نجحت محافظة القاهرة في الخروج من عملية إخلاء ميدان رمسيس بدون خسائر أو خروج عن النص من جانب الباعة الجائلين أو قوات الأمن التي انتشرت منذ صباح أمس بعد التخطيط السليم في عملية الإخلاء والتي بدأت منذ ثلاثة أشهر بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية والمحافظة وحي الأزبكية وبدأ التنفيذ الفعلي منذ أول أمس السبت بعد أن قام اللواء عاطف عبد المنعم رئيس حي الازبكية بتوزيع كروت علي الباعة تحمل أرقام باكيات سوق احمد حلمي الجديد الذي انتقل إليه الباعة والذي يبلغ عدد بكياته نحو551 باكية, ليتم إخلاء نسبة كبيرة من الباعة قبل البدء الرسمي والذي تحملت فيه الهيئة العامة للنظافة والتجميل العبء الأكبر, وحاول بعض الباعة الذين لم يتم نقلهم إلي احمد حلمي لعدم وجود أماكن لهم ونقلهم إلي سوق الترجمان بشكل مؤقت التجمهر أمام مبني الحي للبقاء في ميدان رمسيس أو الذهاب إلي السوق الجديد رافضين قرار نقلهم إلي الترجمان, ولكن قوات الأمن تدخلت بهدوء لينتقل البعض منهم إلي الترجمان ويستمر نحو50 بائعا علي موقفهم الرافض. كان أبرز المشاهد في إخلاء الميدان دموع بعض الباعة المتقدمين في السن التي سقطت بغزارة وهم يحملون بضائعهم إلي السوق البديل بعد أن اعتادوا علي الوقف العشوائي في الميدان, وتفقد وزير الداخلية الميدان والدكتور جلال مصطفي سعيد محافظ القاهرة الذي ظل لساعات لمتابعة عملية الإخلاء بالشكل السلمي, لتدخل المحافظة في تحد جديد بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية لنقل سيارات السرفيس من الميدان ومنع انتظار السيارات أو الوقوف قطعيا في رمسيس. وفور الانتهاء من الإخلاء بدأت محافظة القاهرة العمل الجاد لتطوير وتنظيف الميدان, حيث يقول المهندس حافظ السعيد رئيس الهيئة العامة للنظافة والتجميل بالقاهرة الذي تعرض لضربة شمس بعد الانتهاء من الإخلاء إنه لم تحدث اي اشتباكات بين الشرطة وأجهزة المحافظة والباعة تعكر صفو العمل الجاد بعد أن ظهر التعاون من الجميع, مشيرا إلي أن الهيئة قامت برفع نحو360 طنا مخلفات رفعتها نحو13 سيارة شاركت في العمل وتواصل الهيئة التنظيف لتحسين المنظر العام, لافتا إلي أن عمل شركات المقاولات المتعاقدة مع المحافظة بدأت منذ أمس في إعادة تطوير الميدان وتكسير الأرصفة ورفع الأعمدة التالفة بعد أن أنهكتها عملية سرقة التيار الكهربائي الذي كان يقوم به الباعة علي مدار ثلاث سنوات, وأيضا رفع الأسوار الحديدية المكسرة وإعاة تأهيل الحدائق التي قضي عليها الباعة. وأضاف أن الهيئة ستقوم اليوم بتركيب شبكة المياه والاستعانة بالمعدات الزراعية لتقليب التربة في الحدائق الثلاثة الكبري بالميدان لزرعها بالنجيل الطبيعي وتشجيرها, مع تركيب مقاعد خشبية وتندات حول المسطحات الخضراء علي الأرصفة مع تركيب إضاءة تظهر جمال المكان بعد تطويره. ويقول اللواء عاطف عبد المنعم رئيس حي الازبكية إن كل الباعة الذين كانوا في الميدان ظنوا أنهم سوف يحصلون علي باكيات في سوق احمد حلمي, ولكن نظر لزيادة عددهم الباعة عن الأماكن التي تم تخصيصها في السوق جديد للباعة حدثت بعض المشكلات بتسكين الباعة القدامي وما زاد تم نقلهم إلي الترجمان. أما اللواء محمد أيمن عبد التواب نائب المحافظ عن المنطقة الغربية فقال إن الدولة عادت ولا توجد حياة بدون ضوابط, خاصة وان ميدان رمسيس يخص90 مليون مصري وليس مجموعة بعينها مهما كان حجمها ووزنها, ولذلك لا ينفع ان يجور عليه الباعة.