بعد أيام قليلة علي حادث سقوط الطائرة الروسية في شبه جزيرة سيناء, سقطت طائرة روسية أخري في جنوب السودان.. في الحادث الأول قامت زعابيب دول غربية بعينها ولم تهدأ, وألقت باتهاماتها جزافا, وسخنت الدنيا علي مصر, بينما مر الحادث الثاني دون أدني رد فعل! بعيدا عن حوادث الطائراتالناتجة عن سوء الأحوال الجوية أو التحليق فوق مثلث برمودا فإن العالم يستيقظ دوما علي حوادث مماثلة في شتي بقاع الأرض, ومع ذلك لم تواجه دولة عنتا وغباوة وتدخلا سافرا واستباقا للتحقيقات مثلما تواجه مصر! علي سبيل المثال في عام1933 انفجرت طائرة بوينج247 تابعة لخطوط اليونايتد فوق جسترتون بولاية إنديانا الأمريكية في أول عمل من أعمال التخريب الجوي في تاريخ الطيران التجاري,بعدها بعامين سقطت طائرة بمنطقة سكنية داخل موسكو وقد راح ضحيتها33 شخصا بالإضافة إلي12 من أفراد الطاقم,وتتوالي الحوادث تترا فتحطم طائرة بوينج عام1937 خلال طريقها من سالت ليك متجهة إلي مطار بكاليفورنيا,وتحطم أخري تابعة لخطوط نورث ويست الجوية بعدها بعام بالقرب من بوزيمان بولاية مونتانا الأمريكية أيضا ومات جميع من كان بها,أما في سبتمبر1949 فقد تم تفجير طائرة الباسفيك بأكبر المقاطعات الكندية في عملية تخريبية مدبرة ولم ينج راكب واحد, وفي فبراير1973 تعرضت طائرة الخطوط الجوية الليبية لإطلاق نار من قبل طائرتين حربيتين إسرائيليتين فوق صحراء سيناء وقضي108 ركاب نحبهم,وجاء عام1979 بواحدة من أبشع الحوادث التي وقعت في تاريخ الطيران الأمريكي عندما تحطمت طائرة الرحلة191 بعد إقلاعها بدقائق من مطار أوهير الدولي في شيكاجو مما أسفر عن مقتل جميع الركاب الذين وصل عددهم إلي271 راكبا من بينهم13 من أفراد الطاقم,بينما بلغ عدد الضحايا مائة وعشرة ركاب في حادثة سقوط طائرة من طراز دي سي9 بالقرب من مطار ميامي بأمريكافي عام1996 ولم يخرج من الحادث حي واحد. لقد اجتازت مطاراتنا الكثير من إجراءات التفتيش ومراجعات الاتحاد الأوروبي للسلامة الجوية وإدارة أمن النقل الأمريكي والتدقيق الأمني والسلامة الجوية من جانب الطيران الفيدرالي الأمريكي محافظة علي المستوي القياسي الدولي في مجال السلامة والأمن التي وضعته المنظمة الدولية للطيران المدني الإيكاو والاتحاد الدولي للنقل الجوي أياتا, أضف إلي ذلك أن المطارات المصرية مؤمنة وبتعاون كامل بين وزارات الدفاع والداخلية والطيران, لهذا نزعم بما لا يدع مجالا للفرضيات والتكهنات أن عملية إجلاء السياح من علي أرضنا بهذه السرعة لم تكن قضية متعلقة بنواح أمنية, ولكنها نوايا غادرة للنيل من مصر عن طريق السياحة لضربنا في مقتل, يؤكد ما أقول الاتهامات المتسرعة غير المدعومة بأدلة يقينية التي صدرت من جانب الحكومتين البريطانية والأمريكية قبل انتهاء التحقيقات التي لم تظهر نتائجها حتي كتابة هذه السطور. إن مصر التي تواجه حربا ضد الإرهاب الأسود وتسعي للقضاء عليه, فيظهر لها المجتمع الدولي العين الحمراء, ويشمر عن ساعديه لعقابها بدلا من دعمها ترفض التقييمات المغلوطة والحسابات الخاطئة والتصرفات غير المسئولة من جانب بعض الحكومات التي كشفت بجلاء عن وجهها القبيح وسياساتها المزدوجة وممارساتها الداعمة للإرهاب, وإذا كان الصلف وعدم مراعاة الذوق قد أصابا الجلف ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني الذي لم يراع البروتوكولات الدولية وانتقي الوقت غير المناسب ليعلن عن خزعبلاته حول حادث الطائرة الروسية في أثناء زيارة الرئيس السيسي لبريطانيا, فإن الخارجية المصرية قد لقنته درسا دبلوماسيا في كيفية التناول وطرح الآراء ووجهات النظر بترو وفي الوقت المناسب ودون تجاوزات أومنظرة كدابة. [email protected]