الانتخابات الأمريكية هذه المرة ستدخل التاريخ من أوسع أبوابه علي أنها الأكثر قبحا وعنصرية في تاريخ البشرية كلها. لا يمضي يوم إلا ويخرج فيه علي الدنيا وجه قبيح من المرشحين الجمهوريين بتصريح نازي ناري ضد القيم الإنسانية بصفة عامة وضد المسلمين والعرب بصفة خاصة. آخر هذه التصريحات وأعنفها ما أدلي به المرشح الجمهوري دونالد ترامب مساء الإثنين السابع من سبتمبر أمام حشد من مريديه والذين تلقوا كلماته التي كان يقرؤها مكتوبة له بدقة بصيحات التأييد والهوس والرضا. يقول ترمب في اقتراحه المنشور أيضا علي موقعه الإلكتروني والذي يطالب فيه بمنع أي مسلم من دخول الولاياتالمتحدة, سواء كان سائحا زائرا أو مهاجرا مقيما:يدعو دونالد ترامب الي قفل الولاياتالمتحدة قفلا تاما في وجه كل المسلمين وحتي يجد من يمثلون بلدنا طريقة يشرحون لنا فيها ما يجري من أحداث.. فطبقا لما ذكرته مؤسسة( بيوي) وآخرون فإنه توجد كراهية متأصلة من قبل المسلمين للأمريكيين. علي سبيل المثال..هناك استطلاع للرأي أجراه مركز السياسة الأمنية مفاده أنه يوجد25% من الأمريكيين المسلمين..مؤيدين لأعمال العنف ضد الأمريكيين..ومبررين لها كنوع من الجهاد العالمي..كما أن51% من أولئك يطالبون بمنح المسلمين الأمريكيين حرية الاختيار بين أن يحكموا طبقا للشريعة الإسلامية..هذه الشريعة التي تقر جرائم قتل غير المسلمين والذين يرفضون اعتناق الدين الإسلامي.. والتي تقر قطع رؤوس المخالفين.. وهو ما يسبب أذي كثيرا للأمريكيين وعلي وجه الخصوص من النساء..هذا يدل بمنتهي الوضوح وبدون أدني شك الكراهية الشديدة لأولئك المسلمين لنا..لابد لنا أن نحدد مصادر تلك الكراهية وأسبابها..وحتي نتمكن من فهم تلك المشكلة وما تشكله لنا من تهديدات خطيرة.. لا يمكن أن يكون وطننا ضحية الهجوم المتكرر بواسطة اناس لا يؤمنون بغير إتباع الجهاد والذين لا منطق عندهم..ولا احترام للحياة الإنسانية لديهم..وإذا ما أصبحت رئيسا للولايات المتحدة.. فإنني سأجعل أمريكا عظيمة مرة أخري. كانت هذه كلمات اقتراح ترامب التي قرأها أمام الميديا العالمية كلها..ونشرها علي موقعه الإلكتروني..والتي أثارت العواصف والزلازل بمجرد ذكرها. تراوحت ردود الأفعال ما بين الاستنكار الشديد من مرشحي الحزب الديمقراطي..ومن المحللين ذوي الاتجاهات الليبرالية..ومن الباحثين والمؤرخين لمباديء الدستور الأمريكي..والذي يشجب تلك الأقوال ويستنكرها ويعتبرها متناقضة مع مباديء القانون الأمريكي والمنادية بالحرية والعدالة والمساواة. كان أيضا هناك ردود مرحبة ومؤيدة وهي التي يخطب ودها دونالد ترمب..وهي تشمل العنصريين البيض.. والنازيين الجدد..وقاعدة الحزب الجمهوري من المتطرفين الدينيين.. والذين تعج بهم الولاياتالمتحدة..أولئك الذين يؤمنون بتفوق الجنس الأبيض علي الجميع. علي سبيل المثال ما ورد علي موقع للنازيين الجدد والذي جاء فيه:هيا دونالد ترامب.. المنقذ العظيم. اخيرا هناك من يتكلم عين العقل. هيا دونالد.. اجعل أمريكا بيضاء مرة أخري. ورغم أن الهجوم علي كل ما يمثل الإسلام أمرا مألوفا في الغرب كله إلا أن تسارع حدة تصريحات المرشحين الجمهوريين وخصوصا الذين يقودون في استطلاعات الرأي أصبحت وكأنها من مسرع العبث وكأنها مسابقة تخطب ود المواطن البسيط لنيل صوته في الانتخابات القادمة..وكأن القوم قد وجدوا في ذلك مخرجا لهم ومهربا من المشاكل الحقيقية التي تواجه ذلك المواطن الأمريكي وتمس حياته..والتي هي دائما مشاكل اقتصادية في المقام الأول. تجدر الملاحظة هنا الي أن اقتراح دونالد ترامب جاء بعد يوم واحد من خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما والذي أذاعه من مكتبه البيضاوي كرسالة للأمة الأمريكية مفادها أن إرهاب بعض الجماعات الإرهابية والتي تسمي نفسها إسلامية..برأ الرجل الإسلام من داعش وجرائمها.. وطالب بضرورة الفصل بين الإثنين. أستاذ بالجامعة البريطانية في مصر