رغم سياسة القمع التي اتبعتها طهران مع الاكراد الذين نزلوا إلي الشوارع بالآلاف للاحتجاج علي انتحار فريناز خسرواني26 عاما الفتاة الكردية التي القت بنفسها من الدور الرابع هربا من اغتصابها علي أيدي ضابط مخابرات ايراني, الا ان معظم وسائل الاعلام الاجنبية تجاهلت الحادث وغضت بصرها عن المظاهرات التي عمت شوارع مهاباد ذات الاغلبية الكردية والتي أسفرت عن مقتل ما يزيد علي70 كرديا فضلا عن اصابة العشرات واعتقال المئات. ومن جانبها فقد أشارت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية الي الحادث وكأنه مؤامرة علي الفتاة الكردية خاصة بعد اتفاق الضابط مع مالك الفندق الذي كانت تعمل فيه فريناز علي الجريمة وهو الامر الذي اكده المتظاهرون الاكراد الذين قالت عنهم الصحيفة إنهم يعانون التهميش والاذلال من قبل السلطات الايرانية. ويعد الاكراد7% فقط من اجمالي سكان ايران البالغ66 مليون نسمة الا ان طهران تعتبرهم بمثابة العدو الاول لها والكابوس الذي يطاردها دوما لذا دأبت علي تهميشهم وعزلتهم طوال الوقت, وهو ما اكدته منظمة العفو الدولية التي اشارت الي ان الاكراد يعانون الاضطهاد من قبل السلطات الايرانية التي تعتبرهم عدوا وهو ما دفعهم إلي توثيق جميع الانتهاكات والجرائم التي تمارس ضدهم في الفترة الاخيرة, وكان عام2005 خير دليل علي ذلك حينما تحولت مدينة مهاباد الي ساحة قتال بين قوات الامن والاكراد حتي عادت المياه الي مجاريها مرة اخري. يأتي ذلك في وقت طالب فيه المتظاهرون بضرورة تغطية تلك الاحتجاجات حتي تراها كل دول العالم ويوثقها التاريخ, مشبهين انتحار فريناز بانتحار بوعزيزي تونس الذي أضرم النيران في جسده احتجاجا علي الحالة الاقتصادية التي آلت إليها البلاد,مؤكدين ان فريناز قد تكون أيقونة ثورة جديدة في طهران. وفي الوقت الذي تنفض فيه طهران يديها من تلك الجريمة مؤكدة ان صاحب محاولة الاغتصاب ليس ضابطا أو حتي موظفا حكوميا بل انه رجل كردي, وان تلك المظاهرات نظمها مجموعة من المأجورين من الخارج, دعا حزب كومله الكردستاني الايراني الي التظاهر في جميع المدن ذات الاغلبية الكردية مطالبا الحكومة الايرانية بإيقاف التمييز الطائفي ضدهم. وهدد الحزب في بيانه من أن انتهاكات النظام وفساده الاخلاقي والمالي بحق الاكراد لن يبقي دون رد. وكانت السلطات الإيرانية قد قامت بقطع الاتصالات والكهرباء والمياه عن اهالي مهاباد لعزلها عن العالم وتكميم افواه أهلها وعدم ايصال صوتهم الي الخارج, وذلك بعد فشل قوات الامن في السيطرة علي المدينة الامر الذي اجبر السلطات علي اعلان حالة الطوارئ.