قضية الارهاب الديني تعد واحدة من أبرز القضايا الرئيسية التي برزت في السياسة العالمية منذ أوائل عام2000 وبدلا من الحرب الباردة جاءت الحرب علي الارهاب عقب هجمات سبتمبر2001 لتمثل سببا جديدا للدمار وزعزعة الاستقرار في العالم الثالث خاصة في الشرق الاوسط وشمال إفريقيا. وكانت الحرب علي الارهاب ولاتزال فرصة لاعادة تشكيل السياسة العالمية والاقتصاد السياسي في مشروع مفتعل للهيمنة الرأسمالية للغرب وبالطبع تأتي الولاياتالمتحدةالامريكية في مقدمة هذه الدول. وظلت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها الاوروبيون يرون أن في دمار أفغانستانوالعراق وباكستان جزئيا أمرا عادلا ردا علي هجمات سبتمبر الارهابية! هذه اللعبة الغربية أسفرت عن الارتفاع الحالي لما يسمي تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام( داعش) بعد تآكل الجزء الاكبر من تنظيم القاعدة الذي أسسه أسامة بن لادن مما كشف عن أن الارهاب يلقي دعما يضمن له الاستمرار من قبل السياسة الرأسمالية العالمية وسوف تستمر عجلة الارهاب طالما ظلت النظم الرأسمالية الغربية في الحكم. الامبريالية الغربية حاولت افشال ثورات الربيع العربي التي بدأت قبل5 أعوام في الشرق الاوسط وشمال افريقيا وتوجيهها بما يحقق مصالحها وذلك وفقا لموقع( جلوبال ريسيرش) وذلك بمساعدة العديد من قوي الظلام المحلية التي تندرج تحت مسمي( المعارضة). وتحولت سوريا الي مسرح للسياسة الامبريالية ومختبر للقوي الكبري وكانت النتيجة اكثر من250 ألف قتيل ونحو ربع السكان يعانون التشرد والدمار الاجتماعي والاقتصادي ويتزامن ذلك مع تسليح وانبات تنظيم( داعش) الارهابي ومستنسخاته من التنظيمات والميليشيات الارهابية الاخري التي تحمل نفس اللافتة ولكن تحت مسميات مختلفة, مما أسفر عن عودة الوجود الامريكي إلي العراق مرة أخري. في ليبيا تم زعزعة الاستقرار من قبل الامبريالية الغربية وقتل معمر القذافي, وعقب الثورة الليبية فتحت تصدعات ليس في ليبيا فقط ولكن في جميع أنحاء إفريقيا ايضا, وبينما تقود تفكك ليبيا أصبحت الولاياتالمتحدة ضحية لهذا التفكك مع مقتل دبلوماسييها قبل نحو ثلاث سنوات. صعود بوكو حرام في نيجيريا لا يمكن تفسيره خارج مخطط الاقتصاد السياسي العالمي, والتاريخ السياسي في نيجيريا. فمنذ عام2009, أصبحت جماعة بوكو حرام ميزة في صياغة السياسات بنيجيريا. في عام2015, أصبحت بوكو حرام عاملا رئيسيا في المناقشات الانتخابية والسياسة, ومنذ أول ظهور لها في عام2010, لقي أكثر من17 ألف شخص مصرعهم, وشرد أكثر من1.5 مليون شخص في حين أن ما قيمته مليار دولار من الممتلكات وأموال الدولة أهدرت في دحر هذه الجماعة الارهابية. ولكن هذه الأنواع من الخسائر ليست جديدة علي نيجيريا, فوفقا لمجموعة الأزمات الدولية(ICG), بين عامي1999 و2002 خسرت نيجيريا أكثر من8 آلاف شخص بسبب الصراعات الطائفية والدينية ذات الصلة, في حين أن خسرت أكثر من14 ألف شخص في الصراعات الطائفية والعرقية والدينية في ست سنوات منذ عام.1999 أن حكومة بوهاري بنيجيريا حاليا, تماما مثل الحكومة السابقة قد تستخدم قضية بوكو حرام كأداة سياسية ودعائية لتعزيز شعبيتها الحكومة بينما لا تقدم برنامجا واضحا لمواجهتها بما يكشف إن الطبقة السياسية البرجوازية لا تزال تستخدم بطاقة العرقية لكسب التأييد.. وذكر موقع( جلوبال ريشيرش) ان الحكومات الامبريالية الغربية أسهمت في انبات الارهاب في جميع أنحاء العالم مما يجعل مواجهته مهمة شاقة قد تستغرق أعواما طويلة.