فرحة غامرة انتابت الآلاف من قائدي الشاحنات والنقل الثقيل العاملين بين سيناء وجميع محافظات الجمهورية عبر ضفتي قناة السويس عقب الإعلان رسميا عن قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بإعادة افتتاح كوبري السلام أمام حركة العبور اليومي المعتاد اعتبارا من اليوم الثلاثاء وذلك بعد4 سنوات علي إغلاقه لأسباب أمنية متعلقة بتأمين العبور بالمجري الملاحي لقناة السويس. ووجه السائقون وملاك ومستخدمو الشاحنات والنقل الثقيل, الشكر والتقدير للسيد الرئيس علي قراره الذي جاء لينهي مأساة التكدس علي ضفتي القناة أمام معديات بورسعيد والقنطرة من أجل العبور ذهابا وإيابا لنقل البضائع والمواد الخام من الوادي إلي سيناء وبالعكس.. وهي الأزمة التي تفاقمت خلال العامين الماضيين ولم تفلح محاولات تدعيم مرفق معديات هيئة قناة السويس بمعديات جديدة في إيجاد حلول عاجله لها. وفي لقاءات ل الأهرام المسائي بعدد من قائدي الشاحنات المكدسة أمام معدية شرق التفريعة أمس أعرب الجميع عن سعادتهم البالغة بقرار الرئيس والذي أعلنه اللواء كامل الوزيري رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة خلال جولته التفقدية لمشروعات منطقة شرق بورسعيد أمس. وقال عبد الله اسماعيل سائق من الغربية إن فتح الكوبري أمام حركة النقل الثقيل القادمة من مدن سيناء الرئيسية كالعريش ورفح والعكس سينهي الانتظار الطويل أمام المعديات, مشيرا إلي الضرر المادي البالغ الذي لحق بجميع السائقين والمشغلين والمستخدمين نتيجة طول زمن الرحلة ما بين سيناء وبقية المحافظات وأضاف أن الأسمنت والملح والمواد الخام والفاكهة الصيفية تمثل الكم الأكبر للبضائع التي يتم نقلها بين ضفتي القناة ويؤثر تكدس الشاحنات خاصة في الموسم الصيفي علي انتظام حركة العبور الضعيفة عبر المعديات ومن ثم علي اقتصاديات بيع وشراء تلك المواد علاوة علي تلف الفاكهة( الخوخ السيناوي) لطول الانتظار. ويؤكد السيد عبد الرحمن سائق شاحنة من الدقهلية أن الجميع مدين بالشكر للرئيس بعد قراره المهم في هذا الشأن الاقتصادي. مشيرا إلي أن كل سائق كان يحتاج لأكثر من3 أيام يقضيها في العراء داخل طابور الانتظار الذي يصل طوله إلي15 كيلو مترا أحيانا للوصول لمعدية شرق التفريعة وما يترتب علي ذلك من خسائر مالية كبيرة علاوة علي معاناة السائقين أنفسهم جراء عدم وجود أي رعاية أو خدمات خلال فترة الانتظار الطويلة( أكثر من72 ساعة) وحالات سقوط بعض الشاحنات علي بوابات معدية التفريعة للتحميل الزائد ولأسباب فنية أخري تتعلق بالمعديات. فيما استقبل أهالي سيناءوالعريش قرار إعادة تشغيل كوبري السلام علي قناة السويس بفرحة شديدة سواء المواطنون أو التجار حيث اتفق الجميع علي أنه سينهي معاناة المواطنين خلال سفرهم إلي مدينة القاهرةوالإسماعيلية وكذلك التجار الذين كانوا يحتاجون إلي عدة أيام لتوصيل بضائعهم مما يزيد التكلفة الفعلية للسلعة وبالتالي يتحملها جمهور المستهلكين. وعن هذا القرار يقول المواطن محمد حسن إنه لديه طفلة أصيبت بالسرطان منذ فترة واستلزم علاجها التواجد بشكل مستمر في مدينة القاهرة ولم تكن تتحمل عذاب السفر خاصة أننا نمكث علي المعدية لأكثر من7 ساعات متواصلة مما جعلنا نهمل في علاجها أما الآن فإن الأمل والبسمة عادت إلينا من جديد مع فتح الكوبري الذي سيوفر الوقت بشكل كبير. والوضع لم يختلف بالنسبة لتجار سيناءوالعريش حيث يقول عبد الله قنديل رئيس الغرفة التجارية بشمال سيناء إن إغلاق الكوبري كان قد أثر بالسلب علي التجار والمستهلكين خاصة أن سيارات النقل والشحن تمكث عدة أيام وبالتالي زيادة تعريفة النقل إلي خمسة أضعاف يتحمل التاجر جزءا منها والمواطنون جزءا آخر فارتفعت أسعار السلع عن باقي أنحاء الجمهورية بشكل ملحوظ. فيما يقول ممدوح البيك أحد التجار بشمال سيناء إن هذا الأمر سيفتح الباب أمامنا إلي توفير الوقت والاقتصاد أيضا خاصة أن نولون النقل سينخفض حيث كنا نتحمل مبالغ إضافية لوقوف الشاحنة عدة أيام أمام معديات القناة أما الآن فإن التكلفة بالطبع ستنخفض وسيؤثر هذا الانخفاض علي المواطن بالإيجاب. ومن ناحية أخري كان المهندس إبراهيم محلب مستشار الرئيس للمشروعات القومية الكبري واللواء كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة يرافقهما اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد تفقدوا مواقع المشروعات القومية الكبري بمنطقة شرق بورسعيد وعلي رأسها مناطق إنشاء الأرصفة الإضافية الجديدة للميناء المحوري ومحطة الحاويات(3 أرصفة), ومنطقة الحفر لأنفاق سيناء الجديدة بالكيلو17 شرق بورسعيد, والمنطقة الصناعية واللوجستية التي تمثل الظهير الحيوي لميناء شرق بورسعيد الجديد علاوة علي الأراضي المخصصة للمدينة المليونية وخلال الجولة كشف رئيس الهيئة الهندسية عن عزم القوات المسلحة إضافة كوبري عائم ملاصق لكوبري السلام يخصص لمرور الشاحنات الفارغة المتجهة من الوادي لسيناء علي أن يستخدم سائقو الشاحنات المحملة القادمة من سيناء للوادي كوبري السلام. وقال إن الهيئة علي وعدها مع الرئيس بشأن زمن تنفيذ مشروعات المنطقة بالكامل,مشيرا إلي معدلات التنفيذ القياسية لأرصفة الميناء المحوري. فيما تفقد محلب والوزير يرافقهما اللواء ياسين طاهر محافظ الإسماعيلية في وقت سابق أمس أعمال حفر الأنفاق الجديدة أسفل قناة السويسبالإسماعيلية للوقوف علي حجم الأعمال الجارية بها والموعد الزمني لافتتاحها والتنسيق الدائم بين الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وكل الوزارات المعنية في هذا الشأن. وقال المحافظ إن العمل يجري علي قدم وساق في مشروع حفر الأنفاق التي تصل بين الضفتين الغربية والشرقية لقناة السويس وموعد الانتهاء منها تمهيدا لافتتاحها الرسمي أمام حركة عبور السيارات. وأضاف أن المهندس إبراهيم محلب تابع بنفسه ما تم من إنجازات في أعمال حفر الأنفاق والجهد المبذول من العاملين في إتمام هذا العمل التنموي الكبير والذي ينقل مصر لآفاق اقتصادية رحبة في السنوات القليلة المقبلة علي أقصي تقدير. وأشار محافظ الإسماعيلية إلي أنه ستتم إعادة افتتاح كوبري السلام أعلي قناة السويس بناء علي توجيهات رئيس الجمهورية من اليوم لكي يقضي علي الازدحام الرهيب في محيط المعديات علي ضفتي القنطرة غرب وشرق خاصة في أوقات الذروة. وأوضح أن رجال القوات المسلحة بالتنسيق مع الشرطة وهيئة قناة السويس قادرون علي حماية كوبري السلام وتشغيله يوميا بشكل منتظم أمام حركة عبور السيارات باستثناء شاحنات النقل الثقيل لن يسمح لها بالتحرك في هذا المكان الحيوي. وأكد أن مصنع تصنيع الوحدات الخرسانية سابقة التجهيز الذي يتم استخدامه في إنتاج الخرسانة المبطنة لجانبي الأنفاق وفر فرص عمل للشباب ويحقق نجاحات لا بأس بها في تقديم الدعم اللازم لمشروع الأنفاق حتي يري النور قريبا.