن الدعوات إلي انفصال جنوب السودان عن شماله انتحار يضع المنطقة التي تشهد تناميا متجددا للعنف القبلي أمام خطر الصوملة . يأتي ذلك في وقت اعلنت فيه6 حركات مسلحة في دارفور اندماجها في حركة واحدة للتفاوض مع الحكومة.وقال اكول لمجموعة من الصحفيين في الخرطوم إنه بالنظر إلي الضعف الراهن لحكومة الجنوب فإن أي دعوة للانفصال ستكون بمثابة انتحار.. مضيفا انه في الوقت الراهن, وفي ظل وجود الأعمال العدائية في الجنوب, والنزاعات بين القبائل, والنزاعات حتي ضمن القبيلة الواحدة, فإن أي دعوة للانفصال ستكون دعوة لصوملة جنوب السودان. ومن المقرر ان يقود اكول ائتلافا يضم عددا من الأحزاب الجنوبية الصغيرة, في وجه سلفا كير, مرشح الحركة الشعبية لتحرير السودان إلي الانتخابات الرئاسية الجنوبية, وكان كير قد أعلن تأييده لاستقلال جنوب السودان الذي يتمتع حاليا بحكم شبه ذاتي. يذكر أن العلاقات بين حزب اكول وحزب كير متوترة للغاية, حيث منعت الحركة الشعبية لتحرير السودان اكول من ممارسة أي نشاط سياسي في الجنوب متهمة اياه بقيادة حزب لا يعدو كونه فصيلا مسلحا مدعوما من الخرطوم هدفه الوحيد زعزعة الاستقرار في الجنوب, غير أن المحكمة الدستورية, وهي أعلي هيئة قضائية في السودان, سمحت لأكول ولحزبه أمس الاول بممارسة الأنشطة السياسية في الجنوب. في تلك الاثناء أعلنت الحركة الشعبية لتحرير السودان التغيير الديمقراطي انها لن ترشح أحدا في الانتخابات الرئاسية السودانية, وقد سبق لها أن اعلنت دعمها للرئيس عمر البشير, الملاحق بموجب مذكرة توقيف دولية أصدرتها بحقه المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب وأخري ضد الانسانية في اقليم دارفور غرب البلاد. وانشق اكول عن الحركة الشعبية لتحرير السودان, وهي حركة تمرد جنوبية سابقة, في عام2009, وأسس حركة خاصة به تحت اسم الحركة الشعبية لتحرير السودان التغيير الديمقراطي. في هذه الاثناء شكلت حكومة الجنوب فريقا لمتابعة تنفيذ إجراءات الاستفتاء علي تقرير المصير برئاسة رياك مشار نائب رئيس حكومة الجنوب, وقال لوكا بيونق وزير شئون رئاسة حكومة الجنوب, إن عمل الفريق سيمتد الي ما بعد الاستفتاء لبحث الترتيبات اللازمة لتلك المرحلة, لاسيما في حال ترجيح خيار الانفصال. وأوضح بيونق أن الفريق سيراعي فيه تمثيل القوي السياسية كافة في الجنوب. يأتي ذلك في وقت أكدت فيه قوي الإجماع الوطني إعلان جوبا أمس مشاركتها في الانتخابات المقبلة عدا حزب البعث العربي الاشتراكي, فيما رجحت تبني خيار تأجيل الانتخابات الي نوفمبر المقبل في حال عدم إجراء ما أسمته بالإصلاحات في السجل الانتخابي وقوانين التحول الديمقراطي. من ناحية اخري, أعلن زعماء ست حركة مسلحة في إقليم دارفور غربي السودان عن اندماج حركاتها في حركة واحدة أطلقوا عليها اسم جيش تحرير السودان القوي الثورية, وذلك بهدف التفاوض مع الحكومة السودانية بصوت واحد. وجاء هذا الإعلان عقب الاجتماع الذي عقدته هذه الحركة في العاصمة الليبيبة أمس الأول بحضور وزير الخارجية الليبي موسي كوسا والمبعوث الفرنسي إلي منطقة دارفور وعدد من أعضاء السلك السياسي المعتمدين لدي ليبيا.