في ايام قلائل تغيرت مصر بإرادة شعبية فرضت نفسها ولم يكن في الإمكان وقفها او رفضها.. فكان الامتثال لان الشعب يبقي في بداية الامر ونهايته مصدر الشرعية الوحيد..وحظي سلوك الشارع المصري بمتابعة واهتمام العالم بشكل لم يسبق له مثيل. حيث تخطت ساعات البث المباشر لميدان التحرير وبقية الميادين والشوارع كل الارقام القياسية, ليس فقط لاهمية الحدث وانما انبهارا بنموذج جديد ومختلف عن الثورات المعروفة في التاريخ. وكانت سلمية المظاهرات وابتعادها عن العنف والتخريب السلاح الاقوي الذي قاد لانتصارها. لم يكن ممكنا استمرار مصر ولو ليوم واحد في تلك الاجواء المضطربة التي تحمل فيها ابطال القوات المسلحة المسئولية باقتدار وحكمة نالت الاحترام والتقدير في الداخل والخارج واضافت صفحة ناصعة الي السجل المشرف للمؤسسة العسكرية المصرية بعد ان اثبتت الاحداث انها الدرع والحصن الحصين الحامي للوطن ولمصالحه العليا. لقد بدأت مصر عهدا جديدا يتطلب سلوكا يتفق مع حجم الحدث والاحلام الكبيرة والمشروعة لهذا الشعب الذي تتدفق في شرايينه الان الدماء المتدفقة للشباب المتطلع لنهضة كبري لاتقل عن مثيلاتها في الدول المتقدمة. ومن اجل تحقيق هذه الغايات والاهداف النبيلة يجب علينا جميعا الارتفاع فوق اية خلافات والنظر الي المستقبل بكل الجدية المطلوبة والتفاؤل بان مصر تستطيع اللحاق بركب التقدم اذا ما تم الاستغلال الامثل لمواردها والاستفادة القصوي من طاقات أبنائها في اطار يحكمه العدل الاجتماعي والالتزام الاخلاقي الذي يدين بلا تردد الانحراف ايا كان صاحبه ويرفض الانزلاق الي اضاعة الجهد والوقت في ملفات الماضي باستثناء الحالات التي تأخذ مجراها القانوني وفق ادلة وبراهين ثابتة.. المصري الجديد هو الذي ينظر اليه العالم وينال اعجابه ودهشته.. وعلينا ان نحافظ علي ذلك. muradezzelarab@hotmailcom