بهذه الكلمات للشاعر الغنائي عبد الفتاح مصطفي عزف الفنان محمد فوزي علي أوتار عوده مطلع لحن هذه الأغنية لكوكب الشرق أم كلثوم حيث وافته المنية في20 اكتوبر عام1966 قبل أن يحقق هذه الأمنية وكان لحنا لم يكتمل.. هذا الفنان الذي وصفه سيد مكاوي بخفة العصفور بين المقامات الموسيقية وخفة الدم فهو الذي قفز بالأغنية العربية إلي آفاق جديدة ما بين الأغنية الخفيفة المرحة, الرومانسية العاطفية الشبابية, الدينية الروحية, أغنيات الأطفال, فضلا عن سبقه الذي لاجدال حوله في مجال الأغنية الاستعراضية فهو علامة فارقة في الغناء حتي جعل الغناء في متناول الجميع. في قرية كفر أبو الجندي ولد محمد فوزي حبس عبد العال الحو, الشهير بمحمد فوزي في الثامن والعشرين من شهر أغسطس1918 هذه القرية التي تبعد عن مدينة طنطا بعدة كيلومترات كان الأب من قراء القرآن الكريم والأم فلاحة بسيطة لاتجيد القرءة والكتابة وكانت الظروف الأقتصادية أقرب إلي الفقر منها إلي الغني أما الوفرة الحقيقية فكانت في عدد أفراد الأسرة فالفنان محمد فوزي كان يحمل رقم(21) في قائمة الأخوة ولم يكن أصغرهم أو آخرهم تأثر فوزي بأغاني أم كلثوم وعبد الوهاب وصار يغني أغانيهم في حديقة المنتزة وفي احتفالات المدينة بمولد السيد البدوي وبعد حصوله علي الشهادة الأعدادية التحق بمعهد فؤاد الأول الموسيقي في القاهرة وبعد عامين من الدراسة ترك المعهد ليعمل في ملهي الأختين رتيبة وأنصاف رشدي. وصل محمد فوزي إلي القاهرة عام1938 ولم تكن حياته علي مايرام فكانت بالنسبة له حياة صعبة وخاصة قبل الألتحاق بفرقة بديعة مصابني ثم فرقة فاطمة رشدي ثم الفرقة القومية للمسرح وكان هدفه هو إحياء أعمال سيد درويش لينطلق منها إلي الإبداع في الحانه وكانت أولي الفرص بالنسبة لمحمد فوزي عندما تعاقد مع الفرقة المصرية للتمثيل والموسيقي ليحقق ذاته كمطربا وملحنا ويقوم بدور المطرب إبراهيم حمودة في مسرحية شهر زاد لسيد درويش ولم يحالفه الحظ في العرض الأول مما أصابه بالإحباط إلي أن عرضت عليه الفنانة فاطمة رشدي للعمل في فرقتها ليس ملحنا فقط بل ممثلا أيضا, وفي عام1944 طلبه عميد المسرح يوسف وهبي ليمثل دورا صغيرا في فيلم( سيف الجلاد) فغني أغنيتين من ألحانه وأشترط عليه يوسف وهبي أن يكتفي من أسمه بمحمد فوزي وأصبح هو أسم الشهرة. التحق بعد ذلك بصالة بديعة مصابني وهناك تعرف علي فريد الأطرش وعبد المطلب ومحمود الشريف وأشترك معهم في تلحين الأسكتشات والاستعراضات وغنائها مما أدي إلي نجاحه في أعماله السينمائية فيما بعد عندما شاهده المخرج محمد كريم في فيلم( سيف الجلاد) وأعجب به وكان يبحث في ذلك الوقت عن وجه جديد فاسند إليه دور البطولة في فيلم( أصحاب السعادة) أمام سليمان نجيب والمطربة رجاء عبده, وخلال ثلاث سنوات استطاع محمد فوزي أن يتربع علي عرش السينما الغنائية والأستعراضية في الأربيعنيات والخمسينات. تقدم محمد فوزي إلي إمتحان الإذاعة كمطرب وملحن أسوة بفريد الأطرش الذي سبقه بعامين ولكنه رسب كمطرب ونجح ملحنا علي الرغم أن الإذاعة كانت تذيع أغنياته السينمائية إلا إنها رفضته كمطرب دون أن تفكر في التعاقد معه ولكن بعد ثورة يوليو1952 دخل الإذاعة بقوة أغانيه الوطنية مثل أغنية( بلدي أحببتك يا بلدي) وكذلك أغانية الدينية مثل( يا تواب يا غفور) وربما لايعرف الكثيرين من جمهوره أنه صاحب لحن النشيد الوطني للجزائر( قسما) الذي نظمه شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا. ولا ننسي ماقدمه من اغنيات للطفل ظلت ايقونة وباتت في وجدان الشعب العربي مثل ماما زمانها جاية وذهب الليل.