اشتهر علي كثير من الألسنة فضائل لهذا الشهر الكريم أكثرها غير صحيح, وكثرت حاجة الناس إلي معرفة الخطأ من الصواب, والتمييز بين الحق والباطل, وبيان ما هو سنة صحيحة, وما هو بدعة, وقد وردت أحاديث كثيرة في فضائل هذا الشهر, وهي غير صريحة أو ضعيفة أو موضوعة, قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: لم يرد في فضل شهر رجب, ولا في صيامه, ولا في صيام شيء منه معين, ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه صحيح يصلح للحجة. بدع شهر رجب ذبح ذبيحة يسمونها( العتيرة), وقد كان أهل الجاهلية يذبحونها فأبطل الإسلام لك, حيث قال النبي صلي الله عليه وسلم: لا تيرة في الإسلام. أخرجه أحمد صلاة الرغائب: اختراع صلاة في أول ليلة جمعة من رجب يسمونها صلاة الرغائب ووضعوا فيها أحاديث لا تصح عن النبي صلي الله عليه وسلم, وهي صلاة باطلة مبتدعة عند جمهور العلماء. تخصيص أيام من رجب بالصيام: وقد ثبت أن عمر رضي الله عنه, كان يضرب أكف الرجال في صوم رجب حتي يضعوها في الطعام, ويقول: وما رجب؟ إن رجبا كان يعظمه أهل الجاهلية, فلما كان الإسلام ترك مصنف ابن أبي شيبة تخصيص رجب بالصدقة: وذلك لاعتقاد فضله, والصدقة مشروعة في كل وقت, واعتقاد فضلتها في رجب بذاته اعتقاد خاطيء. والعمرة مشروعة في أيام العام كلها, والممنوع تخصيص رجب بعمرة واعتقاد فضلها فيه علي غيره. وكل ما سبق من بدع مبني علي اعتقاد خاطيء وأحاديث ضعيفة وموضوعة في فضل رجب, وحري بالمسلم أن يتبع ولا يبتدع, إذ محبة الله تعالي ومحبة رسوله صلي الله عليه وسلم تنال بالاتباع لا بالابتداع, قال تعالي: قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم. قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين آل عمران:32,31.