تدهورت الأوضاع في لبنان أمس علي نحو ينذر بتجدد الحرب الأهلية, حيث انهارت أول حكومة ائتلافية يشكلها زعيم تيار المستقبل سعد الحريري بعدما أعلن11 وزيرا استقالتهم بينهم10 وزراء للمعارضة مما أفقد الحكومة المؤلفة من30 وزيرا الاغلبية في مجلس النواب وأصبحت في حكم المستقيلة. وجاءت هذه التطورات بعد ساعات من اعلان قوي8 آذار التي تشكل المعارضة في لبنان عن فشل المبادرة السعودية السورية لاحتواء الأزمة التي يشهدها لبنان علي خلفية تسريبات أفادت بصدورالقرار الاتهامي في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري متضمنا اتهامات عناصر في حزب الله الذي يقود المعارضة. وأعلن وزراء المعارضة اللبنانية استقالتهم الجماعية من الحكومة. وقد أعلن بيان الاستقالة الجماعية للوزراء العشرة, وزير الطاقة جبران باسيل عقب اجتماع لهم برئاسة رئيس التيار الوطني الحر النائب ميشال عون وحضور رؤساء أحزاب وتيارات المعارضة وأبرزهم النائب سليمان فرنجية. وبرر الوزراء استقالتهم الجماعية بأنها تهدف الي افساح المجال أمام تشكيل حكومة جديدة تكون قادرة علي تحمل واجبات المرحلة وحماية مصالح الناس وتأمين العدالة الحقيقة. وقالوا في بيان أمس إن المعارضة قامت بمحاولة أخيرة لاستدراك الأمر لكن إصرار الفريق الآخر علي نفس النهج الذي مارسه دفع بوزراء المعارضة مجتمعين لتقديم استقالتهم داعيا الرئيس ميشال سليمان الي الاسراع في تدارك الأمور. وعزا البيان النتائج التي وصلت اليها الأمور من تعطيل وعدم قدرة الفريق الآخر علي تخطي الضغوط الأمريكية. وأعرب الوزراء المستقيلون عن الشكر للعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد علي جهودهم لمساعدة لبنان لتخطي الأزمة الناتجة عن المحكمة الدولية. كما أعلن وزير الدولة اللبناني عدنان السيد حسين استقالته المحسوب علي الرئيس ميشال سليمان. وتعني هذه الاستقالة التي أعلنها حسين- في بيان له عقب استقالة وزراء المعارضة العشرة مباشرة- أن الحكومة اللبنانية أصبحت في حكم المستقيلة بعد استقالة ثلث وزرائها زائد واحد,حيث تفقد نصابها الدستوري. وفي رد فوري جددت قوي14 آذار في لبنان رفضها أي مساومة علي العدالة وعلي المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. وأقرت هذه القوي في بيان أدلي به وزير العمل اللبناني بطرس حرب عقب اجتماع طاريء لفعالياتها الوزارية والنيابية والحزبية برئاسة رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة أن البلاد في أزمة وقد زادها تعقيدا إعلان وزراء المعارضة استقالتهم وانضمام وزير الدولة عدنان السيد حسين إلي المستقيلين. واعتبر أن هذه الاستقالات لن تسهم بحل أي مشكلة.. لافتا إلي أن قوي المعارضة رفضت منح الرئيس اللبنان يفرصة للتشاور بشأن عقد جلسة لمجلس الوزراء, مما أدي إلي تعطيل المؤسسات الدستورية وتعطيل أمور البلاد والإضرار بمصالح المواطنين. وأوضح حرب أن قوي14 آذار قررت إعلان مباديء تتماشي مع مواقفها تتضمن عدم المساومة علي مبدأ العدالة والمطالبة بمعرفة من ارتكب جرائم الاغتيال السياسية وعدم المساومة علي المحكمة الدولية. وأكد انفتاح قوي14 آذار علي الحوار لحل الازمة ولكن ليس علي حساب المباديء العامة التي يقوم عليها النظام اللبناني. وأشار إلي أن قوي14 آذار قررت الإبقاء علي اجتماعاتها مفتوحة وهي تنتظر عودة رئيس الحكومة سعد الحريري لعقد اجتماع موسع لها لإعلان موقفها النهائي. وقالت وزير الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن انسحاب وزراء المعارضة من الحكومة الائتلافية محاولة سافرة لتخريب سير العدالة وتعهدت باستمرار عمل المحكمة الخاصة التي تدعمها الأممالمتحدة بشأن رفيق الحريري. وأضافت في مؤتمر صحفي في الدوحة حيث تحضر اجتماعا لزعماء المنطقة' نعتبر ما حدث محاولة مفضوحة من جانب تلك القوي داخل لبنان وخارجه لتخريب( سير) العدالة وتقويض استقرار وتقدم لبنان.' وحثت السعودية حزب الله علي الانضمام مرة اخري الي الحكومة وحذرت من ان البلاد يمكن ان تنزلق مرة اخري الي العنف. وقال وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي في أنقرة ان الاستقالات ستكون خطيرة لانها ستسبب اشتباكات مرة اخري. وقال الوزير السعودي محذرا من العواقب في انحاء المنطقة أنه كان يأمل في ألا تحدث هذه الاستقالات وانها قد تسبب انهيار كل شيء تم بناؤه حتي الآن. وعبر وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو عن أمله في ان يعيد حزب الله التفكير في الاستقالات كما عبر عن تأييده لجهود الوساطة السورية السعودية. وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدةمارتن نسيركي مساء أمس أن بان كي مون' أحيط علما بتطور الأوضاع في لبنان,وأنه يراقب عن كثب هذه التطورات'. وأضاف مارتن نسيركي في المؤتمر الصحفي أن بيانا سيصدر خلال ساعات بخصوص ذلك'. وردا علي سؤال بشأن مدي تأثير انهيار الحكومة اللبنانية علي عمل المحكمة الدولية الخاصة بالتحقيق في قضية رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري قال مارتن نسيركي إن الأمين العام للأمم المتحدة أكد لرئيس وزراء لبنان سعد الحريري خلال اجتماعه معه في نيويورك قبل يومين علي أهمية استقلال وحيادية المحكمة الدولية'.