حذرت القوي الوطنية والإسلامية الفلسطينية من تهديد الاحتلال بارتكاب محرقة جديدة في قطاع غزة, وذلك في محاولة لصرف الأنظار عن أي محاولة سياسية جادة في المنطقة تنهي الاحتلال والاستيطان والجدار ودعت هذه القوي خلال اجتماعها في رام الله مساء أمس إلي التمسك بتوافق فصائل العمل الوطني في قطاع غزة لإحباط أهداف الاحتلال والارتفاع إلي مستوي هذا التحدي الخطير, وذلك بإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية وتعزيزها, في إطار العمل المشترك والدفاع عن المشروع الوطني الفلسطيني. وحملت القوي الوطنية والإسلامية حكومة الاحتلال مسئولية توقف عملية السلام بسبب إصرارها علي مواصلة الاستيطان. وأكدت هذه القوي أن استمرار الاستيطان وخاصة في مدينة القدسالمحتلة وهدم البيوت وطرد المواطنين وسحب الهويات والاعتداء المتواصل والتهديدات التي تمس المسجد الأقصي المبارك تتطلب موقفا جديا من المجتمع الدولي ومؤسساته القانونية والدولية, وذلك لإلزام حكومة الاحتلال بوقف هذا التصعيد مع ضرورة بلورة موقف عربي وإسلامي يوفر كل الدعم والصمود والإمكانات لإحباط هذه الهجمة المسعورة علي المدينة المقدسة.من ناحية أخري صادقت لجنة الكنيست البرلمانية علي طلب وزير الدفاع ورئيس حزب العمل الاسرائيلي إيهود باراك وأربعة من أعضاء آخرين الانشقاق عن الحزب وتأسيس كتلة جديدة مستقلة. وذكر راديو( صوت إسرائيل) أمس أن قرار الطلب تم بأغلبية11 عضوا ومعارضة3 وامتناع واحد عن التصويت بعد نقاش حاد. وكان باراك قد صرح في وقت سابق بأن جناحه الجديد الذي سيطلق عليه اسم' الاستقلال' سيكون مركزيا وصهيونيا وديمقراطيا. وقد قوبل قرار وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك بالانسحاب من حزب العمل وتشكيل جناح خاص به تحت اسم' الاستقلال' بترحيب من جانب بعض زملائه السابقين ووصفوه بأنه فرصة طال انتظارها لإعادة بناء الحزب. وقال الوزير الإسرائيلي من حزب العمل أفيشاي برفيرمان: إن الأزمة الراهنة التي يمر بها حزب العمل بعد استقالة رئيسه وزير الدفاع إيهود باراك وأربعة نواب آخرين ستشكل فرصة كبيرة لانتعاش الحزب. ونقل راديو( صوت إسرائيل) أمس عن برفيرمان قوله: إن الحزب لن يتوقف علي شخصية باراك أو غيرها, مؤكدا أن الحزب حافل بالفرص والإمكانات. وأضاف الوزير العمالي أنه' قد يضطر هو والوزيران اسحاق هيرتزوج وبنيامين اليعازر إلي الاستقالة من الحكومة لعدم الاستجابة لطلبهم بخوض المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين'. وفي تطور آخر طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من زعيم كتلة' الاستقلال' الجديدة إيهود باراك الشروع في التفاوض الائتلافي معه لضمه إلي حكومته. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أمس انه من المقرر أن يعقد اجتماع بين نتنياهو وباراك أمس. كما استقال وزير الصناعة والتجارة الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر أمس وهو واحد بين ثلاثة وزراء من حزب العمل استقالوا من حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد انقسام الحزب. وحدثت الاستقالات بعد أن أعلن وزير الدفاع وزعيم حزب العمل إيهود باراك انسحابه من الحزب لتشكيل حزب جديد. وليس من المتوقع أن تؤثر استقالة بن اليعازر علي الأسواق المالية في البلاد ووصف جوناثان كاتس الخبير الاقتصادي في اتش.اس.بي.سي المسألة بأنها' محدودة الأثر'. وأضاف أن التحول السياسي ربما يزيد من استقرار الحكومة مما قد يكون له أثر إيجابي علي الاقتصاد. كما أعلن الوزير العمالي في الحكومة الإسرائيلية إسحاق هيرتزوج عن استقالته من الحكومة, داعيا نظراءه في حزب العمل أن يحذو حذوه. وقال هيرتزوج في سياق مؤتمر صحفي عقده في مقر الكنيست أمس طبقا لراديو( صوت إسرائيل) إنه يأمل في أن يدرك جميع أعضاء حزب العمل أنه يجب إنقاذ الحزب باعتباره بيتا سياسيا له جذور عملية في الحركة الصهيونية.