لم يختلف زلزال نيبال عن بقية الزلازل والبراكين التي تضرب مناطق عدة في المعمورة, إلا في أنه زلزال شامل.. أصاب بلدا إمكانياته متواضعة ومبانيه قديمة, وقدرته علي مواجهته ضعيفة, استدعت اللجوء إلي العالم لكي ينقذه من براثنه, فهذا الزلزال المرعب استمر في إرهاب الشعب النيبالي بعد هجمته الأولي وضرب سياحته التي يعتمد عليها في مقتل قد يطول. /////////// الزلزال يضرب برج داراهارا يعتبر برج داراهارا أحد المفاخر الشعبية النيبالية حيث دمره الزلزال بأكمله وبني هذا البرج وهو من المعالم الأثرية في كاتمندو والبالغ ارتفاعه60 مترا عام1832 من أجل ملكة نيبال وكان يضم شرفة فتحت للزوار خلال الأعوام العشرة الماضية, ولم يتبق من البرج سوي دعامة ارتفاعها عشرة أمتار. انهار البرج التاريخي وفيه حوالي200 شخص محاصرون في الداخل وقال أحد السكان إنه انهيار البرج أودي بحياة الكثيرين,54 أو55 شخصا توفوا, كان قديما جدا, من الذي سيعيد بناءه الآن. الكارثة أن هذا البرج يقع في منطقة مزدحمة من العاصمة وكان قد دمر من قبل في زلزال عام1934 وأعيد بناؤه في وقت لاحق. ///////////// ..ويضرب السياحة تنتعش السياحة في هذا البلد الفقير مع بدء موسم تسلق الجبال حيث تشير التقديرات إلي وجود300 ألف سائح أجنبي في البلاد التي تضم الكثير من مواقع التراث العالمي, بما يعني ضربة قاصمة للسياحة قد تستمر طويلا مما يفقده مورده الأساسي من العملة الأجنبية. قد يساعد علي ذلك ليس عدد القتلي والمصابين الذي بلغ الآلاف لكن منظر الدمار الهائل الذي ضرب العاصمة كاتماندو بآلالاف المنازل العتيقة والمتهالكة المقامة علي مسافات قريبة جدا من بعضها البعض, حيث قتل أكثر من700 شخص في مدينة لا يزيد عدد سكانها علي المليون نسمة. ///////////////// .. مقتل19 من متسلقي الجبال وفقد217 تسلق الجبال هو النشاط السياحي الأبرز وجاءت لعنة الزلزال لتقتل19 منهم وتتسبب في انهيارات جليدية علي جبل إفرست أمس ومن بين القتلي أستراليين وأمريكيين وصينيين وإسرائيليين. وبينما تحاول فرق التسلق في معسكر القاعدة علاج المصابين ومعرفة كيفية إنقاذ هؤلاء المحاصرين علي منحدرات مرتفعة, يعثر أعضاء من فريق المهمة التابع للجيش الهندي علي جثث كثيرة. ويذكر الموقع الإخباري المحلي سيتوباتي أن217 شخصا فقدوا من معسكر إيفرست, وتذكر خارجية الاحتلال الإسرائيلي فقدان الاتصال ب250 إسرائيليا معسكر إيفرست حسب الميجور رانفير جاموال من الجيش الهندي قد تحول إلي ركام وانقطع الاتصال بالكثير من الأشخاص وبعضهم ليس معه هواتف تعمل تتصل بالقمر الاصطناعي, مضيفا: نحاول مساعدة أكبر عدد ممكن من الأشخاص. الكارثة الأكبر أن مسئول الشرطة بانوباكتا نيبال من منطقة إفرست في لوكلا قال نعرف أن61 شخصا جري إنقاذهم من معسكر القاعدة السفلي لكن ليس لدينا أنباء عن المتواجدين في الأجزاء الأعلي من معسكر القاعدة أو علي معسكرات1 و2 و3, لم نتمكن من الوصول إلي هناك. وروي متسلقون الذعر حيث وصف احدهم الانهيار الثلجي بالضخم فجورج فولشام, احد المتسلقين من سنغافورة قال, لقد ركضت كثيرا وكنت اري موجة الثلوج وكأنها مبني من خمسين طابقا يسقط باتجاهي. وتابع اصبحت عاجزا عن التنفس, وظننت اني افارق الحياة(...) لا اصدق ان موجة الثلج عبرت من فوقي وخرجت منها سالما. ///////////////////// هزات ارتدادية تثير الرعب ضربت هزات ارتدادية قوية النيبال أمس مما أثار الذعر بين الناجين من الزلزال الذي وقع أمس الأول حيث أثارت الهزات الارتدادية الذعر بين الناجين الذين لجأوا أصلا الي شوارع العاصمة ليخيموا فيها بين انقاض المباني التي تهاوت في اسوأ كارثة طبيعية في النيبال منذ80 عاما. واضطر العاملون في المستشفيات التي استقبلت ضحايا الزلزال الي إخلاء المباني خوفا من اي انهيارات وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة اوكسفام استراليا هيلين سيزوكي لفرانس برس ان الكهرباء مقطوعة والمستشفيات مزدحمة ولم يعد هناك مجال لوضع المزيد من الجثث في المشارح. وقال المتحدث باسم الشرطة الوطنية النيبالية كمال سينج بام لقد وضعنا كل امكاناتنا في عمليات البحث والاغاثة. وأضاف أرسلنا مروحيات الي المناطق النائية ونبحث بين أنقاض المباني المنهارة عن ناجين. وتسببت الهزات الارتدادية بتعليق العمل في مطار كاتماندو لساعة واحدة واضطر المراقبون الجويون الي اخلاء مراكزهم. كما اجبرت بعض الطائرات علي العودة ادراجها قبل الهبوط. /////////////////////// مناطق نائية منهارة ودون غذاء ربما تبرز المأساة أكثر في المناطق النائية التي يصعب الوصول إليها حيث ذكر مسئول في وزارة الداخلية النيبالية هو لاكسمي داكال إن حصيلة القتلي تبلغ حتي الآن عند2450 شخصا, وأصيب نحو ستة آلاف شخص في الزلزال مضيفا أن التحدي الفوري لنا هو الوصول إلي المناطق النائية التي انهارت فيها معظم المنازل. من الصعب الوصول إليها. وتابع أن هناك حاجة إلي المواد الأساسية سواء غذائية أو غيرها خاصة في القري والضواحي. وسقط معظم الضحايا جراء انهيار أسطح وجدران عليهم.