تعود سيدة المسرح العربي الفنانة سميحة أيوب إلي خشبة المسرح القومي لتعيد عرض مسرحية بير السلم للكاتب الراحل سعد الدين وهبة, التي ستقدم علي خشبة المسرح القومي عقب الانتهاء من مسرحية ليلة من ألف ليلة, التي يقدمها الفنان يحيي الفخراني والمقرر لها حتي الآن استمرارها حتي منتصف شهر يناير المقبل. مسرحية بير السلام أثارت جدلا كبيرا عند عرضها لأول مرة عام1966 واعتبرها البعض ضد نظام حكم عبد الناصر, وهي تناقش قضية الصراع بين الحرية والإيمان للإنسان, حيث تدور أحداثها حول عائلة الشبراوي ذلك الرجل الغني صاحب الثروة, الذي أصيب فجأة بشلل ألزمه الفراش, فلم يعد قادرا علي الحركة, أو الكلام, لكنه يستطيع متابعة من حوله, نري ابنه الكبير حسن يستولي علي ثروته, ويحاول السيطرة علي المحيطين من حوله, حتي ولو كان خادم البيت فرج, يغدق عليهم, لكي لا يطالبه أحد بالثروة, ويتغاضي عن العلاقة التي تربط بين أمه ومحاميها الخاص, وفي نهاية المسرحية لا نجد أثرا لشخصية( الشبراوي) تلك, فتبدو أمامنا وكأنها وهم أو رمز, ويصبح الصراع كما تقدمه المسرحية, صراعا فلسفيا, بين الوهم والحقيقة, بين الواقع والحلم. أحدثت هذه المسرحية جدلا كبيرا عند عرضها علي خشبة المسرح القومي عام1966 بسبب مضمونها فهناك من فسر شخصية الشبراوي الوهمية, التي لم تظهر علي خشبة المسرح أبدا, بأنها رمز غيبي وفسرها آخرون أنها ترمز للشعب, وهناك من فسرها علي أنها الضمير, المسرحية تتعرض لجماعة من البشر غاب عنهم الضمير, فلم يكن لهم غير السرقة والعبث في مقدرات الغير وخيانة الأمانة واعتبروه عملا معاديا للثورة ولنظام( عبد الناصر).