أرسل الدكتور زاهي حواس أمين عام المجلس الأعلي للآثار ثلاثة خطابات رسمية لنقلها إلي الحكومة والسلطات الألمانية المختصة, يطالب فيها باستعادة تمثال رأس نفرتيتي المعروض بمتحف برلينبألمانيا وقد أرسل حواس الخطابات لكل من الدكتور هيرمان باتسنجر رئيس مؤسسة التراث البروسي الثقافي ببرلين, وهي مؤسسة حكومية تشرف علي جميع المتاحف الألمانية ومن بينها المتحف الجديد ببرلين الذي يضم تمثال الملكة نفرتيتي, كما تم إرسال طلب إلي العلاقات الثقافية بوزارة الخارجية لإرساله للمؤسسة الألمانية, في حين تم إرسال نسخة من الخطاب إلي السفير الألماني بالقاهرة. وتأتي هذه الخطوة بعد موافقة الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء ووزير الثقافة فاروق حسني علي طلب حواس بإرسال هذه الخطابات للمطالبة رسميا برأس نفرتيتي, بعد سلسلة من الاجتماعات التي عقدتها اللجنة القومية لاسترداد الآثار المصرية بحضور عدد من السفراء وخبراء القانون الدولي وعلماء الآثار في مصر, وإثبات أحقية مصر في استعادة نفرتيتي. وصرح حواس في بيان صادر عن المجلس أمس بأن طلب مصر استعادة تمثال نفرتيتي يأتي في إطار الحرص علي استرداد جميع القطع الأثرية والفنية التي خرجت من البلاد بشكل غير قانوني, وخاصة تلك القطع الأثرية الفريدة. وأضاف أن تمثال نفرتيتي يأتي ضمن ست قطع أثرية فريدة تطالب مصر باستعادتها من عدد من المتاحف العالمية, وقد تم إعلان المطالبة بها خلال انعقاد مؤتمر التعاون الدولي لحماية واسترداد الآثار الذي عقد في القاهرة في أبريل العام الماضي. وأشار حواس إلي أن مصر حكومة وشعبا تقدر ما تقوم به السلطات الألمانية من جهود واهتمام بتمثال نفرتيتي, وأنه في إطار العلاقات المتميزة بين مصر وألمانيا الاتحادية فإنه علي يقين بأن السلطات الألمانية سوف تساعد في عودة نفرتيتي إلي البلاد حيث إن مصر حكومة وشعبا تدرك مدي أهمية عودة هذا الأثر الفريد لأصحابه الأصليين وهو الشعب المصري. وأضاف أن الطلب الرسمي المصري لاستعادة نفرتيتي يستند إلي المادة13 ب من اتفاقية اليونسكو عام1970 الخاصة بمنع وتحريم الاستيراد والتصدير والنقل غير القانوني للممتلكات الثقافية, وهي المادة التي تطالب جميع أطراف الاتفاقية بضمان التعاون في تسهيل استرداد الممتلكات لأصحابها الأصليين في أسرع وقت ممكن. وأعرب د. زاهي حواس عن أمله في أن تمثال الملكة نفرتيتي في حال عودته سوف يتم عرضه خلال افتتاح متحف إخناتون بمدينة المنيا عام.2012 وكان عالم الآثار الألماني لودفيج بورخاردت وفريقه الأثري قد عثروا علي تمثال نفرتيتي في السادس من ديسمبر عام1912 في ورشة' أتيليه' الفنان الملكي تحتمس بمنطقة تل العمارنة بمحافظة المنيا-جنوبالقاهرة- والذي كان من أهم فناني عصر العمارنة والملك إخناتون1353 1336 ق.موإنه من خلال جميع التقارير الخاصة بالحفائر آنذاك فإن بورخاردت كان يدرك مدي الأهمية الفنية والتاريخية لتمثال نفرتيتي بمجرد اكتشافها وقام بإخراجها من مصر عام1913 بالمخالفة لعملية اقتسام الآثار المتشابهة آنذاك. ويذكر أن مصر قد تقدمت بطلبات استعادة تمثال نفرتيتي من قبل, حيث تقدمت بطلب لمجلس قيادة الحلفاء بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وهو المجلس الذي كان يسيطر علي الأوضاع في ألمانيا بعد هزيمتها في هذه الحرب, حيث أرسل الملك فاروق الأول ملك مصر والسودان بمذكرة رسمية بتاريخ14 أبريل1946 إلي مجلس قيادة الحلفاء يطلب فيها استعادة تمثال نفرتيتي, كما أرسلت الحكومة المصرية, طلبا مماثلا عبر السفير المصري بالولايات المتحدة لوزارة الخارجية الأمريكية في الحادي والعشرين من فبراير1947, وتلقت الحكومة المصرية ردا في الثامن من مارس1947 من مجلس قيادة الحلفاء بأنه ليس لديهم السلطة لاتخاذ مثل هذا القرار, ونصح الحكومة المصرية بإعادة مخاطبة الحكومة الألمانية التي سيعاد تشكيلها.