استيقظ سمير الخمسيني كعادته مبكرا وتناول افطاره وسط عائلته وبعد انصراف أبنائه إلي مدارسهم ارتدي ملابسه وودع زوجته للحاق بعمله باحدي شركات التأمين وبعد مرور نصف ساعة وصل إلي مقرها واستقر داخل مكتبه لمباشرة عمله الذي اعتاده يوميا إلا أنه كان منشغلا طوال يومه في كيفية تدبير المال اللازم للإنفاق علي أسرته الصغيرة ومتطلباتها التي تتزايد يوما بعد الاخر والتي اضطر معها إلي الاستدانة من أقاربه حتي تكالبت عليه الديون. عاد الموظف الي منزله يفكر في طريق تدر عليه المال ليزيد من دخله ويسدد ديونه إلا ان كل الطرق كانت مسدودة أمامه مما اثر علي حالته النفسية واصابه بالاكتئاب ولاحظ اغلب زملائه في العمل تغير حاله. حاول الرجل التغلب علي ظروفه المعيشية السيئة التي ألمت به بأي طريقه ولو بالتحايل والطرق الملتوية حتي حكم عليه ب3 احكام حبس جزئي شيك بإجمالي3 سنوات وكانت تلك الواقعة بداية لاتخاذه طريق الحرام حيث اشاع وسط زملائه بشركة التأمين قدرته علي إنهاء مصالحهم لعلاقته المتشعبة ببعض القيادات في محاولة للنصب عليهم والحصول علي اموالهم بدون ادني مجهود. وصل إلي مسامع إحدي زميلاته بشركة التأمين تدعي فتحية بإمكانياته وقدراته غير المحدودة في إنهاء المصالح حيث ادعي في احدي المرات أمامها بعلاقته القوية بأحد اللواءات الكبار بكلية من الكليات العسكرية فتذكرت فتحية قريبها ويدعي أنور و الذي كان دائم الإلحاح عليها كعادة اهل الريف بحاجته لالحاق ابنه محمد باحدي الكليات وانه في امكانه دفع اي مبالغ مالية لتحقيق حلم نجله الذي يراوده منذ نعومة أظافره. طلبت فتحية من زميلها في العمل سمير التوسط لدي القيادة التي علي علاقة بها لتسهيل اجتياز ابن قريبها كشف الهيئة بالكلية سال معها لعاب سمير واشترط حصوله علي مبلغ125 الف جنيه من قريبها كبداية و125 الفا اخري بعد التحاقه بها وقامت فتحية بتعريفهما ببعض حيث تعددت اللقاءات بينهما وتمكن سمير من استمالته وتحصل منه علي مبلغ90 ألف جنيه. وبعد مرور عدة أيام تقدم محمد لاختبار كشف الهيئة بالكلية العسكرية حالما بارتداء البذلة العسكرية وتحقيق حلم حياته إلا أن الصدمة الكبري كانت في انتظاره بعد أن فشل في النجاح واجتياز الاختبار وأيقن والده بقيام سمير بالنصب عليه وحاول استرداد المبلغ المالي الذي قام بدفعه إلا أن سمير كان دائم التهرب منه ومماطلته في رد المبلغ بعد ان تصرف فيه بإنفاقه في سداد ديونه. كان اللواء هشام العراقي مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة قد تلقي اخطارا من نائبه اللواء محمود خلاف يفيد بورد بلاغ من أنور لطفي48 سنة حاصل علي دبلوم ومقيم قرية شنوان مركز شبين الكوم- منوفية بقيام مراقب عام بشركة تأمين ومقيم بمنطقة مصر القديمة بإيهامه بأنه علي صلة بكبار المسئولين وقدرته علي إلحاق ابنه محمد لطفي عبده باحدي الكليات العسكرية واستولي منه علي مبلغ90 ألف جنيه. تم تشكيل فريق بحث اشرف عليه اللواءان عبد العزيز خضر مدير إدارة المباحث الجنائية واللواء أيمن لقيه مدير إدارة مكافحة جرائم الأموال العامة ضم ضباط مباحث الإدارة للقبض علي المتهم. بعد تقنين الإجراءات وعقب استصدار إذن من النيابة وبإعداد الأكمنة الثابتة والمتحركة في الأماكن التي يتردد عليها وبالقرب من محل سكنه تمكن ضباط إدارة مكافحة جرائم الأموال العامة وبصحبتهم القوة المرافقة من ضبطه. بمناقشته إعترف بارتكاب الواقعة وأقر بقيامه بإنفاق المبلغ المالي علي متطلباته الشخصية لمروره بضائقة مالية. تم تحرير محضر للمتهم وباخطار اللواء خالد عبد العال مساعد أول الوزير لأمن القاهرة أمر بإحالته للنيابة التي تولت التحقيق.