استعرت حرب الطرق وبلغت أشدها وتحولت الطرق الصحراوية الي كتلة من اللهب وبرك من الدماء, التي سالت من الضحايا والمصابين ولا عزاء للإهمال.. فقد دفع الاهمال والاستهتار والفهلوة ب75 من أرواح أبناء الوطن ما بين الموت بين أنياب الأقفاص الحديدية, وما بين مصاب أفلت من بين تلك الأنياب التي لا ترحم وتحول الإنسان الي أشلاء. وعلي الرغم من التحذيرات التي تطلقها أجهزة الدولة بمراعاة معدلات السرعة المسموح بها في أوقات الشبورة, إلا أن هناك نفرا من السائقين يضربون بتلك التحذيرات عرض الحائط ولا يعلمون أنهم يحملون أرواحا استيقظت وهرولت وسعت لاكتساب قوت يومها, إلا أنها استيقظت علي كابوس مروع. عاينت النيابة العامة مساء أمس موقع الحادث الأليم الذي شهده طريق الجيش الصحراوي الشرقي أسيوطالقاهرة في الاتجاهين بالقرب من حدود محافظة بني سويف عند حدود الكريمات وراح ضحيته39 قتيلا وجريحا بينهم6 جثث متفحمة تماما وطالبت النيابة من المهندس الفني والبحث الجنائي تقريرهما وتحرياتهما عن الحادث وانتداب الطب الشرعي لأخذ عينات من الجثث للتعرف علي الحمض النووي لهم كما انتقل رجال النيابة لمستشفي بني سويف الجامعي لسماع أقوال المصابين ومناظرة جثث المتوفين. وكان طريق الجيش الصحراوي الشرقي الكريمات شهد حادث تصادم مروعابين25 سيارة متنوعة نقل وأجرة وملاكي علي بعد500 متر جنوبامن بوابة الكريمات ما أدي لمصرع17 شخصا بينهم6 جثث متفحمه وإصابة22 وتم نقل5 جثث لمستشفي أطفيح وبقيه الجثث الي مستشفي بني سويف الجامعي والعام مع جميع المصابين. كانت مديرية أمن بني سويف تلقتإخطارا من إدارة شرطة النجدة, ببلاغ حادث مروع, بالطريق الصحراوي الشرقي قبل بوابة الكريمات ووجود أعداد كبيرة من المتوفين والمصابين, وانتقلت سيارة الإسعاف والمرور لموقع البلاغ. وتبين من التحريات الأولية للمباحث الجنائية أن الحادث جاء نتيجة الشبورة المائية الكثيفة وإنعدام الرؤية, فضلا عن عدد إلتزام السائقين بمعدلات السرعة المسموح بها في أوقات الشبورة. وقامت معدات إدارة المرورو بإزالة آثار الحادث مع إيقاف السير في الطريق بالاتجاهين لحين رفع آثار الحادث وإرتفاع معدلات الرؤية عقب جلاء الشبورة. ومن جانبه, أكد العميد حسام الشايب ل الأهرام المسائي أنه قام بإغلاق الطرق المؤدية لطريق الجيش قبل وقوع الحادث لمنع السيارات من السير بسبب إبلاغه بوجود شبورة كثيفه بطول الطريق لذا خلا القتلي والمصابون من قاطني مدينة بني سويف في اتجاه الذهاب واقتصروا علي اتجاه الإياب أي القادمون من القاهرة. وصرح الدكتور جمال الجوهري, وكيل وزارة الصحة ببني سويف, بأن المتوفين هم محمد تمام كمال غياضة بني سويف وسعيد هاشم سليمان ناصر بني سويف وفتحي محمد أحمد تزمنت الشرقية بني سويف فضلا عن6 جثث يصعب التعرف عليها لتفحمها و8 متوفين تم نقلهم لمستشفي أطفيح المركزي. والمصابون هم: محمد عبد العظيم38 سنة بيلفيا بني سويف ونبيل ربيع عبد الرازق منشأة عاصم بني سويف ومحمد صلاح محمد41 سنة بني سويف وهاني عيد عمر38 سنة الجيزة وحسن سعيد عبد الله35 سنة الفشن وياسر سيد محمد29 سنة الفشن ومحمد نصر تمام20 سنة غياضة ببا بني سويف ومحمد جمال شحاته20 سنة غياضة ببا بني سويف, وأيضا: محمد عمر عرابي41 سنة الجيزة وصلاح خلف عبد الله32 سنة أسيوط وأبوبكر محمد شوقي35 سنة المنيا وأحمد محمد حسن29 سنة أسيوط وسعيد ربيع علي29 سنة أسيوط41 سنة المنيا وجمالات محمد إبراهيم50 سنة أسيوط ومحمود محمد حسن8 سنوات أسيوط وجمال محمد عزوز53 سنة بني سويف وعزوز جمال علي7 سنوات بني سويف وهناء عبد العال محمد40 سنة بني سويف ووفاء جمال علي15 سنة بني سويف وشعبان سيد أحمد45 سنة بني سويف ومحمد أحمد حمدي52 سنة أسيوط. فيما قال الدكتور منصور حسن عميد كلية الطب جامعة بني سويف رئيس مجلس إدارة المستشي الجامعيإن المستشفي الجامعي استقبل3 وفيات و22 مصابا في حادث تصادم عشرات السيارات بالقرب من بوابة الكريمات علي علي طريق الجيش الصحراوي الشرقي الذي وقع أمس بسبب الشبورة المائية. وأضاف تم إيداع الجثث مشرحة المستشفي ونقل بعض المصابين إلي قسم الرعاية وآخرين خضعوا لاستكشاف بالبطن للتأكد من عدم وجود نزيف داخلي بينما غادر4 من المصابين المستشفي بعد تضميد جروحهم السطحية, لافتا إلي رفع حالة الاستعداد بالمستشفي والاستعانة بمعظم الأطباء في كافة التخصصات لتقديم الرعاية الطبية اللازمة للمصابين. وأكد العديد من المصابين من الذين سمحت حالتهم بالتحدث, أن الشبورة كانت مثل القماش الأبيض الذي التف حول أعين الجميع وأصبحنا لا نري حتي أمامنا ورغم ذلك كان قائدو السيارات يصرون علي القيادة بسرعة فحدثت الكارثة التي لا أعرف لها أي تفاصيل حيث استيقظت لأجد نفسي علي سرير المستشفي. كما أكد أحد المصابين من الشهود العيان, أن سيارة نقل بمقطورة كانت هي الشرارة الأولي للكارثة, حيث اصطدمت بسيارة أجرة ميكروباص وتبدأ الكارثة التي حولت الطريق الصحراوي لكتلة من اللهب عقب انفجار سيارات وتحولت جنبات الطريق لبرك من الدماء التي سألت من الضحايا والمصابين. وصرح الدكتور أبو الخير محمد زكي مدير عام إقليم قطاع الاسعاف بشمال الصعيد, بأن الحادثالذي راح ضحيته أكثر من17 متوفي و22 مصابا وقع علي بعد500 متر جنوب بوابة الكريمات علي الطريق الصحراوي الشرقي بني سويف حلوانوأن هناكحوالي أكتر من25 سيارة اصطدمت ببعضها البعض بسبب الشبورة الصباحيةمابين نقل وأجرة وملاكي بمختلف أنواعها وهناك بعض السيارات والجثث تفحمت تماما. وقال مدير الإسعاف انتقلت أكثر17 سيارة إسعاف, نقلنا22 مصابا وجثة واحدة لمستشفي الجامعة ببني سويف وكذلك تم نقل6 جثث للمستشفي العام و8 جثثلمستشفي أطفيح, كما أن هناكمصابين توفيا في المستشفي العام.
