تعد بحيرة المنزلة أحد أكبر وأهم البحيرات الطبيعية بمصر وتطل عليها مدينة المطرية ويقع علي ضفافها أربعة محافظات( دمياطالدقهلية بورسعيد- الشرقية) ومتصلة بقناة السويس, ويتوافر بها أهم مقومات التربية السمكية الطبيعية لتوافر المواد الغذائية الطبيعية واعتدال المناخ طوال العام. وعلي الرغم من ذلك يعيش صيادو البحيرة حالة من القلق الدائم بسبب سيطرة( الكبار) علي مقدرات البحيرة وعدم تمكنهم من الصيد الحر الأمر الذي يضطرهم إلي البحث عن لقمة العيش بمحافظات بورسعيد ودمياطوالبحر الأحمر حيث جري العرف علي الصيد بالبحيرة في مناطق محدودة بعيدا عن المناطق التي يسيطر عليها الأباطرة الكبار.. والذين بدورهم يقومون بالصيد بطريقه محرمة عالميا وهي الصيد صعقا بالكهرباء او بالقاء المواد السامة.. وقد طالب صغار الصيادين مرارا وتكرار بتدخل المسئولين لمنع الصيد بهذه الطريقة التي يموت بسببها عشرات الصيادين فضلا عن الضررالذي يلحق بالأسماك والزريعة. يقول نسيم بدر الدين, صياد: الصيد بالكهرباء يعتبر المسمار الأخير في نعش هذه المهنة, فهو يقضي علي الأسماك في الماء, ويتسبب في مخاطر كثيرة تؤذي الصيادين أنفسهم وقد تصل إالي الموت صعقا بالكهرباء, مطالبا بالتصدي لهؤلاء القراصنة كما وصفهم مؤكدا أن هؤلاء لا يعتبرون بشر بل انهم قتلة فالسمك عندما يصعق يسبب مرض السرطان, علاوة علي قيامهم بتصنيع الشباك من الألمونيوم لسرعة الصعق وجني كميات كبيرة من الأسماك في أوقات قليلة. وأكد مختار أفندينا من أهالي منطقة المطرية المطلة علي البحيرة ان معظم اهالي المدينة يعملون بالصيد ونظرا لضيق الرزق فقد سافر الكثير منهم الي البحر الأحمر للعمل هناك في السفن الكبري والتي تسافر حتي الحدود وكثيرا ما يتم القبض علي الصيادين بتهمه اختراق المياه الاقليمية مثلما ماحدث في شهر ابريل الماضي وتم القبض علي اكثر من100 صياد.. وتساءل ما هوالحل وما البديل؟. هل هو العمل هنا في البحيرة الكارثة التي تروعنا حيث يموت الكثير من الصيادين بسبب الصيد بالكهرباء او لاختراقهم مناطق وضع ذوي النفوذ. أضاف بأن انتشار الصيد بهذه الطريقة يدمر بيض السمك والزريعة, كما أن الأسماك التي تنتج عن اصطيادها بهذه الطريقة تسبب الإصابة بالفشل الكلوي لمن يأكلها, واصفا تلك الطريقة ب تقليعة جديدة مستحدثة هدفها الكسب السريع, وتعرض البحيرة والصيادين للخطر. من ناحية اخري يقول طه الشريدي, نقيب الصيادين بالمطرية إن الشرطة والجيش كثيرا ما يقومون بحملات لضبط المتعدين ولكن ما يحدث ان هؤلاء الاشخاص لهم عيون بكل مكان وعندما تصلهم المعلومة يهربون وعلي الرغم من هدم الشرطه لأحواشهم والسدود الخاصه بهم الا انهم سريعا ما يعودون ويبنون منازل لخفرائهم ايضا في داخل البحيرة ليضمنوا الحراسة المستمرة علي مناطق صيدهم.. وكما نعلم جميعا فان الصيد بواسطة الكهرباء حرمه فقهاء الدين لما يسببه من أضرار وخراب علي البحيره, مطالبا شرطة المسطحات المائية بالقبض علي من يقوم بتلك الأفعال ومصادرة المراكب والأدوات المستخدمة. ويقول الدكتور زيدان شهاب الدين بمركز البحوث الزراعية إن الصيد عن طريق الصعق الكهربائي أو السم ليس قاصرا علي بحيرة المنزلة فقط بل يتم ايضا بوضع المواد السامة مثل مادة الأندرلين السامة علي بعض النباتات بالترع وعلي جانبي النيل في المناطق المستترة البعيدة عن أعين الرقابة.. محذرا بأن الثروة السمكية في خطر لأنها دخلت في دوامة الضياع وتبحث عن الحماية دون جدوي, فانتشرت عصابات الصيد الجائر بطرق غير مشروعة عن طريق الصيد بالكهرباء وووضع المواد السامة. و يضيف أن هذه الطرق في الصيد تؤدي إلي ضرب صحة المواطن في مقتل وتهدد الاقتصاد القومي حيث تمنع الأسماك من حقها في حياة بحرية طبيعية وتحرمها من التوالد والتكاثر لينتهي تواصل الأجيال بين العائلة السمكية المصرية. ويقول الدكتور محمد ربيع بكلية الزراعة- جامعة المنصورة-: إن استخدام الصيادين السمك لطرق الصعق بالكهرباء أو استخدام المواد الكيميائية تؤثر علي الجهاز العصبي للأسماك وتفقدها السيطرة علي تحركاتها في الماء, وبالتالي تطفو علي السطح ويقوم الصيادون بجمعها وبيعها. فيصبح السمك مصدرا للتسمم لمن يتناوله لأن الجهاز العصبي متشابه سواء كان للإنسان أو الأسماك, وبالرغم من ظهور التأثير الحاد علي الأسماك إلا أنه ليس بالضرورة أن يظهر هذا التأثير السام علي الإنسان بصورة حادة رغم وجود تأثير له ملحوظ وظاهر في صور عديدة يلاحظها الإنسان قبل اكتشاف الطبيب ذلك, ولكن في معظم الأحيان يتأثر جسم الإنسان بحيث تتوقف درجة التأثير علي كمية الأسماك التي يتناولها الإنسان لأن نسبة المركبات السامة تزيد في الجسم بنسبة زيادة كمية المركبات الكيميائية التي تحملها الأسماك في أجسامها.. الأمر الذي يكون له مردود سلبي علي الإنسان, خاصة علي الجهاز العصبي المركزي والأجهزة الحيوية الأخري فموت الأسماك صعقا بالكهرباء او بالسم ليس ضارا بالأسماك فقط, ولكن يؤثر أكثر علي الزريعة فهؤلاء الصيادين يدمرون الثروة السمكية. و يطالب احمد العساس محام بسن قوانين جديدة تشدد العقوبة علي من يقوم بالصيد الجائر سواء بالصيد بالكهرباء او بالسم وغيرها كما يجب ان يتم الزام المصانع بالقوانين والتشريعات الخاصة بمعالجة المخلفات الصناعية السائلة قبل إلقائها في المجاري المائية, مع إحكام الرقابة علي مناطق الصيد وزيادة الوعي بين الصيادين والمواطنين والامتناع عن شراء الأسماك إلا عن طريق المحلات الرسمية التي تقع تحت إشراف الجهات المختصة, وتغليظ العقوبات بحيث تكون رادعة علي أن تعتبر جناية في حالة تكرارها من الصياد.