عقد الرئيس عبدالفتاح السيسي عدة لقاءات مكثفة في العاصمة الفرنسية التي وصلها ظهر أمس الأحد, وذلك علي هامش مشاركته في قمة المناخ التي تنظمها الأممالمتحدة في باريس ويحضرها نحو150 من رؤساء الدول والحكومات. وقد التقي الرئيس السيسي الرئيس العراقي فؤاد معصوم وإيرينا بوكوفا, مدير عام منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة( اليونسكو). كما التقي رئيس شركة داسوه المصنعة لطائرات الرافال, كما عقد أيضا لقاء مع رئيس شركة مسترال المصنعة للسفن والأساطيل البحرية, وذلك بمقر إقامته بباريس. وقد اختتم الرئيس عبد الفتاح السيسي يوما مشحونا بزيارة وزارة الدفاع الفرنسية, حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي للرئيس وتم عزف السلامين الوطنيين. وعقد الرئيس اجتماعا مع وزير الدفاع جان إيف لودريان, بحضور قيادات وزارة الدفاع الفرنسية وأعضاء الوفد الرسمي المصري. وأشار وزير الدفاع الفرنسي إلي أن مصر تعد أحد أهم شركاء فرنسا في منطقة الشرق الأوسط, مشيدا بدور مصر باعتبارها ركيزة أساسية لتحقيق الأمن والاستقرار في منطقتي الشرق الأوسط والمتوسط. وأشاد الرئيس السيسي بما وصل إليه مستوي العلاقات بين البلدين من شراكة إستراتيجية علي كل الأصعدة, لاسيما في المجال العسكري عقب إتمام صفقات طائرات الرافال وحاملتي المروحيات من طراز ميسترال بما يدلل علي الدرجة الرفيعة من الثقة المتبادلة بين الجانبين. وقد تم خلال اللقاء الاتفاق علي تعزيز التعاون العسكري بين البلدين كما تناول الاجتماع آخر المستجدات والتطورات علي الساحتين الدولية والإقليمية, لاسيما فيما يتعلق بتحدي الإرهاب. كما تم أيضا تناول الأزمات الإقليمية التي تمر بها عدة دول في المنطقة, وفي مقدمتها كل من سوريا وليبيا, وأهمية تسويتها صونا لكيانات تلك الدول وحفاظا علي مقدرات شعوبها, فضلا عن تهيئة البيئة المناسبة للتنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية, وضمان مستقبل أفضل لشعوبها وأجيالها المستقبلية. وأكد الرئيس, أهمية تنسيق الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الإفريقي الذي ما زالت تنشط فيها التنظيمات الإرهابية بالنظر إلي ما تمثله تلك التنظيمات من تهديد خطير علي أمن واستقرار القارة الإفريقية بأكملها, خاصة في ضوء الهجمات الإرهابية الأخيرة التي شهدتها عدة دول إفريقية.. وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد التقي أمس بمقر إقامته في باريس أنجل جوريا سكرتير عام منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية, ورحب الرئيس بمستوي التعاون القائم بين مصر والمنظمة, لا سيما في مجالات تقديم الدعم الفني والدراسات والتقارير التي تصدرها المنظمة علي مدي العام لمختلف الجهات المعنية بالحكومة المصرية, منوها إلي حرص مصر علي استغلال الخبرات المتراكمة لدي المنظمة, لا سيما مع إطلاق الحكومة لبرنامجها الاقتصادي والاجتماعي. كما التقي الرئيس إيرينا بوكوفا, مدير عام منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة( اليونسكو). وأعرب الرئيس عن تقديره للجهود التي بذلتها المنظمة خلال الفترة الماضية من أجل رفع قدرات تأمين المتاحف والمواقع الأثرية في مصر, فضلا عن دورها في مساعدة الحكومة المصرية في ترميم المواقع الأثرية التي تعرضت للأضرار جراء الحوادث الإرهابية. وأشار الرئيس إلي تطلعه لتعزيز التعاون بين الحكومة المصرية والمنظمة في مختلف المجالات الثقافية والفكرية, معربا عن استعداد مصر للمساهمة في تفعيل عدد من المبادرات العالمية التي أطلقتها المنظمة مؤخرا في مجالي التعليم والتراث, والتي تتفق مع الخطط والجهود المصرية للارتقاء بالمستوي التعليمي والثقافي للمجتمع المصري. وتأهيل الشباب وتزويدهم بكل أدوات المعرفة لقيادة مستقبل التنمية في مصر. وقد وجهت مدير عام اليونسكو الدعوة للرئيس لزيارة مقر اليونسكو والتحدث أمام الدول الأعضاء, لعرض الرؤية المصرية إزاء مختلف الموضوعات ذات الصلة بالفكر والتراث والثقافة, والتي تكتسب أهمية مضاعفة في المرحلة الراهنة في ضوء ما يتعرض له المجتمع الدولي من هجمة شرسة من قبل التنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة, فضلا عن الآثار الإيجابية لتعزيز الاهتمام بمجالات التعليم والثقافة في حماية الشباب من الانجذاب إلي مثل تلك الأفكار. وشدد الرئيس علي أهمية دور المنظمة في التصدي لأعمال التدمير المتعمد من قبل الجماعات الإرهابية للتراث الثقافي في المنطقة العربية. ونوه إلي أهمية تعزيز نشاط المنظمة بالتعاون مع مصر وغيرها من الدول من أجل تحصين الشباب من الأفكار المتطرفة, لاسيما تلك التي تنتشر عبر المواقع الإلكترونية. وأكد الرئيس كذلك أهمية مواجهة التخريب المنظم والاتجار غير المشروع في الممتلكات الثقافية وهو ما يضر بالتراث الثقافي للإنسانية بأكملها, ويستوجب تضافر الجهود الدولية والإقليمية للحفاظ علي التراث الثقافي العربي. وأعرب الرئيس عن ترحيبه بالإستراتيجية المطروحة من جانب اليونسكو لحماية التراث الثقافي والتعددية الثقافية في أوقات النزاعات, مشيرا إلي أهمية بذل جهود مضاعفة من أجل حماية المقدسات الدينية في القدس الشريف, منوها إلي ضرورة إيلاء اهتمام أكبر بالتراث التاريخي والثقافي في القارة الأفريقية. كما عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي. مساء أمس, لقاء مع رئيس شركة داسوه المصنعة لطائرات الرافال, كما عقد أيضا لقاء مع رئيس شركة مسترالDcns المصنعة للسفن والأساطيل البحرية, وذلك بمقر إقامته بباريس. يشار إلي أن الشركتين من كبريات الشركات الفرنسية, ويأتي لقاء الرئيس معهما ضمن عدة لقاءات في الملف الاقتصادي علي هامش زيارته لفرنسا لحضور قمة المناخ التي تنظمها الأممالمتحدة بحضور نحو150 من رؤساء الدول والحكومات.